Site icon IMLebanon

هل سيدخل ملف مُناقصات النفايات خط التجاذبات السياسيّة: شركتان تتنافسان وسط صمت «سوكلين»

ناتاشا بيروتي

وافق مجلس الوزراء، في جلسته التي عقدت في اول نيسان الجاري، على طلب وزارة البيئة تمديد فترة تقديم العروض للمناطق الخدماتية (أ ، ب، ج) في بيروت وجبل لبنان لغاية 26 ايار 2015. وهو اول خرق للقرار 46 الصادر بتاريخ 30 تشرين الاول 2014 والمتعلق بالخطة الشاملة لادارة النفايات المنزلية الصلبة، والمعدل بالقرار رقم 1 بتاريخ 12 كانون الثاني 2015، لان الفقرة 4-4 من قرار مجلس الوزراء تنص على ان تحدد مهلة تقديم العروض في المناطق الخدماتية (أ ، ب، ج) ضمن مهلة شهرين من تاريخ اطلاق المناقصات.
فبعد بدء المتعهدين الطامحين إلى المنافسة في عروض مناقصات إدارة النفايات في بيروت وجبل لبنان بالظهور واحد تلو الآخر لدخول المناقصة من بابها العريض، تصدرتهم «شركة الجهاد للتجارة والتعهدات» التي يرأسها جهاد العرب المدعوم من سعد الحريري واشترت دفاتر المناقصات للمنطقة «أ» التي تضم بيروت الإدارية والضواحي، والمنطقة «ج» التي تضم أقضية (الشوف، بعبدا، وعاليه باستثناء الضواحي). والتي اكدت نيتها الدخول في المناقصة بالشراكة مع مجموعة SUEZ الفرنسية ذات الكفاء العالية في هذا المجال، لتصبح المنافسة الأكثر جدية لمجموعة افيردا (سوكلين وسوكومي).
من المعروف ان شركة «الجهاد» لا تمتلك أي خبرة في قطاع إدارة النفايات الصلبة، باستثناء التلزيم من الباطن من مجموعة SUEZ الفرنسية، فكيف لها ان تدخل هذه المناقصة دون تطبيق فعلي فيما يتعلق بمجال النفايات؟ قد يكون دخولها المناقصة سيناريو اعد بدراية ليظهر ابطاله «سوكلين وسوكومي» فيما بعد باسم جديد معلنين عن تحالفهم مع شركة «الجهاد»، ويعملان معاً.
ـ مصير شركة سوكلين ـ
الا ان مصير شركة «سوكلين» التي تقوم بمهمّة الكنس واللم في 296 بلدة في جبل لبنان بالإضافة إلى بيروت وتنقلها إلى برج حمّود حيث تقوم شركة «سوكومي» بموجب عقد ثالث بمعالجة النفايات ونقلها إلى مطمر الناعمة ما زال مجهولاً حتى اليوم خصوصاً وانها لن تشتري دفتر الشروط، كما وان التمديد لهما لاقى اعتراض من بعض الوزراء لجهة تقاضيها أعلى سعر عالميا، علماً أن الاسعار المطروحة في ملف المناقصة أعلى وتتراوح بين 130 مليون دولار و255 مليون دولار اي ان كلفتها تفوق العقود الماضية بـ 30%.
وافادت التسريبات «ان شركة «الجهاد» التي اشترت دفتر الشروط معلنة عن نواياها الدخول في المناقصة، لن تمتثل لدفاتر الشروط، وفق الصيغة التي اقرت في مجلس الوزراء وفقاً للقرار 46 الصادر في 30 تشرين الاول 2014. والذي ينص على ان يحدد المتعهدون المشاركون في المناقصة مواقع للمعالجة والطــمر على نفقتهم الخاصة. هنا نلاحــط ان الدولة وضعت في دفتر الشروط بنداً تعجيزياً، لأن مســؤولية ايجاد المطمر عادة ما يكون على الدولة، وهذا الشرط سوف يحمل المتعهد اعباء اضافية.
ـ الجنوب للاعمار ـ
اما شركة «الجنوب للاعمار» والتي يرأس مجلس ادارتها رياض الاسعد المدعوم من وليد جنبلاط فايضاً دخلت المناقصة واشترت دفتر الشروط للمنطقة (ج) (الشوف، عالية،بعبدا) والمنطقة ( أ) (بيروت وضواحيها) كمنافس جدي للمتعهدين الجدد والقدمى في مجال ادارة النفايات المنزلية الصلبة وذلك باستراتيجية معالجة النفايات من خلال تحويلها الى RDF (الوقود البديل المشتق من المرفوضات) مروراً إلى إنشاء معامل للكهرباء تعمل على هذا الوقود، وصولاً إلى تصديره.الا ان هذا المقترح لاقى رفضاً من السكان والبلديات.
اتصلت «الديار» بشركة «شركة الجهاد للتجارة والتعهدات» و بشركة «سوكلين» الا ان صمتاً مطبقاً لازم الشركتين ولم يدليا بأي تصريحات عن هذه المناقصة.
اذاً على ما يبدو ان ملف النفايات سيدخل خط التجاذبات السياسية حيث ان كل منطقة ستتولى معالجة نفاياتها، وكل ما يدور من احداث حول الملف يؤكد ان المتعهد بحاجة لزعيم سياسي يدعمه في المنطقة لا بل وقد نلاحظ في ما بعد ان قطاع النفايات قد يوزع حصصاً على السياسيين الذين «يأكلون البيضة والتقشيرة».