بعد الانتقادات المباشرة التي وجهها عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد كبارة إلى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على خلفية الإجراءات التي أمر الأخير بتنفيذها في سجن رومية بحق الموقوفين الإسلاميين، طالب كبارة بلجنة تحقيق من الصليب الأحمر اللبناني وهيئة حقوق الإنسان للتوجه إلى سجن رومية للاطلاع على حقيقة ما جرى.
واعتبر كبارة في حديث لصحيفة ”السياسة” الكويتية انه يجب الاطلاع على ما تم من معاملة سيئة بحق الموقوفين الإسلاميين الذين جرى نقلهم من المبنى “ب” إلى مبنى آخر لا يتسع سوى لأربعمائة موقوف، فيما وصل عدد الموقوفين فيه ثلاثة أضعاف قدرته على الاتساع، معتبراً أنها سابقة لم يُشهد لها مثيل في أي سجن في العالم، حتى سجن “غوانتانامو”.
وأضاف “يجب على المعنيين بالأمر أن يراعوا ظروف المعتقلين وظروف ذويهم، لأنهم في معظمهم فقراء معدمون، وما يحصل لهم في سجن رومية زادهم فقراً”، موضحاً أن ليس بينه وبين المشنوق أي خلاف شخصي، “لكن الظلم والتمييز بين السجناء لا يستطيع أحد أن يقبله أو يتحمله”. واستغرب من المعاملة السيئة التي يعامل بها سجناء طرابلس “وكأن وزير الداخلية نسي أن هؤلاء في مرحلة معينة، دافعوا دفاع المستميت عن مدينتهم، عندما كان النظام السوري وحزب الله يريدون أخذ طرابلس رهينة لتركيعها وإلغاء هويتها الإسلامية لمصلحة نظام بشار الأسد وأدواته من حزب الله وحلفائه في جبل محسن”.
وتساءل “أي تهمة ارتكبها هؤلاء الموقوفون في الدفاع عن مدينتهم وتصديهم للذين أرادوا زعزعة الأمن والاستقرار فيها؟ وهل يجوز أن يعاملوا بهذه الطريقة البشعة التي لا تقرها أي أعراف وقوانين؟ وبأي حق يفرض عليهم شراء حاجياتهم بأغلى الأثمان؟”. وطالب بأن يعيد المشنوق “النظر في كل القرارات التي اتخذها في حقهم، وفتْح تحقيق نزيه وشفاف بشأن ما جرى في الأيام الأخيرة”.