Site icon IMLebanon

نظريان رعى مؤتمرا حول ثقافة المياه: لتخطيط الموارد المائية على المدى الطويل للوصول لتنمية مستدامة


عقد اليوم مؤتمر حول ثقافة المياه، تحت عنوان “الاستراتيجية المتوسطية للتعليم على ثقافة المياه من اجل التنمية المستدامة”، برعاية وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان وبالتعاون بين وزارة الطاقة، اندية روتاري، اليونيسكو، مركز الابحاث للمياه والطاقة والبيئة التابع لجامعة سيدة اللويزة وتلفزيون لبنان، وذلك في قاعة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في جامعة سيدة اللويزة.

حضر المؤتمر، الى نظريان، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممثلا بالمدير العام للتربية فادي يرق، وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي ممثلا بالمدير جوزف سعد الله، وزيرة المهجرين اليس شبطيني ممثلة بالمهندس ايلي الخوري، المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير، رئيس جامعة اللويزة الاب الدكتور وليد موسى، المحافظ السابق لاندية روتاري جميل معوض ومساعد المحافظ اندريه الزعني، رئيس اكاديمية اخلاقيات استعمال المياه هيرف ليني، رئيس قسم اليونيسكو ومركز الابحاث للمياه مايكل سكوللوس وفاعليات واختصاصيون.

مطر

بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من السيدة منى كنعان، ثم تحدث نائب رئيس الجامعة الاستاذ سهيل مطر مشيرا الى ان “لبنان غني بالمياه لدرجة انه قادر على اشباع عطش ابنائه وعلى ري الاراضي الزراعية، وعلى استثمار المياه في توليد الكهرباء وعلى توريد المياه حتى الى الدول المجاورة”، وقال: “ان اخر رقم قرأته يشير الى ان السماء تمطر في لبنان بحدود 10 مليارات متر مكعب (10 الاف مليون م3) ويستهلك فقط الف مليون وتبقى تسعة ملايين نرميها في البحر”، مشددا على “اهمية بناء السدود والاستفادة من المياه وضرورة تعزيز ثقافة المياه”.

معوض

ثم تحدث معوض، فقال: “عندها اعلنت الاندية الروتارية في لبنان حالة الطوارئ، تعهدت ووحدت جهودها على خط موجه هادف، عنوانه تأمين مياه الشرب النظيفة في المدارس الرسمية كافة، ولأن النجاح يبدأ بالتخطيط الصحيح، فقد وضعنا خططنا الاستراتيجية للوصول الى المناطق كافة، وذلك لتلبية حاجات كل مدرسة حسب وضعها، وفرضنا المعايير اللازمة لتتلائم مع المواصفات الصحية”.

يرق

والقى يرق كلمة وزير التربية، فاعتبر ان “أبسط حقوق التلامذة توفير المياه النظيفة في المدارس، غير ان هذا الحق، على الرغم من بساطته وسهولته، ليس مؤمنا بصورة كاملة وسليمة في كل المدارس الرسمية لاسباب باتت معروفة، نختصرها بعدم نظافة شبكات المياه او مصادرها في بعض الاحيان، او قدم الخزانات والتمديدات والمشارب وعدم صيانتها في الكثير من المباني المدرسية الرسمية او الخاصة. ان هذا الامر استدعى تدخلا مشكورا من جانب اندية روتاري الكريمة التي باشرت بمشروع توفير خزانات جديدة ونظيفة مع فلاتر وتمديدات ومشارب جديدة ونظيفة، وتم تنفيذ المشروع في العديد من المدارس الرسمية، وان اندية روتاري قامت بانشطة عديدة جمعت في خلالها الهبات والتبرعات لخدمة هذا الهدف النبيل الذي قامت ولا تزال تقوم بتنفيذه تباعا في المدارس الرسمية، وقد احدث هذا الامر فرقا اساسيا في الحياة المدرسية التي تحتاج الى تجهيزات ولوازم عديدة الى جانب المياه النظيفة”.

وقال: “ان مبادرة الروتاري هي مبادرة عظيمة نقدرها ونفخر بها، فهي نموذج لمشاركة المجتمع المدني الراقي في تحمل عبء المدرسة الرسمية وهو تطبيق واضح لقانون البلديات الذي يؤكد ان التعليم الرسمي هو مسؤولية مشتركة بين الدولة ومؤسسات المجتمع والبلديات”.

أضاف: “اما جامعة سيدة اللويزة التي تندفع باستمرار لطرح القضايا التي تهم المواطنين والمتعلمين على المستويات كافة، فانها تخصص مساحة مهمة من نشاطها لدعم التعليم الرسمي ورفع مستواه وتوفير مستلزماته. واننا اذ نتوجه بالشكر والتقدير الى رئيس الجامعة الاب وليد موسى على هذا اللقاء، كما نشكر الاستاذ سهيل مطر العامل الدائم لدعم المدرسة الرسمية في كسروان، فاننا نقدر عاليا عقد هذا اللقاء للاضاءة على اهمية المياه النظيفة في المدارس والتدريب على صيانة هذه التجهيزات وتبديل الفلاتر في الوقت المحدد للحفاظ على استدامتها وعلى تأديتها الدور المحدد لها”.

وشدد بالمناسبة على “عدم هدر الثروة المائية في المدارس والمنازل، سيما ان لبنان فوت فرصا عديدة لاقامة السدود وجمع مياه الامطار وتعميم الفائدة منها للمنازل والمزارع والتطوير العام للحياة، لانه من دون المياه لا حياة، وقد عانينا نتائج الجفاف في العام الماضي وعلينا ان نبادر لكي لا نقع في كارثة مجددا”.

وتابع: “ان الامراض التي تتزايد بفعل قلة النظافة وتعاظم اعداد النازحين في المدارس والمجتمع، تستدعي المزيد من المياه النظيفة والمزيد من حملات التوعية لكي لا تفتك بنا الامراض بعدما فتكت بنا سياسات الاهمال والتأجيل في كل الملفات المهمة”.

وختم يرق: “انني اشد على ايدي الروتاريين الكرام وادعوهم الى المزيد من النشاط والدعم ومتابعة حملتهم لتوفير المياه النظيفة والتوعية على صيانة تجهيزاتها والتشجيع على النظافة الشخصية والعامة”.

نظريان

أما راعي المؤتمر فاستهل كلمته قائلا: “يسرنا أن نفتتح هذه الحلقة التدريبية ونرحب بكم جميعا في أحضان هذا الصرح العلمي، في جامعة سيدة اللويزة، في قاعة ابنها البار غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والتي تنظم بالتعاون بين كل من: أندية روتاري وكرسي اليونيسكو للثقافة والتنمية المستدامة والتعليم (UNESCO Chair on ESD) ضمن الشراكة العالمية- المتوسطية للمياه (GWP-Med) وجامعة أثينا ومركز الابحاث للمياه والطاقة والبيئة (WEERC) التابع لجامعة سيدة اللويزة (NDU) وتلفزيون لبنان ووزارة الطاقة والمياه، حول موضوع: “Water in the framework of the Mediterranean Strategy on Education for sustainable Development”. كما أتوجه بخالص الشكر الى حضرة الأب وليد موسى رئيس جامعة سيدة اللويزة على استضافة الجامعة لهذه الحلقة التدريبية”.

أضاف: “تعتبر المياه من الموارد الحيوية للبنان، سطحية كانت أم جوفية، ويجب التخطيط لإستعمالها وادارتها من خلال نظرة شاملة ومتكاملة لقطاع المياه، تكون فيها كمية المياه ونوعيتها وطريقة توزيعها متوازنة. كما يجب الاهتمام بتخطيط الموارد المائية وإدارتها على المدى الطويل لتنمية المدن والمناطق الريفية وتطويرها للوصول إلى تنمية مستدامة. من هنا تتضح الحاجة الكبيرة، في ظل المتغيرات الشاملة ومنها مواجهة الاحتباس الحراري، الى التفكير بالأجيال الصاعدة والبدء بنشر الوعي في ما بين المواطنين حول استخدام هذا المورد من خلال ترسيخ مفهوم ثقافة المياه”.

وتابع: “يهدف مفهوم “ثقافة المياه” إلى تعزيز المعلومات والخبرات وتبادلها، وإتخاذ خطوات جبارة في ما يتعلق بإدارة متكاملة لمصادر المياه بغية تحقيق التنمية المستدامة في مصادر المياه في منطقة الشرق الأوسط تحديدا وفي العالم أجمع. هذا يعني، ترشيد إستعمال المياه بكافة أوجه استعمالاتها وزيادة الوعي بالمشاكل المتعلقة، بالمياه الوطنية من جهة، بالمياه الدولية المشتركة من جهة أخرى، من خلال:
– إعتماد مفاهيم علمية إرشادية لتحسين السلوك الفردي في إستهلاك المياه بين المواطنين وعلى مختلف مستوياتهم: في المنزل، في المدرسة وفي مكان العمل، بغية ترسيخ الوعي المستمر للحفاظ على الثروة المائية.
– تعميق التعاون الوطني والإقليمي المستدام وتطبيقه في ما يخص إدارة المياه والمحافظة عليها واعتماد توزيع “عادل ومنصف” طبق مفهوم “الإنسانية المستدامة” ومعاهدة الأمم المتحدة لمجاري المياه الدولية لعام 1997، بغية الحفاظ على حقوق لبنان من المياه الدولية.

لذلك فإن هدف “ثقافة المياه”، الذي يطلق اليوم من خلال هذا الصرح العلمي، يتمحور حول مسار “التنمية المستدامة” بغية الحفاظ على “كرامة الإنسان” إستنادا إلى الخطوات الآتية:
– تأمين توزيع عادل ومنصف لمياه نظيفة لجميع السكان.
– تشجيع مستخدمي المياه للحفاظ والحرص على مصادر المياه وإعادة تدويرها وإستخدامها بطريقة مسؤولة.
– منع تلوث المياه من خلال إعتماد الأساليب والإجراءات اللازمة لمعالجتها.
– المحافظة على إيكولوجية الأنهر من أجل المحافظة على البيئة الطبيعية.
– زيادة وعي المجتمعات المحلية والدولية بأمور المياه وتنظيم نشاطات تثقيفية وتعليمية بغية فهم علاقة المجتمع المدني المحلي لإستخدامات المياه المسؤولة، وفوائدها على مختلف الأصعدة البيئية والإجتماعية والإقتصادية”.

وأردف: “من هنا كانت الحاجة الى إقامة هذه الورشة التدريبية التي تهدف الى تدريب المعلمين في القطاع التربوي المشاركين في هذه الندوة، المسؤولين عن كيفية نشر الوعي وترسيخ مفهوم ثقافة المياه بين الطلاب، وهم بدورهم ينقلون هذه الثقافة الى الأهل والمجتمع للمحافظة على المياه، وذلك نظرا للإرتباط الوثيق بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري على الصعد كافة، كما أن الثقافة تنمو وتترسخ مع النمو الحضاري للأمة. وكذلك تهدف الى تدريب المسؤولين في قطاع المياه على كيفية إدارتها بالشكل الأمثل من كل النواحي، والتعرف على الأساليب والتجارب المتبعة في الدول التي سبقتنا في هذا المجال”.

وختم نظريان: “نتمنى النجاح لهذه الورشة التدريبية وأن تعود بالإفادة الكبيرة لما فيه مصلحة هذا الوطن الذي يواكب الحاجات الوطنية ومنها المياه بشكل علمي موجه من خلال برامجه ونشاطاته، والشكر أيضا الى الدكتور Michael Scoullos الذي ترك بصماته على لبنان في هذا المجال منذ أكثر من 15 عاما، ونشكر أيضا وزارة التربية الوطنية على مواكبتها هذا العمل، والشكر أيضا للدكتور فادي قمير الذي يبذل جهودا كبيرة في مجال المحافظة على الثروة الوطنية من خلال عمله وإدراكه لأهمية ترسيخ مفهوم ثقافة المياه. والشكر لكل من بذل جهدا في سبيل إنجاح هذه الحلقة التدريبية كي تبقى هذه الجامعة وغيرها من دور التعليم منارة لامعة في سماء لبنان”.

واختتم الحفل بتوزيع دروع تكريمية.