كشفت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة “الوطن” السعودية أن قيادة حزب الله تشعر بالقلق الشديد من زيارة رئيس الوزراء الأسبق، زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الحالية إلى الولايات المتحدة، لاسيما في ظل الاهتمام الأميركي الكبير بالزيارة، والحفاوة التي استقبل بها الحريري لدى صناع القرار في البيت الأبيض، والشخصيات الكبيرة التي استقبلته وتباحثت معه.
وكشفت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس الحريري إلى واشنطن، أنه ركز في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على ضرورة قيام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتحرك فاعل لإنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن، محذرا من استمرار سياسة التهاون واللامبالاة الدولية في التعاطي مع الحرب الدائرة بسورية وتداعياتها السلبية المتواصلة على لبنان جرّاء مشاركة “حزب الله” بالقتال الدائر هناك واحتمال حصول ردّات فعل تعرض أمن لبنان لمخاطر عديدة، خاصة في ظل وجود أكثر من مليون لاجئ سوري ينتشرون على مجمل الأراضي اللبنانية، مطالبا بتوفير المزيد من المساعدات المادية لتلبية ظروف وجودهم وحاجاتهم الضرورية التي تفوق إمكانيات الدولة اللبنانية.
وقالت المصادر إن الحريري ركز في محادثاته على مسألة زيادة الدعم الأميركي لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتستطيع القيام بالمهام المنوطة بها في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب، لافتة إلى أن الحريري ينوي زيارة موسكو الشهر المقبل للقاء كبار المسؤولين الروس والبحث معهم في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها على عدد من الدول المعنية بالوضع في الشرق الأوسط.
وأضافت المصادر أن الرئيس الحريري تطرق إلى مسألة الانتخابات الرئاسية ومدى أهميتها في تماسك الدولة وتقوية مؤسساتها الشرعية، شارحا أسباب عرقلتها ومحددا الجهات التي تتعمد هذه العرقلة وضرورة بذل كل الجهود الممكنة وخصوصا مع إيران التي تدعم هذا التعطيل، لتسهيل إجراء هذه الانتخابات بأسرع وقت ممكن، لا سيما وأن الولايات المتحدة تجري محادثات متواصلة حول الملف النووي الإيراني وبإمكانها المساعدة في هذا الخصوص.
وفي لقاء مع منسقي تيّار “المستقبل” في الولايات المتحدة وكندا ولندن، قالت المصادر إن الرئيس الحريري أعاد التجديد على أنه من المستحيل أن نوافق حزب الله على السياسات التي يتبعها، ونحن ضد سياساته في سورية والعراق واليمن، مستدركا أن هذا لا يمنع أن نعمل ما في وسعنا لحماية لبنان، وأن الخلاف السياسي مع الحزب يجب أن يحل عبر الحوار.
وعن التعيينات الأمنية، أوضحت المصادر أن الحريري أكد أن “مركز قيادة الجيش هو في أهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر ليس هناك مجال للتسوية”، مشددا على دعمه الكامل للقرار الذي اتخذه وزير الداخلية نهاد المشنوق، والعمل الشجاع الذي قامت به “شعبة المعلومات” والقوى الأمنية بإنهاء الحالة المتردية في سجن رومية، رافضا “أي تهاون مع أي حالة تمرد وإعطاء جوائز ترضية لمن يقوم بها”.