Site icon IMLebanon

التفاؤل … شعار المحللين الاقتصاديين الأجانب إزاء سوق الأسهم الصينية

Shanghai-Stock-Exchange-China
تشهد الأسهم الصينية ارتفاعا حادا منذ بداية هذا العام حيث سجل مؤشرا هنغ سنغ بهونغ كونغ وشانغهاي المجمع ارتفاعا قدره 1.5 و 2.48% على التوالي في الفترة من 20 إلى 24 أبريل، وبلغ حجم تداول الأسهم في بورصتي شانغهاي وشنتشن 1586.6 مليار يوان يوم 24 أبريل ليتجاوز ألف مليار يوان لليوم الـ19على التوالي. كما حقق مؤشر تشاينا نكست ببورصة شنتشن يوم 24 أبريل ارتفاعا قدره 1.06 %.
يأتي هذا وسط حرص المستثمرين الأجانب على متابعة أوضاع الأسهم الصينية عن كثب، لدرجة أن بعضهم يتنبأ بأن يتابع مستقبلا سوق الأسهم الصينية بدلا من بورصة نيويورك عند إلقاء نظرة على السوق المالية العالمية كل صباح. وبدورهم أعرب محللون اقتصاديون أجانب عن تفاؤلهم إزاء سوق الأسهم الصينية رغم الشكوك التي كانت تساور بعضهم لفترة حول إمكانية تسجيل هذه السوق الصاعدة لنمو مستدام.
فقد قال مايكل شاوول مدير مؤسسة (ماركتفيلد) لإدارة الأصول، الذي كان صائبا في توقعه بأن البنك المركزي الصيني سيخفض نسبة الاحتياطي، إن الراغبين في تحقيق أرباح في سوق الأسهم عليهم التوجه شرقا، وخاصة إلى الصين.
وصرح شاوول بأن “الوقت الذهبي” قد حان الآن للاستثمار في أسواق الأسهم الصينية والآسيوية، مضيفا أنه إذا ما تم حساب معدل العائد بالدولار الأمريكي، فسنجد أن معدل العائد في سوق الأسهم الصينية بالنسبة للمستثمرين منذ بداية العام الجاري وحتى اللحظة الراهنة أفضل مما هو عليه في أسواق متطورة أخرى.
أما مارك موبيوس الرئيس التنفيذي لمجموعة (تمبلتون) للأسواق الناشئة فيرى ضرورة التزام المستثمرين اليقظة والحذر إزاء مخاطر الأسهم الأمريكية ووضع فكرة الانسحاب والتوجه إلى أسواق الأسهم ذات الأداء الأفضل في اقتصادات ناشئة مثل الصين في اعتبارهم ، وذلك في ضوء عدم تلبية أرباح الشركات الأمريكية للتوقعات بسبب تأثيرات سلبية عدة.
وأعرب موبيوس عن اعتقاده بأنه من الضرورة بمكان أن يحول المستثمرون انتباههم إلى أسواق الأسهم لدى الاقتصادات الناشئة، لأن الأرباح المحققة في أسواق الكثير من تلك الاقتصادات تتجاوز حتى الآن هذا العام نظيراتها في الولايات المتحدة.
وأكد شعوره بالتفاؤل إزاء سوق الأسهم الصينية بوجه خاص، قائلا إنه بفضل ترابط الأسهم بين شانغهاي وهونغ كونغ، أصبحت خيارات المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم الصينية أكثر تنوعا حيث تتسم أسعار الأسهم الممتازة من الفئة “إيه” بكونها جذابة للغاية بالنسبة لهؤلاء المستثمرين.
وتعليقا على التدابير التنظيمية التي اتخذتها لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية في الأسبوع الماضي إدراكا منها لما يحدث في السوق، قال موبيوس إن “هذه التدابير لا تهدف على الإطلاق إلى فرض قيود على حركة هذه السوق الصاعدة “، معربا عن اعتقاده بأن هذه الجولة من السوق الصاعدة ستظل مشهودة لفترة.
بالإضافة إلى ذلك، توقع موبيوس حدوث تصحيح للسوق حيث شدد على أهمية اغتنام المستثمرين لهذه الفرصة لدخول سوق الأسهم الصينية.
ومن جانبه، قال توم فيكيتيب المسؤول بشركة (بلاك روك)، التي تعد أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، إن المستثمرين الأجانب يولون اهتماما كبيرا بالصين ولا يوجد في الأفق ما يدل على عزمهم تقليل هذه الرغبة.
وبلغ حد التفاؤل أن هيو هندري الشريك المؤسس لمؤسسة (إكليكتيكا) لإدارة الأصول، الذي كان لديه رؤية تشاؤمية تجاه الاقتصاد الصيني، عدل عن موقفه وقال إن الصين تعيد ضبط نمط نموها الاقتصادي حيث بات الاستقلال الذاتي لسياساتها النقدية أعلى من أي وقت مضى وصارت مساحة المرونة لدى سياساتها النقدية كبيرة.
ومنذ أن حققت الصين ترابطا للأسهم بين شانغهاي وهونغ كونغ في عام 2014، دخلت سوقا رأس المال بالبر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ مرحلة جديدة من “صعود أسعار الأسهم ” في إطار “الوضع الطبيعي الجديد” للاقتصاد الصيني.
ومع تنفيذ الصين لمبادرتي “الحزام والطريق” وتدويل العملة الصينية “الرنمينبي” وغيرهما من الخطط الإستراتيجية الوطنية الهامة، ستعمل الممارسة المبتكرة المتمثلة في الربط بين سوقي رأس المال بالبر الرئيسي وهونغ كونغ على توطيد عملية انفتاح سوق رأس المال الصينية، حيث سيعود هذا الانفتاح بفوائد تفوق التوقعات على أسواق المال العالمية.