تقرير خالد مجاعص
بدءاً من اليوم، لن تعود الأمور كما كانت في نادي الحكمة. فالخسارة في الفاينل فور ليست كما الخسارة في مرحلتي الذهاب أو الإياب، والخسارة في غزير وأمام جمهور رائع كجمهور الحكمة قد لا تعوّض. وفي المحصّلة النهائيّة، عرف فريق يو بي إي كيف يوجّه ضربة قاسية جدّاً لخصمه الحزين، ويتقدّم عليه بالسلسلة1-0.
ويبقى السؤال: ماذا جرى ليلة السبت في غزير ليتهاوى الحكمة على هذا النحو في سيناريو دراماتيكيّ، شهد تقدّم الـ”يو بي إي” على الفريق الأخضر من بداية اللقاء حتّى نهايته، مع محاولة من نجوم الحكمة (المحليّين فقط) الاستبسال، ومن دون نتيجة، للعودة بالمباراة التي حسمها الفريق الجبيليّ بنتيجة نهائية 76-67 بفارق 9 نقاط؟
فهل من سيشرح للجمهور الأخضر ماذا حصل في القلعة الخضراء؟ فمع كلّ صباح، يصحو مشجّعو الأخضر على إشاعات حول إمكان عودة جوليان خزّوع الهارب إلى أستراليا، بيد أنّ تلك الآمال، سرعان ما تتلاشى بأن لا شيء في الواقع قد تبدّل.
وأبعد من ذلك، وبعد الأداء المتواضع لأجنبيّ الحكمة الجديد براندون هايث مريضاً كان أم لا، بتسجيله 7 نقاط فقط، وعدم الاقتناع كثيراً على الأقلّ في المباراة الأولى بقدرات تيرينس ليزر على الرغم من تسجيله 16 نقطة، يبقى السؤال: ألم يكن هناك إمكان من قبل الجهاز الفنّي بقيادة المدرّب الثعلب فؤاد أبو شقرا لاستيعاب نجم الفريق وهدّاف البطولة تيريل ستوغلين الذي ضرب لوحده سلّة الشانفيل بسبعين نقطة وسلّة الرياضي بـ58 نقطة، وأرعب كلّ الفرق الأخرى؟ واذا كان ستوغلين فعلاً لاعباً يحبّ المهارات الفرديّة على حساب اللعب الجماعيّ، ألم يكن هناك طريقة لاستيعابه أو ترحيله باكراً من البطولة، وليس في منتصف الـ”بلاي أوفس”؟ وكذلك، هل كان تبديل منقذ الفريق دسموند بينيغير عشيّة انطلاق الفاينال فور بلاعب أقلّ ما يقال إنّه في مستوى بينيغر نفسه، ضروريّاً أو يصبّ في مصلحة الفريق الأخضر؟
الإجابة عن كلّ تلك الهواجس، لن تغيّر الواقع اليوم في مرحلة الفاينال فور، حيث لكلّ مباراة ظروفها، وحيث أصبح ممنوعاً على الفرق الأربعة إجراء أيّ تغيير في أجانبها.
ففي تحليل لأحداث اللقاء، عرف مدرّب الفريق الجبيليّ الصربيّ نيناد فوزينيتش كيف يدخل اللقاء ويسيطر سريعاً على خصمه، فخاض لاعبوه المباراة بطريقة جماعيّة مميّزة جدّاً، قادها جاي يونغبلاد بنجاح وثقة عالية بتسجيله 20 نقطة و6 “أسيست” تاركاً السيطرة على الارتكاز لزميله فردا راتكو بتسجيله 21 نقطة و14 ريباوند. ومن خلفهما، أبدع مسدّد الثلاثيّات ويلي فارس بتسجيله 16 نقطة، بينها 4 ثلاثيّات من سبع محاولات، بينما تولّى محمّد ابراهيم توزيع الألعاب بنجاح مع سبع تمريرات حاسمة. وأخيراً، قام مازن منيمنة بمهمّة مساعدة يونغبلاد بالهجمات المرتدّة واختراق دفاعات الحكمة. من ناحية الفريق الأخضر، استبسل لاعبوه المحلّيون وقاتلوا على كلّ كرة حتّى نهاية المباراة. وتميّز الثنائيّ إيلي رستم وباتريك بوعبود عند محاولتهما إعادة الفريق الأخضر إلى جوّ المباراة. إشارة أخيراً إلى أنّ فريق الحكمة سدّد بنسبة متدّنية جدّاً عن الرميات الثلاثيّة مع 7 ثلاثيّات من 32 محاولة، و25 تسديدة من 70 محاولة عن المسافات كافّة، علماً أنّ الحكمة تفوّق على خصمه في الريباوند مع 45 ريباوند مقابل 38 للفريق الجبيليّ.
وبهذا الفوز، يكون الفريق الجبيليّ قد تقدّم بنتيجة 1-0 خارج أرضه في غزير قبل موعد المباراة الثانية الحسّاسة جدّاً يوم الخميس المقبل في مدينة جبيل، حيث سيحاول الـ”يو بي إي التقدّم 2-0 والحكمة معادلة النتيجة 1-1.