Site icon IMLebanon

الصين تعزز حضورها في شبه القارة الهندية


في الوقت الذي جاب فيه رئيس وزراء الهند نارندرا مودي العالم، أعلنت الصين عن عدد من الإجراءات في نيبال وباكستان- الدول المجاورة للهند، والتي من المؤكد أن تعزز حضور الصين في هذه الدول.

وفي أول زيارة خارجية له هذا العام، توجه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى باكستان مؤخراً، لتوقيع عقود بقيمة 46 مليار دولار لصالح شركات صينية ستعمل على شق الطرق والسكك الحديدية وبناء محطات توليد الطاقة، خلال الـ15 عاماً المقبلة.

وتهدف الصين من خلال هذه الخطة، إلى الحفاظ على عمقها الاقتصادي وأمنها وليس لإغضاب الهند. لكن هذا لا يعني اطمئنان الهند لهذه التطورات التي تسهم في تعزيز حضور الصين في شبه القارة الهندية.

لكن وفقاً لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، فإن الصين تنوي منع انتشار الجماعات المسلحة الموجودة في باكستان ضمن منطقة شينجيانغ، المنطقة التي تقع في أقصى غرب الصين، والتي تشترك في حدودها مع باكستان وأفغانستان.

كما سيتم تخصيص قدر كبير من المساعدات الصينية في المناطق القريبة من المناطق القبلية، حيث تنتشر تلك الجماعات المسلحة. وسيكون من بين المساعدات الصينية ميناء في جوادر الواقع على بحر العرب، بالإضافة إلى السكك الحديدية والطرق التي ستصل الميناء بجميع أنحاء إقليم بلوشستان وغرب الصين.

ووفقاً لتقارير أخرى أيضاً، تفكر الصين في إنشاء خط للسكك الحديدية مسافته 540 كيلومترا (335.5 ميلاً) لربطها مع نيبال، عبر نفق يخترق جبال الهيملايا.

فيما نقلت تقارير أخبارية عن صحيفة “تشاينا ديلي- China Daily) التي تديرها الدولة: “إن التوسع المقترح لخط سكة حديد تشينغهاي-التبت، التي تمتد حتى الحدود الصينية النيبالية، من شأنه أن يعزز التجارة الثنائية والسياحة، حيث لا يوجد حالياً أي خط للسكك الحديدية يربط بين البلدين”.

ويفيد التقرير بأن الخطة تهدف إلى توسيع سكة حديد تشينغهاي- التبت التي تربط حالياً مدينة لاسا، عاصمة التبت، مع بقية مدن الصين. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع بحلول عام 2020.

ونقلت صحيفة (تشاينا ديلي) عن وانغ مينغشو، خبير السكك الحديدية في (الأكاديمية الصينية للهندسة- Chinese Academy of Engineering)، قوله: “إذا تحقق هذا الاقتراح على أرض الواقع، فإن التجارة الثنائية، سيما في المنتجات الزراعية، ستتلقى دفعة قوية إلى جانب السياحة والتعاملات بين الأشخاص”. كما صرح وانغ بأن المشروع يجرى بناء على طلب من دولة نيبال، وإن الصين بدأت أعمالها التحضيرية.

وقد ذكرت صحيفة الغارديان، أن الوجود الصيني المتنامي في نيبال يتجاوز مجال الطرق والسكك الحديدية، ليشمل مشاريع توليد الطاقة الكهرومائية الضخمة والمطارات، ومركزاً دينياً في لومبيني- مسقط رأس بوذا. وجميعها من المقرر أن تتلقى تمويلاً كبيراً من بكين.

كما أن عدد السياح القادمين من الصين تتزايد بسرعة. وعلى الرغم من انخفاض إجمالي السياح القادمين جواً في عام 2014، إلا أن الزوار من الصين تزايدوا بنحو 20%، أي أكثر من 71107 زائر.

وفي الوقت الذي تعاني فيه مناطق جبال الهيمالايا من فقر مدقع، وتحتاج إلى الاستثمارات، ومثلها بعض المناطق في باكستان، فإن الهند بحاجة إلى تدارك هذه التطورات، والتأكد من أنها لا تفقد فرصها الثمينة لعقد صفقاتها في البلدان المجاورة لها.