تقرير خالد مجاعص
برهن مساء الأحد فريق الشانفيل أنّه في كرة السلّة اللبنانيّة لا يمكن لأحد التكهّن باسم الفائز، ولا يمكن معرفة نتيجة اللقاء مهما كانت معطياته. فكم هي غريبة وعجيبة بطولة لبنان أن نرى فريقاً يسقط بفارق أربعين نقطة، ويحوّل بين ليلة وضحاها هذا السقوط المدوّي إلى انتصار جدير يقلب من خلاله كلّ معطيات تلك البطولة!
فمن كان ليصدّق أنّ الشانفيل سينتفض أمام العملاق الرياضي ويفوز عليه بنتيجة 96-88؟
ففريق الشانفيل قدّم الليلة أفضل عروضه هذا الموسم، فكسب ثقة جمهوره، وفرض نفسه منافساً لفريق المنارة، الفريق الأفضل في البطولة اللبنانيّة. ويبقى السؤال: ما الذي تغيّر ليعود الشانفيل من خسارة بفارق أربعين نقطة إلى انتصار مستحقّ؟
نقاط عدّة ساهمت في فوز الشانفيل هي:
1- استعدّ الشانفيل نفسيّاً و تكتيكيّاً لهذا اللقاء، ودخل أرض الملعب بتصميم كبير، والأهمّ بقلب كبير لمجابهة الرياضي.
2- لاعبو الشانفيل أدركوا أنّه لم يعد لديهم شيء ليخسرونه، وعلى هذا الأساس، أدركوا أيضاً أنّ عليهم خوض مباراة دفاعيّة صارمة، والاستبسال على كلّ كرة، وهذا ما حصل، فخلقوا حائطاً دفاعيّاً عطّلوا معه مفاتيح الرياضي الهجوميّة.
3- دخل لاعبو المنارة المباراة، معتقدين أنّ النتيجة محسومة سلفاً لمصلحتهم، فكان تركيزهم على محاولة تكرار نتيجة المباراة الأولى، فتفاجأوا بانتفاضة الفريق المتنيّ.
4- ارتكب مدرّب الرياضي سوبوديتش أخطاء تكتيكيّة قاتلة عبر وضع لاعبه الارتكاز أليجا هولمن على مقاعد الاحتياط في الدقائق السبع الأخيرة من المباراة، ليسهّل مهمة لاعبي ارتكاز الشانفيل تحت السلّة.
5- فادي الخطيب لم يكن في المستوى الذي ظهر فيه في المباراة الأولى، كما أنّه بدا واضحاً أنّه غير راضٍ عن طريقة قيادة مدرّبه للمباراة، خصوصاً عندما وضعه في الجزء الثاني لفترة طويلة على مقاعد الاحتياط، حيث لم يشارك على مدى 15 دقيقة.
6- نسبة الرياضي عن الثلاثيّات كانت سيّئة جدّاً مع ثماني ثلاثيّات ناجحة من 21 محاولة، قابلها في المباراة الأولى 14 ثلاثية من 24 محاولة.
7- دفاع الرياضي كان بعيداً جدّاً عمّا قدّمه في المباراة الأولى، فإضافة إلى الفراغات الدفاعيّة التي ظهرت في شكل واضح، لم يتمكّن الرياضي سوى من سرقة كرتين من مهاجمي الشانفيل، مقابل تسع سرقات للكرة في المباراة الأولى.
8- المستوى الكبير الذي قدّمه نديم سعيد كان واضحاً عبر اختراقاته السريعة وتسديداته القاتلة، حيث سجّل لفريقه في المباراة 22 نقطة منها أربع ثلاثيّات مقابل تسجيله أربع نقاط فقط في مباراته الأولى، والذي كان فيها كما زملائه بعيداً جدّاً عن مستواه.
9- بدوره، كان روني فهد العنصر الحاسم في فوز الشانفيل، وشكّل لولب الفريق بتمريراته المحكمة، وقيادته لألعاب فريقه وتسجيله 15 نقطة علماً أنّه لم يسجّل أيّ نقطة في مباراته الأولى.
وتبقى أخيراً الإشارة إلى أنّ فريق الشانفيل قدّم مباراة دفاعيّة بامتياز، سمحت له بتقليص عدد نقاط الرياضي من 113 نقطة إلى 88 نقطة، أي بفارق 25 نقطة أقلّ، وهو معدّل تسجيل فريق في ربع كامل من المباراة.
ففوز الشانفيل على الرياضي بنتيجة 96-88 فرض التعادل في هذه السلسلة، وأعاد الحماس إلى مباريات الفاينل فور، بعدما اعتقد محبّو اللعبة أنّ الرياضي لن يسقط ولو بمباراة واحدة في مرحلة النهائيّات.أمّا العلامة السوداء الوحيدة في هذه المباراة فجاءت بعد انتهاء اللقاء عندما قام لاعب الرياضي أليجا هولمان بضرب أحد مشجّعي الشانفيل تمّ نقله إلى إحدى مستشفيات المنطقة للمعالجة، علماً أنّ لاعب الرياضي صعد إلى إحدى باصّات النقل الخاصّة بمشجّعي الشانفيل وتعرّض له.
