IMLebanon

قوات الأسد بدأت تفقد التوازن واجتماع قريب بين سليماني و “حزب الله”

syria-war

 

 

 

 

 

حذر قيادي رفيع في التحالف السياسي الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية من انهيار عسكري وشيك لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بعدما فقدت قواته الكثير من عوامل القوة والكثير من توازنها, وهذا ما يفسر تراجعها على الأرض أخيراً في دمشق ومحافظة إدلب ومدينة جسر الشغور.

 

وكشف القيادي لصحيفة “السياسة” الكويتية أن أكثر من نصف الإمدادات العسكرية الإيرانية التي كانت تعبر الأجواء والأراضي العراقية إلى سورية انخفضت إلى النصف، وهو ما تسبب في إرباك كبير بميزان القوة لصالح بعض فصائل المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أن القتال الصعب في محافظة الأنبار غرب العراق على الحدود السورية وخطورة مرور الشاحنات ونشاط مقاتلات التحالف الدولي في الأجواء العراقية لضرب مواقع تنظيم “داعش” فضلاً عن حرص رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن لا يظهر العراق كجزء من المحور الإيراني – السوري كما فعل سلفه نوري المالك، كلها عوامل ساهمت بشكل مهم في تراجع الإمدادات العسكرية الإيرانية لقوات الأسد.
واضاف ان الميليشيات العراقية التي كانت تضخ المقاتلين إلى سورية، سيما من جماعة “عصائب أهل الحق” بزعامة قيس الخزعلي و”كتائب حزب الله العراقي” و”لواء ابو الفضل العباس” و”منظمة بدر” وبعض العناصر المنشقة عن “جيش المهدي” التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، توقفت تماماً عن إرسال المزيد من المقاتلين لدعم قوات الأسد، كما ان جزءاً من المقاتلين الشيعة العراقيين الذين كانوا في سورية تركوا القتال هناك وعادوا إلى العراق.
كما أن “حزب الله” اللبناني، الذي يعد القوة العسكرية الضاربة في قتال المدن داخل سورية وساعد قوات الأسد على الصمود وتحقيق بعض الأنجازات على الأرض, بدأ يعاني من استنزاف حقيقي، لأنه فتح جبهات قتال جديدة له في العراق واليمن كما يحتفظ ببعض قواته داخل لبنان تحسباً لأي تطورات داخلية.
وبحسب القيادي العراقي، فإن مئات من المقاتلين الحوثيين الذين كانوا يقاتلون مع قوات الأسد غادروا سورية وعادوا إلى اليمن بسبب تطورات الحرب هناك.
وفي هذا السياق، تفيد بعض التقارير السرية, التي تتناول وضع القوات التابعة للنظام السوري، عن وجود استياء كبير في صفوف جميع الرتب بسبب إطالة أمد الحرب، وبالتالي الوقت لن يكون في صالح نظام الأسد لأنه كلما استمرت المعركة على الأرض من دون حسم كلما فقد النظام المزيد من توازنه العسكري.
وأكد القيادي أن عمليات الهروب من الخدمة العسكرية في سورية تجاوزت الستين في المئة وهو مؤشر بالغ الخطورة على أن النظام السوري يواجه مشكلة ميدانية حقيقية إلى حد أنه غير قادر على تحرير حي واحد في محيط دمشق، كما أنه عاجز عن وقف قصف المعارضة بالصواريخ على أحياء في العاصمة.
وأمام هذا الواقع، كشف القيادي أن هناك اجتماعاً يرتب له, بين قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، الذي يعد الممثل الإيراني الأعلى في العالم العربي، و”حزب الله” اللبناني لتقييم الوضع العسكري في سورية, لأن المعلومات الواردة من هناك غير مطمئنة وكل التوقعات والمعطيات ترجح خسارة النظام السوري المزيد من الأراضي في الفترة القريبة المقبلة.
وأشار إلى أن أكثر ما يثير القلق من الوضع السوري هو انخفاض القدرة القتالية لقوات الأسد وفقدان هذا النظام الميزات السياسية التي كان يستخدمها لحشد المزيد من قواته لتحرير المناطق مقابل عزوف كبير عن التواجد في مواقع القتال، كما أن هذه المواقع بدأت تشهد هروب العناصر العسكرية وهذا ما يفسر حدوث انسحابات مفاجئة للقوات الحكومية في الآونة الأخيرة من عدد من المناطق من دون علم وأمر من القيادة.