زحمة السيارات التي شهدتها مراكز المعاينة الميكانيكية الالزامية ومنذ الاعلان عن بدء تطبيق قانون السير الجديد، قل نظيرها، خوفا من “ضبط ثقيل” يرهق كاهل المواطن الذي لم يسدد رسوم المعاينة في التواريخ المحددة، ربما للسبب نفسه اي زحمة السير غير الخافية على احد، امام مراكز المعاينة في مختلف المحافظات اللبنانية، او لسبب مادي نتيجة الظروف المعيشية الصعبة.
وتقاطر المواطنون الاسبوع الماضي “طوابير طوابير”، لتسديد الرسوم، وكان المشهد لافتا، حيث امضوا طوال اليوم ينتظرون من دون بلوغهم الهدف، ألا وهو الوصول بسياراتهم الى المعاينة، هذا اذا كانوا قد حصلوا مسبقا، رغم طول الانتظار، على ما يعرف “بالرقم البون”.
تمديد العمل اعتبارا من اليوم
ونتيجة الوضع المؤلم الذي عاشه المواطن اللبناني مفترشا الارض منتظرا دوره،أعلنت هيئة ادارة السير والاليات والمركبات ، عن تمديد العمل في كل مراكز المعاينة الميكانيكية، استثنائيا، لغاية الساعة الثامنة مساء، وذلك اعتبارا من اليوم.
اجتماع لايجاد حلول موقتة
فما هي اسباب هذه المشكلة المعضلة التي يعاني منها اللبنانيون اصلا وزادت فصولا مع قانون السير الجديد؟ وهل ستتكرر؟ وما هي الحلول؟ كل هذه التساؤلات وغيرها نقلناها الى المدير العام لمجموعة “فال” المتعهدة معاينة السيارات في لبنان وليد سليمان، الذي اعلن في حديث ل”الوكالة الوطنية الاعلام”، ان اجتماعا سيعقد هذا الاسبوع مع هيئة ادارة السير للتعاون في ايجاد حلول موقتة لمشكلة تهافت المواطنين الى مراكز المعاينة الميكانيكية لاجراء المعاينات لسياراتهم وحتى لا تفرض عليهم غرامات”.
وقال سليمان: “لا داعي لهذا التهافت لان مواعيد المعاينة لم تتغير ولكل وقت موعد دوري محدد في خلال السنة”. وما شهدناه في الاسبوع الماضي من زحمة يحصل في كل المرافق الحياتية والحيوية وفي كل القطاعات. فالزحمة طبيعية وهي ليست بخطأ خصوصا عندما تحصل في ايام محددة، وسببها خوف المواطنين من قانون السير الجديد ولا سيما السيارات المتأخرة عن اجراء المعاينة”.
واكد “ان لا داعي للخوف من القانون الجديد خصوصا اذا طبق لانه يحمي المواطن وعائلته ويحافظ على السلامة العامة”. وقال: “العبرة في التطبيق الذي يجب ان يكون صارما وانسانيا معا ليستوعب المواطن تطبيقه”.
ودعا سليمان المواطنين الى “عدم الحضور باكرا الى مراكز المعاينة او النوم في سياراتهم ليلا امام المراكز التي تفتح ابوابها طيلة النهار لخدمتهم والافضل الحضور في ساعات الظهر وما بعده”. وقال: “هناك مشكلة في الوصول الى مراكز المعاينة بسبب زحمة السير وضيق الطرق، ولكن هذه المشكلة لسنا نحن من يتحمل مسؤوليتها. فجميع موظفينا كانوا على جهوز تام في ساعات الذروة وكل الخطوط فتحت لاستيعاب اكبر عدد ممكن من السيارات، وبقي الموظفون في مراكز عملهم رغم انتهاء الدوام لمعاينة كل السيارات التي دخلت”.
وختم سليمان داعيا المواطنين الى التقيد بمواعيد المعاينة الدورية لسياراتهم وعدم التأجيل حتى لا يتسببوا في تأخير مواعيد غيرهم”.
وفي الختام يبقى السؤال هل ستحل ازمة المعاينة المكانيكية قريبا؟ وهل سيحل تمديد هيئة ادارة السير ساعات العمل الازمة؟ ام ان المواطن الصالح سيظل يدفع دائما الضريبة ثمن تخلف البعض عن تسديد رسومهم في الوقت المحدد؟ اسئلة تبقى برسم الايام المقبلة التي قد تحمل الحل مع قانون السير الجديد وتنفيذ القوانين وفق الاصول.