قالت مصادر مقربة من مجلس إدارة فولكسفاجن ان رئيس مجلس الادارة فرندناند بيش الذي استقال من منصبه هو الذي حفر قبره بيديه بعد أن نقض اتفاقا بمساندة الرئيس التنفيذي مارتن فينتركورن وتآمر سرا للاطاحة به.
وحين تسربت أنباء في الاسبوع الماضي عن أن بيش حث أفراد أسرته من وراء الكواليس على تعيين ماتياس مولر الرئيس التنفيذي لبورشه على رأس فولكسفاجن قرر اتحاد العمال القوي في الشركة وولاية ساكسونيا السفلى -وهي من كبار المساهمين في الشركة- أن الكيل قد طفح.
وطلب الاثنان عقد اجتماع لكبار أعضاء مجلس الإدارة وهو ثاني اجتماع طاريء لمجلس إدارة الشركة خلال فترة تتجاوز الاسبوع بقليل.
وقال مصدر قريب من أحد ممثلي العمال في مجلس إدارة فولكسفاجن “إنها القشة التي قسمت ظهر البعير” في إشارة لمحاولة بيش الفاشلة اقناع أفراد أسرته الاطاحة بفينتركورن وتنصيب مولر خلفا له.
ويوم السبت الماضي تلقى بيش إنذارا: إما الاستقالة أو التعرض لمهانة الإقالة من خلال اقتراع لمجلس الإدارة.
وامتنع بيش وفولكسفاجن وكبار أعضاء مجلس الإدارة عن التعليق على الاستقالةالتي أعلنتها فولكسفاجن ولجنة من كبار اعضاء مجلس الإدارة.
ورحيل بيش يؤذن بنهاية عهده في فولكسفاجن فقد ادار النمساوي البالغ من العمر 78 عاما الشركة على مدار عقدين كما لو كانت ضعيته الخاصة وأنهي عمل مسؤولين تنفذيين لم يحوزوا رضاه دون سابق انذار وفرض قرارات استراتيجية مثيرة للجدل وفقا لارادته.
وتنهي الاطاحة المفاجئة به حملة تشهير علنية في فولكسفاجن على مدي اسبوعين. ولكنه يخلف فراغا في أكبر شركة سيارات في اوروبا ويثير مجموعة من التساؤلات بشأن مستقبل الشركة.
والسؤال الأكثر إلحاحا هو من سيخلف بيش في منصب رئيس مجلس الإدارة المهم.
وكان ينظر لفينتركورن على انه خليفته البديهي ولكن هل يمكنه ان يتقلد المنصب الآن بعد الخلاف مع بيش الذي أضر به.
فقد يكون فينتركورن تخلص من انتقادات بيش له ولكنه قد يجد نفسه اكثر اعتمادا من أي وقت مضى على نقابات العمال التي انقذته. وسيتولي بيرتهولد هوبر الرئيس السابق لاتحاد نقابات العمال في المانيا منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة عقب رحيل بيش.
ويتوقف الكثير على ما إذا كان بيش سيظل يتمتع بنفوذ من خلف الكواليس من خلال حصته في حيازة أسرته في الشركة أو إذا كان سيبيع هذه الحصة وقد تردد أنه هدد ببيعها في الاجتماع الطاريء الذي عقد في سالزبورج في 17 ابريل نيسان.
ويمتلك بيش حصة 13.2 بالمئة تصل قيمتها إلى 1.7 مليار يورو(1.85 مليار دولار) لكن المساهمين الآخرين في أسرته لهم حق الشفعة في شراء أسهمه.