الدول العربية تستورد نحو «نصف» حاجتها من المواد الغذائية الرئيسية، لكن في وسعها تعزيز إنتاجها الغذائي بحزمة تدابير، في طليعتها «تحسين إنتاجية المحاصيل وكفاءة الري والتعاون الإقليمي، فضلاً عن تعديل عادات استهلاك الغذاء»، نتيجة خلص إليها المنتدى العربي للبيئة والتنمية «أفد» في تقريره السنوي السابع حول «الأمن الغذائي في البلدان العربية».
أعاد تقرير «أفد» أمس فتح النقاش في موضوع «الأمن الغذائي في البلدان العربية»، في لقاء الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية وكلية العلوم الزراعية والغذائية، بعد أن كان أطلقه في مؤتمره السنوي في عمّان في تشرين الثاني الماضي.
ركزّ مدير معهد عصام فارس الدكتور طارق متري في كلمته على الترابط بين الأمن القومي والأمن الغذائي، مشددا على اهمية دور «أفد» الذي لا يكتفي بعرض المعلومات بل يربط بينها ويحللها، بما يعزّز إمكانات صنع القرارات والإستراتيجيات الصحيحة.
وقال متري: «لقد أظهر أفد نقطتين مهمتين أولها يتعلق بضرورة التعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة، خصوصاً الوزارات، في ما يتعلق بالأمن الغذائي، وثانيها ضرورة التعاون الإقليمي لضمان الأمن الغذائي العربي».
وذكّر متري بأنّ قانون سلامة الغذاء في لبنان على سبيل المثال تأخر طويلاً لأن الوزارات اختلفت على الصلاحيات، معتبراً أنّ «أفد» يُعدّ نموذجاً في العمل التعاوني على المستوى العربي، «فهو لا ينتظر الحكومات بل يضغط عليها للعمل والتعاون».
عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية نهلة حولا تحدثت عن برنامج الأمن الغذائي الذي أطلقته الجامعة، والذي يركّز على التحديات في المنطقة العربية من خلال أربعة محاور هي توافر الغذاء والوصول إليه واستخدامه واستقراره.
وأدار أمين عام «أفد» نجيب صعب جلسة حوارية قدّم فيها عبدالكريم صادق، المحرر المشارك لتقرير «أفد» والمستشار الإقتصادي في الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية، أهم النتائج التي توصل اليها التقرير وتوصيات المؤتمر السنوي للمنتدى حول الأمن الغذائي.
وقال صعب: «قد يبدو ما يقترحه التقرير غير واقعي في منطقة تمرّ بمخاض وجودي، ولكن بعد كل الحروب، سيبقى سكان المنطقة في حاجة إلى موارد كافية ليأكلوا ويشربوا، وبالتالي الحل بتحسين إنتاجية الأراضي وكفاءة الري، وتعديل أنماط الإستهلاك».
ويأمل صعب أن ينير تقرير «أفد» الطريق أمام صناّع السياسات في العالم العربي لتحقيق أمن غذائي إقليمي. وتحدثّ نديم فرج الله، مدير بحوث تغير المناخ والبيئة في العالم العربي في معهد عصام فارس، عن الترابط الوثيق بين المياه والطاقة والأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما عرض رئيس قسم تصميم المناظر الطبيعية وإدارة النظم الإيكولوجية في الجامعة رامي زريق إلى الحلقات المفقودة في الأمن الغذائي العربي.