أتم “حزب الله” استعداداته لمعركة القلمون الفاصلة في الصراع الدائر على الاراضي السورية وصولاً الى الحدود اللبنانية. وبعد انتظار وتريث حزم الحزب امره لمواجهة الجماعات الارهابية في جرود القلمون وعرسال وصولاً الى الطفيل.
“حزب الله” اجرى في الفترة السابقة مناورات عدة في السلسلة الشرقية استعدادا لمعركة اعلن موعدها المبدئي الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال “الشهداء القادة” في 16 شباط الفائت رابطاً بدءها بذوبان الثلج ثم وصف نائبه الشيخ نعيم قاسم بأن “معركة القلمون ستسجل انجازاً جديداً للمقاومة”.
“تلة موسى … أولاً”
الحديث عن معركة القلمون لا يعني البتة ان الجيش السوري وحلفاءه سيحسمون المنازلة على شاكلة معركة القصير في حزيران عام 2013، لان طبيعة المنطقة مختلفة عدا عن انتشار الجبهة لمسافات طويلة ووعرة واختباء مئات العناصر المسلحة فيها، اضافة الى معضلة استمرار حجز 25 عسكرياً لبنانياً وعودة “النصرة” الى لغة الابتزاز والتهديد أمس، على الرغم من اشاعة الاجواء الايجابية من المكلفين متابعة قضية العسكريين المخطوفين.
وافادت مصادر ميدانية “النهار” ان تحضيرات الحزب للمعركة “مختلفة عن سابقاتها عدة وعديداً، وان معركة الزبداني كانت ضرورية للتمهيد لمواجهة القلمون”، مؤكدة ان “الجهد سيتركز في المرحلة الاولى من المعركة على السيطرة على بعض التلال الاستراتيجية، علما ان الجيش سيطر في الفترة السابقة على بعض المواقع خصوصاً في جرود راس بعلبك، وان الحزب يتطلع الى السيطرة على تلة موسى في هذه الجرود، من دون ان يندمج في جبهة واحدة مع الجيش”.
اما عن التنسيق، فتوضح المصادر ان “كل طرف سيكون في المناطق التي ينتشر فيها وبالتالي لن تتداخل الجبهات على شاكلة ما حصل في جرود عرسال في آب الفائت، ولكل طرف تقديره لحيثيات المعركة، وان يكن هناك اجماع على ان المعركة تهدف الى منع تسلل الارهاب والارهابيين الى لبنان وحماية القرى المتاخمة للجرود وللسلسلة الشرقية”.
لم يعد “حزب الله” ينتظر الغطاء اللبناني لهذه المعركة، وان تكن المؤشرات السابقة ايجابية لجهة اقتناع خصومه السياسيين بضرورة مواجهة الارهاب، وهو البند الذي لم يعارضه مع “تيار المستقبل” خلال جلسات الحوار السابقة، وان كان الاخير يفضل دوماً ان يقوم الجيش بهذه المهمة، الا ان الامور تغيرت بعد الغارات السعودية على اليمن واشتداد المواجهات شمال سوريا.