تريد أثينا إعطاء دفع جديد من خلال إجراء تعديلات على فريق خبرائها، بعد شهرين من المفاوضات غير المثمرة مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، والعزلة المتزايدة لوزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس من قبل نظرائه الأوروبيين.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الكسيس تسيبراس في بيان، أن «إعادة تشكيل» فرق المفاوضين تهدف إلى تشكيل «فريق سياسي» مكلف تعزيز التنسيق والتواصل بين فريقي اليونان وبروكسيل.
وتـــريد أثـــيــنا تــسريع المحادثات التي تراوح مكانها للتوصل إلى اتفاق مع الجهات الدائنة، في وقت تبدو اليونان على شفا الإفلاس. وكان تسيبراس أعلن ليل أول من أمس في حديث إلى قناة «ستار تي في» اليونانية، أن «هدفنا هو التوصل إلى اتفاق مطلع هذا الأسبوع إذا أمكن، أو الأسبوع المقبل على أبعد تقدير». وقال: «أعتقد أننا أصبحنا قريبين من تحقيق ذلك».
وكُلّف الوزير المساعد للشؤون الخارجية يوكليديس تساكالوتوس الذي يتولى أيضاً العلاقات الاقتصادية الدولية، دور منسق لفريق خبراء اليونان، وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة أثينا، ويتجنب الظهور في وسائل الإعلام، على عكس فاروفاكيس.
وسيمثّل خبير الاقتصاد يورغوس هولياراكيس، العضو في فريق الخبراء الذين يعملون على الإعداد لاجتماعات وزراء مال منطقة اليورو، ضمن مجموعة بروكسيل، التي تضم خبراء من اليونان والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وآلية الاستقرار الأوروبية وصندوق النقد الدولي.
وأفادت وسائل الإعلام اليونانية، بأن هولياراكيس القريب من نائب رئيس الحكومة يوانيس دراغاساكيس يحل مكان نيكوس ثيوخاراكيس القريب من فاروفاكيس.
واعتبر مصدر أوروبي، أن التعديلات تحمل على الأمل في بدء حل «الخلل» بين الفرق العاملة في أثينا من جهة، وفي بروكسيل من جهة أخرى. وأشار مصدر أوروبي آخر، إلى أن التعديلات «مرحلة ضرورية»، لأن «التعامل مع فريق تسيبراس أكثر سهولة».
لكن الحكومة أكدت أن الفريق «يظل تحت إشراف فاروفاكيس» الذي يحظى «بدعم الحكومة»، وان خبير الاقتصاد «الماركسي الليبرالي»، كما يقول، بات موضع انتقادات من بعض نظرائه من منطقة اليورو، بسبب رفضه التزام «الإصلاحات» التي تطالب بها الجهات الدائنة لخفض النفقات العامة.
وكان فاروفاكيس انتُخب نائباً في كانون الثاني (يناير) الماضي، من دون أن يكون عضواً في «حزب سيريزا» من اليسار المتطرف برئاسة تسيبراس. وكان لا بد من تعديل فرق المفاوضين الذي أُعلن أول من أمس، بعد اجتماع الجمعة الماضي لمنطقة اليورو في ريغا والذي سـاده جو من السلبية إزاء فاروفاكيس على ما يبدو، لأن شركاءه يحملونه مسؤولية عدم إحراز تقدم في المفاوضات.
وأبدت منطقة اليورو «قلقها حول التقدم المحدود في المفاوضات» بين أثينا والجهات الدائنة، وأسفت لعدم التوصل إلى اتفاق بعد.
وكــــدليل عـــلى الأجواء المتوترة، كتب فاروفاكيس الأحد الماضي على «تويتر» مقولة للرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت عام 1936، عندما كان يخوض صراعاً ضد المصالح المالية «يجمعون على كراهيتي، وكرههم لي يفرحني»، وعلّق فاروفاكيس بالقول إنها «مقولة قريبة مني (ومن الواقع) هذه الأيام».
ووفق تسريبات الصحف اليونانية الصادرة أول من أمس، تتجه أثينا فعلاً نحو تسوية مع الجهات الدائنة، اذ يبدو أن الحكومة مستعدة لإرجاء زيادة الحد الأدنى للأجور وهي كانت من وعود الحملة الانتخابية، وعلى اتخاذ إجراءات لوقف التقاعد المبكر، فضلاً عن الحد من رواتب التقاعد الإضافية المرتفعة، وفرض ضريبة جديدة على الرحلات الفاخرة إلى الجزر اليونانية.
وأورد موقع «ايفيمريدا»، أن الحكومة اليونانية مستعدة أيضاً لتخصيص جزء من عائدات التخصيص لإعادة تسديد ديون دولية، وآخر من الضمان الاجتماعي الذي تتراجع أمواله.
وأكد تسيبراس في تصريح إلى قناة «ستار تي في»، أن حكومته «مستعدة للتفكير في عدد من عمليات التخصيص، وتريد توقيع اتفاقات شراكة خصوصاً في إدارة مرفأ بيرايوس». ولفت إلى أن «هذه هي التنازلات التي سنقوم بها في حال التوصل إلى اتفاق».