Site icon IMLebanon

“الأمن الشرعي” يبدأ بتنظيف “بيئة المقاومة” و”الزعيترية” تتبلّغ الرسالة!

 

 

على وقع التوتر السياسي، انطلقت في الضاحية الجنوبية، الثلثاء، الخطة الامنية المنتظرة، وانتشرت قوى الجيش والامن الداخلي في العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية، بحثا عن المطلوبين في جرائم مختلفة، وذلك في إطار تعزيز فعالية القوى المنتشرة سابقا.

وذكرت صحيفة “السفير” ان الانتشار الامني ليس سوى أول الغيث، وأن الخطة ستسلك منحى تصاعديا، وبشكل متدرج، خلال الايام المقبلة، بحيث يُفترض ان يكون قد اكتمل تنفيذها بعد أسبوع، وهي تشمل ملاحقة المطلوبين، وتفكيك شبكات التزوير وترويج المخدرات، وازالة المخالفات على الطرقات، وتطبيق قانون السير الجديد.

ومن المقرر ان يجول اليوم وزير الداخلية نهاد المشنوق في أحياء الضاحية لتفقد الاجراءات الامنية المتخذة، حيث يُتوقع ان يكون في استقباله مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا، وسط ترحيب من الحزب بالزيارة.

ويبدو واضحا ان المباشرة في تنفيذ الخطة الامنية في هذا التوقيت يفيد كلا من “حزب الله” ووزير الداخلية في هذه المرحلة، ذلك ان تنظيف بيئة المقاومة من مرتكبي الجرائم ومروّجي المخدرات سيؤدي الى إراحة هذه البيئة وإنعاشها، وصولا الى تخفيف الضغوط الجانبية على الحزب الذي تشغله في أمكنة أخرى تحديات استراتيجية.

أما بالنسبة الى المشنوق، فإن تمدد الخطة الى الضاحية، تحت اشرافه، سيعزز موقعه في مواجهة من يطلق عليه “النيران الصديقة” من داخل تيار المستقبل بحجة انه يتشدد ضد ابناء طائفته في طرابلس وغيرها، ويتساهل في المقابل مع المناطق التي تخضع لنفوذ “حزب الله”، وبالتالي فإن دخول المشنوق الى الضاحية اليوم سيكون رسالة الى الأقربين قبل الخصوم بانه يؤدي دوره الامني بتوازن.

ولعل خطة الضاحية سترفد الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” بجرعة مقويات، هو في اشد الحاجة اليها، على مقربة من الجلسة المقبلة في الرابع من الشهر المقبل، لاسيما ان القرار السياسي بالخطة كان قد نضج خلال جلسات الحوار.

وعُلم ان “حزب الله” يمنح خطة الضاحية دعما تاما، على قاعدة ان الدولة موجودة أصلا في المنطقة، وأن وظيفة التدابير الجديدة تفعيل حضور القوى الامنية ودورها. وأكد الحزب للمعنيين انه يرفع الغطاء والحماية عن أي مخالف ومرتكب، وان أجهزة الدولة معنية وحدها بضبط الامن على الارض.

وعلى صعيد متصل، اشارت مصادر وزارة الداخلية لصحيفة “الاخبار” الى ان هناك ارتياحاً كبيراً من مشهد الخطة الامنية في الضاحية في يومها الأول نتيجة تجاوب الناس معها، مؤكّدة أن الأمن ممسوك و”حزب الله” يتعاون بشكل كبير وفق القواعد التي وضعتها القوى الأمنية.

ولفتت المصادر إلى أن لا سقف محدداً لهذه الخطة، وهناك لائحة بالمطلوبين ولا خيمة فوق رأس أحد.

وكشفت أن الخطة ستشمل منطقة الزعيترية في الفنار قريباً، ملمّحة إلى أن نشاط وزارة الداخلية والخطّة الأمنية في الضاحية، تُسكت الأصوات التي تتّهم الوزير المشنوق بالتشدّد في مناطق والتراخي في مناطق أخرى.

وفي صيدا، أطبق الجيش اللبناني على خلايا أمنية تابعة لأنصار الشيخ المتواري أحمد الاسير، كانت بصدد القيام بأعمال امنية في منطقة صيدا ومحيطها.

وبلغت حصيلة التوقيفات في صيدا حتى الأمس ستة أشخاص معظمهم من أنصار الأسير وأبرزهم و. ب. الذي تمّ توقيفه أمس، كما أوقفت مخابرات الجيش أمس الاول م. ع.، وح. د.، في منطقة الشرحبيل حيث تم العثور على كمية من الاسلحة في احد المنازل، اضافة الى توقيف عدد من المطلوبين والمشتبه بهم في الشرحبيل وعبرا.

وأبلغت مصادر أمنية “السفير” ان اجراءات الجيش أتت بعد توافر معلومات استخبارية تشير إلى أن بعض الخلايا النائمة التابعة للأسير تلقت أوامر للتحرّك والقيام بأعمال امنية ضد الجيش ومنشآت حيوية في المدينة ومنطقتها، موضحة ان الجيش ينفذ خطوات استباقية لتفكيك تلك المجموعات قبل قيامها بأي عمل ارهابي محتمل، ولمنع أي تواصل بينها وبين من استطاع الفرار من خلايا طرابلس وعكّار.