استمرار التجاذبات السياسية في مقاربة عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب كما في ملء المناصب العسكرية والأمنية التي ستشغر في قابل الايام، حجب تفاؤل البعض بنجاح الخطة الأمنية التي انطلقت في بيروت وضاحيتها الجنوبية، حتى بعد إماطة اللثام عن خلية ارهابية في صيدا، بدليل أن الأسواق المالية اللبنانية ظلّت على حذرها أمس أيضاً. وقد انعكس ذلك سلباً على أداء بورصة بيروت التي غابت عنها المبادرات الصريحة في اتجاه الصكوك المالية المدرجة على لوائحها ليقتصر التداول على المألوف منها في إطار تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً والبعض الآخر لترتيب محافظه المالية شراء، وكل ذلك بكميات محدودة. وتسبب ذلك بتقلبات في الاتجاهين لأسهم “سوليدير” قبل أن تقفل الفئة “أ” منها بـ11,24 دولاراً في مقابل 11,23 والفئة “ب” بـ11,27 دولاراً في مقابل 11,24 أول من أمس بعد أدنى على 11,11 دولاراً للفئتين. وتراجعت أسعار شهادات ايداع “بلوم بنك” من 9,77 الى 9,65 دولارات وأسهم “بنك عودة” المدرجة من 6,10 الى 6,09 دولارات، لتستقر أسعار أسهمه التفضيلية – F على 100,00 دولار وشهادات الايداع العائدة اليه على 6,60 دولارات مع أسهم “بلوم بنك” المدرجة على 9,30 دولارات.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم انفست” للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف نسبته 0,09 في المئة على 1191,72 نقطة، في سوق هادئة على حذر تبودل فيها 46401 صك قيمتها 579914 دولاراً، في مقابل تداول 50251 صكاً قيمتها 633540 دولاراً أول من أمس.
ارتفاع الأورو وتباين البورصات في الخارج
في الخارج، اتجه الأورو صعوداً في أسواق القطع العالمية ليلامس عتبة 1,10 دولار في تطور عزاه الخبراء الماليون الى توسم المستثمرين خيراً في قرار رئيس وزراء اليونان ضمّ مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية الى وزير المال المتشدّد في مواقفه التي أحبطت المفاوضات مع المجموعة الأوروبية وصندوق النقد الدولي أواخر الأسبوع الماضي في ريغا لمعالجة أزمة ديونها، خصوصاً أنه مقرب جداً من رئيس الوزراء ومعروف باعتداله وحنكته. وسرعان ما حرّك هذا التعيين الطلب على الأورو في ظل تنامي حذر الأسواق في شأن ما سيفضي اليه اجتماع الاحتياط الفيديرالي اليوم من نتائج وكذلك التقديرات الأولية لنمو الاقتصاد الأميركي في الفصل الأول من السنة والتي قد تعزز احتمالات ارجاء رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الى ما بعد حزيران المقبل. وجاء اعلان مجلس المؤتمر أن مؤشره الذي يقيس تطور ثقة المستهلكين الأميركيين تراجع من 101٫4 نقطة في آذار الى 95٫2 في نيسان ليصيب المستثمرين بالخيبة ويجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ 1٫0975 دولار في مقابل 1٫0880 أول من أمس وأونصة الذهب بـ1212٫50 دولاراً في مقابل 1202٫00 في الفترة عينها.
وانخفضت الأسهم الأوروبية باستثناء اليونانية منها التي ارتفعت بنسبة 1٫4 في المئة بدعم من ضم مساعد وزير الخارجية اليوناني الى الفريق المفاوض لدائني اثينا. جاء ذلك بفعل نتائج شركات عدة في منطقة الاورو دون التوقعات في الفصل الأول من السنة في قطاعي التعدين والمصارف، فأقفلت بورصات هذه المنطقة بخسائر راوحت بين 1٫89 في المئة في فرانكفورت و0٫28 في المئة في مدريد. وتباين اتجاه الأسهم الأميركية بتأثير سلبي لضعف ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة عشية قرار الاحتياط الفيديرالي في ظل نتائج غير مشجعة للشركات الأميركية في الفصل الأول، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً 72٫17 نقطة على 18110٫14 نقاط ومؤشر ناسداك متراجعاً 4٫82 نقاط على 5055٫42 نقطة.