بعد مسار طويل من اللقاءات والمحادثات، سيتم اليوم توقيع بروتوكول اقتصادي بين لبنان وروسيا، وذلك في إطار الدورة الثالثة لاجتماعات اللجنة الحكومية اللبنانية – الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
توقيع البروتوكول يأتي تتويجا للجهود التي بذلت في الاشهر الماضية الاخيرة، بعد فرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حظرا على تصدير بعض المنتجات الغذائية والزراعية الى روسيا، وذلك بهدف تسهيل عملية انسياب السلع من لبنان الى الاسواق الروسية، وتنمية التعاون الاقتصادي الثنائي.
وعشية التوقيع عقد أمس في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان اجتماع اقتصادي لبناني روسي موسع ضم الوفد الروسي، وحشد من القطاع الخاص اللبناني.
يقول رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير لـ«المستقبل»: «عملنا كل ما في وسعنا لتسريع عملية التصدير الى روسيا للافادة من هذه الفرصة الذهبية لزيادة صادراتنا الى هذه الاسواق»، مشيرا الى «اننا اليوم نشهد تطورا ملحوظا على هذا المسار يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين». واعتبر انه من «خلال الاتفاق الجديد الذي سيوقع بين لبنان وروسيا، ستتم إزالة الكثير من العقبات من امام التصدير»، داعيا المزارعين والصناعيين الى التحضير جديا لهذه الخطوة، لان الاسواق الروسية تحتاج الى كميات كبيرة تفوق كثيرا امكانات لبنان».
وفي السياق نفسه، أوضحت مسؤولة العلاقات الخارجية في وزارة الاقتصاد والتجارة رفيف برو لـ«المستقبل» ان اجتماعات اللجنة الحكومية اللبنانية الروسية خلال اليومين الماضيين كانت على المستوى التقني، وهي حضّرت البروتوكول تمهيدا لتوقيعه اليوم، من قبل وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم ومفوض العلاقات الروسية اللبنانية رئيس الوكالة الفيدرالية لمراقبة التقنية والمتروبولوجيا اليكسي ابراموف، مشيرة الى ان البروتوكول يتضمن خطوات عملية بالنسبة لتسهيل تبادل المنتجات الزراعية والصناعية والخدمات.
وبالنسبة لخفض الروسم الجمركية التي تفرضها روسيا، اوضحت برو انه تم الاتفاق على اجراء مع مجموعة «يورو آسيان»، لخفض الرسوم الجمركية على عدد كبير من المنتجات اللبنانية القابلة للتصدير. كما تناولت المحادثات موضوع النقل، حيث سيصار الى وضع مذكرات تفاهم حول هذا الموضوع، وكذلك حول مواضيع تتعلق بالمواصفات وشهادات المطابقة.
اما السكرتير الاول للسفارة الروسية في لبنان المكتب التجاري والاقتصادي، روديون تسيبولين، فاكد لـ«المستقبل» وجود امكانية كبيرة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين على كل المستويات لا سيما على مستوى التبادل التجاري. وقال: «اتفقنا على توقيع بروتوكول تعاون اقتصادي بين الحكومتين، يتضمن كل الاجراءات والآليات التي تسهل عملية التبادل التجاري والتعاون في كل المجالات الاقتصادية».
مدير الجانب الروسي لمجلس الاعمال الروسي العربي، فلاديسلاف لوتسينكو، أكد لـ«المستقبل» عدم وجود عقبات للتصدير من لبنان الى روسيا. وقال: «تعالوا الى روسيا، صدروا منتجاتكم سنشتري بسرعة،لأننا بحاجة ماسة للكثير من المنتجات الغذائية». وكشف ان «هناك رفوفا في المتاجر في عدد من المدن الروسية فارغة، نحن نريد ان نأكل فكل المزروعات اللبنانية مرحب بها».
وبالنسبة للرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها روسيا على الكثير من المنتجات المستوردة، قال لوتسينكو: «بناء على الاسعار المرتفعة المعمول بها في روسيا، تبقى الرسوم الجمركية غير مؤثرة في السعر، أو في الارباح، فهناك الكثير من الدول تصدر الى روسيا ولا تهتم لموضوع الرسوم الجمركية».
شقير
وخلال اللقاء في غرفة بيروت وجبل لبنان، تحدث بداية شقير، فقال «ان القطاع الخاص اللبناني مهتم جدا بتطوير علاقاتنا الاقتصادية على مختلف المستويات مع روسيا، وهذا الامر كان محط عناية واهتمام من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي فتح الباب واسعا أمام إقامة افضل العلاقات الاقتصادية بين بلدينا».
واوضح انه «خلال الاجتماعات التي عقدناها توصلنا الى تحديد العقبات التي تعرقل هذه العملية والاجراءات الواجب اتخاذها في هذا الاطار، منها توقيع اتفاق تجاري بين لبنان وروسيا لتسهيل عملية التبادل بين البلدين، ومعالجة موضوع تحويل الاموال من روسيا، وقد تم التفاهم مع حاكم مصرف لبنان على صيغة في هذا الاطار»، متمنيا «تجاوب الجانب الروسي مع كل متطلبات تسهيل انسياب البضائع من لبنان الى الاسواق الروسية».
ايفانوف
وتحدث نائب رئيس الجانب الروسي للجنة الحكومية اللبنانية – الروسية المشتركة فيكتور ايفانوف، فاشار الى ان حجم التبادل التجاري بين لبنان وروسيا خلال السنوات العشر الماضية لم يكن بالحجم المطلوب.
القصار
والقى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار كلمة أكد فيها «أمامنا اليوم فرصة تاريخية للبناء على علاقاتنا الراسخة وقناعاتنا المشتركة، لكي ننهض بعلاقاتنا الاقتصادية في شتى المجالات إلى المستوى الذي يليق بهذه العلاقات وأهميتها المحورية والخاصة لنا ولكم، خصوصا وأن حجم المبادلات المتواضع حاليا أقل بكثير من الإمكانيات الفعلية».
الصراف
رئيس مجلس الاعمال اللبناني – الروسي جاك الصراف، القى كلمة في المناسبة، فأعلن وصول مفوض العلاقات الروسية اللبنانية رئيس الوكالة الفيدرالية لمراقبة التقنية والمتروبولوجيا اليكسي ابراموف الى لبنان لتوقيع الاتفاق بين لبنان وروسيا. اضاف ان «الاتفاق التجاري بين البلدين موجود منذ العام 1997، وخلال زيارة الوفد الاقتصادي اللبناني في تشرين الثاني الى موسكو، بحثنا الاجراءات الواجب اتخاذها لتطوير علاقاتنا الاقتصادية وابرزها تطوير الاتفاق التجاري عبر توقيع اتفاق جديد، وهذا الاتفاق سيوقع غدا (اليوم)، وهو يستجيب للعديد من اهدافنا».
وبعد ذلك، دار نقاش بين الحضور من المزارعين والصناعيين المصدرين وبين الجانب الروسي لاستيضاح الآليات المتبعة للتصدير الى روسيا، والتسهيلات التي سيتم اقرارها عبر الاتفاق الجديد.
