وفقاً لآراء عدد من الخبراء، فإن تحويل موهبتك الشخصية واهتماماتك إلى عمل بدوام كامل هو خطة مريعة. غير أن الكثير من الفنانين ورواد الأعمال الإبداعية لا يتفقون مع هذا الرأي. وعلى عكس الصورة النمطية “للفنانين المعوزين غالباً” الذين تخلوا عن الأمل في الحصول على وسائل الراحة في الحياة، هناك فئة مزدهرة من رواد الأعمال المبدعين الذين يبنون ثروة، ويصبحون قوة رئيسة في الاقتصادات الوطنية والعالمية.
في بريطانيا مثلاً، نما الاقتصاد الإبداعي عام 2007 بمعدل الضعف مقارنة بأنواع الاقتصادات الأخرى. وصنف ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي. أما في الاتحاد الأوروبي، فقد وفرت القيمة المضافة من قبل إجمالي الصناعات الإبداعية في عام 2011 حوالي 6.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ووظفت ما يقرب من 14 مليون شخص من إجمالي الصناعات الإبداعية (6.5٪ من قوى الاتحاد الأوروبي العاملة).
وبفضل الإنترنت والنمو الهائل “لاقتصاد العمل الحر”، قام الآلاف من المبدعين بتبديد فكرة أن الشهرة والثروة متاحة لعدد قليل فقط. وبالإضافة إلى الفنانين المشاهير من ذوي المواهب المميزة، هناك العديد من المشاركين في مجال الفن من التجار والسماسرة والمعلمين ووكلاء ومديرين وكتاب وناشرين، وهو أمر ينطبق على الموسيقى والرقص والمسرح أيضاً.
فكيف يختلف “رواد الأعمال المبدعين” عن المؤسسين الآخرين في مجال الأعمال التجارية؟ لقد عرف الخبير الاقتصادي والأكاديمي في جامعة هارفارد، ريتشارد كايفز، وضعهم الفريد على النحو التالي:
1. الفن للفن أو لأهداف تجارية: لاسيما في حالة الفنانين الذين يواصلون فنهم “بأصدق” حس، ويعملون لتحقيق رؤية فنية شخصية بدلاً من تلبية حاجة السوق فقط. عندئذ سيكون الأمر متروكاً للفنان لإيجاد أو إنشاء الجمهور المثالي وتحقيق جذب سوقي، في حين يبقى وفياً لأهدافه الفنية وأهدافه الشخصية.
2. العمال المبدعون يهتمون بمنتجاتهم: عاطفة الفنان لمنتجه قد تكون واحداً من الدوافع الأكثر سحراً للأعمال، لكنها عاطفة قد تجعله أقل موضوعية في خططه لتعزيز المنتج والأعمال. لهذا، ينبغي أخذ مثل هذه العوامل مأخذاً جدياً.
3. بعض المنتجات الإبداعية تتطلب مهارات متنوعة: فالقدرة الفريدة على التعبير هي شأن الفنان وحده، وكلما كانت متنوعة ازداد عامل التميز بشكل أكبر، وبالتالي كان إنتاج الخدمة أو المنتج على نطاق أكبر وأكثر تحدياً.
4. المنتجات المتميزة: المنتجات الفنية فريدة من نوعها مقارنة مع غيرها من الصناعات، وهذا التفرد سيظهر طبيعة المزايا والعيوب أمام الفنان أثناء سعيه لإيصال عروضه إلى الجماهير التي يعمل على إيجادها وتنميتها.
5. مهارات متباينة: قد تكون مهارات العمل المطلوبة من الفنان تصعب معرفتها أو العثور عليها، كالتعدين والتصنيع.
6. الوقت هو جوهر المسألة: وقت الفنان سيكون واحداً من أثمن أصول الأعمال وأكثرها محدودية. لكن لتنمو، ستتطلب الأعمال التجارية وظائف تسويق ومبيعات تتجاوز متطلبات تصنيع المنتج الفعلي.
7. تخزين المنتجات: في كثير من الحالات، تكون المنتجات التي يصنعها الفنان عناصر ملموسة تتطلب مساحة لتكوينها وتخزينها. وهذا على عكس الموسيقى التي تصنع على شكل صيغ رقمية ليتم توزيعها عبر الإنترنت. لذلك ينبغي العناية بهذا الجانب عند إنشاء وتخطيط الأعمال التجارية.