قال محللان أرجنتينيان إن العلاقات الصينية-الأرجنتينية في قطاع الصناعات التحويلية تظهر إمكانيات كبيرة.
وقال كاتياس كاروغاتي كبير الاقتصاديين بشركة ) ام اند امب. اف( للاستشارات ، لوكالة (( شينخوا)) ، ” بالنسبة للأرجنتين، تتضح أهمية العلاقات التجارية مع الصين جليا في رقمين”.
وأوضح أن 7 بالمئة من صادرات الأرجنتين توجه إلى السوق الصينية، ما يجعل الصين واحدة من أهم أربعة شركاء تجاريين للبلاد، في مقابل 17 بالمئة من واردات الأرجنتين تأتي من العملاق الآسيوي.
وقال إن التجارة بين الاثنين تتركز في النمط التقليدي للتجارة الدولية، ” فالأرجنتين تزود الصين بالسلع الزراعية والصين تزود الأرجنتين بالآلات”.
وأوضح كاروغاني إن نحو 94 بالمئة من صادرات الأرجنتين للصين هي سلع زراعية، في حين 60 بالمئة من وارداتها من العملاق الأسيوي هي آلات وقطع غيار وإكسسوارات. وبوضع هذه المعادلة في الحسبان كما يقول” فإن التعاون بين الجانبين يتمتع بإمكانيات كبيرة”.
وأضاف أنه من خلال زيادة التبادل التجاري، يمكن للصين أن تزود الأرجنتين بالسلع الرأسمالية التي تحتاجها لإنتاج السلع الغذائية، “إضافة قيمة للمنتج الأساسي وزيادة توليد الدخل الأجنبي في اقتصاد يعاني من قيود خارجية”.
كما أشار صندوق النقد الدولي إلى أن “مواجهة الأرجنتين الجارية مع المستثمرين الرافضين يجعل الدولة مغلقة عن أسواق السندات العالمية” كمصدر أساسي للتمويل.
واعترف كاروغاني بأن ” التحدي هائل، لعدة أسباب”، مستشهدا بـ” نية الأرجنتين إغلاق اقتصادها ومحاولة إحلال الواردات” وكذا ” الخوف من انهيار جليدي للمنتجات الصينية يولد ردود أفعال… يصعب التغلب عليها”.
بيد انه يعتقد أن هذه القضايا لا يجب أن تقف في طريق “هدف جدير بالثناء لتعزيز العلاقات مع الصين، وإنما يجب أن تكون حافزا لإيجاد حلول”.
ومن جانبه قال خورخي كاسترو، مدير معهد التخطيط الاستراتيجي وخبير العلاقات الصينية-الأرجنتينية، إن الاستثمار في الصناعة التحويلية بأمريكا اللاتينية قد بدأ بالفعل في الزيادة.
ففي البرازيل على سبيل المثال استثمرت الصين أكثر من 10 مليارات دولار في هذا القطاع، وفقا لقوله.
ويبقى أن نرى إذا ما كانت” المرحلة القادمة في الاستثمارات الصينية في الدولة ) الأرجنتين( ” ستوجه إلى الصناعة التحويلية وليس البنية التحتية وقطاع النفط فقط.
وما يشير إلى اتجاه التعاون التجاري الصيني مع الأرجنتين ما ذكره سفير الصين في بوينس آيرس يانغ وانمينغ قبل أيام في ندوة حول العلاقات الثنائية نظمتها مؤسسة نيو أرجنتين للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وقال يانغ إن ” محركات التجارة والاستثمار والمالية الثلاثة بدأت تعمل تلقائيا وكل محرك يدعم الأخر لتعزيز التنمية المطردة والصلبة للتعاون العملي، يرافق ذلك تحسنا في الكم والنوعية والتنوع والتوازن”.
وقال يانغ إن البلدين ” ينوعان منتجاتهما التجارية ويحسنان الهيكل التجاري أكثر من أي وقت مضي”، مضيفا أن ” تنمية العلاقات الثنائية اليوم تواجه فرصا مهمة”.