IMLebanon

بورصة ناسداك تنكشف إزاء الإعلان عن النتائج المالية لـ«تويتر»

TwiterStocks

الأجواء قبيل الإعلان الكبير عن الأرباح عادة ما تكون متوترة. انتظار النتائج الربعية لشركة تويتر يوم الثلاثاء الماضي، قاطعة بشكل ساخر تغريدة على الموقع كشفت نتائجها قبل نحو ساعة من الموعد المحدد.

الأسوأ من ذلك، أن الأنباء لم تكن جيدة. فشركة تويتر لم تحقق توقعات الإيرادات وقامت بتخفيض التوجيه خلال العام بالكامل. فقد انخفضت أسهمها بمقدار يصل إلى 26 في المائة، الأمر الذي أزال أكثر من ستة مليارات دولار من قيمتها السوقية.

منصة التراسل أشارت بسرعة بأصابع الاتهام إلى بورصة ناسداك، البورصة التي تملك خدمة Shareholder.com، وهي خدمة تستخدمها شركة تويتر لإدارة موقعها الإلكتروني للعلاقات مع المساهمين، حيث قامت وحدة ناسداك عن غير قصد بنشر الإعلان عن أرباح شركة تويتر قبل الأوان.

وقال ديك كوستولو، الرئيس التنفيذي في شركة تويتر، واصفا كيف أسرع أنتوني نوتو، كبير الإداريين الماليين في “تويتر” إلى مكتبه لإطلاق الخبر بشأن النشر المبكر، إنه أدرك في ذلك الحين أنه “لم يكن توقيتا مناسبا بشكل خاص” نظرا لأن نتائج “تويتر” كانت ستسبب خيبة أمل للسوق، حتى لو تم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

الأسهم في شركة تويتر واصلت الانخفاض في التداولات الصباحية في نيويورك- حيث انخفضت بنسبة 6 في المائة لتصبح 39.70 دولار- مع قيام المحللين بتخفيض توقعاتهم لهذا العام مطلع الأسبوع.

نظرا لأداء شركة تويتر المخيب للآمال والتوقعات الأقل من متفائلة، كان من المرجح أن تنخفض أسهمها بغض النظر عما حصل، لكن الإعلان الذي جاء متعثرا يهدد بأن يكون علامة سوداء أخرى بالنسبة لبورصة ناسداك بعد المشاكل رفيعة المستوى مع التكنولوجيا الخاصة بها في الأعوام الأخيرة.

وهذه تتضمن تأخير الإطلاق الأولي لشركة فيسبوك في السوق وانقطاع التيار لمدة ثلاث ساعات في سوقها عام 2013.

يقول بول جولبرج، المحلل في شركة بورتيلز بارتنرز عن الخطأ في إعلان نتائج تويتر: “إنه بالتأكيد أمر سلبي بالنسبة لسمعتها”. وأضاف أن بورصة ناسداك “حاولت بشكل خاص ترويج نفسها على أنها منصة عمل تكنولوجيا معلومات بدلا من كونها مجرد بورصة”.
اعترفت بورصة ناسداك أن الخطأ يكمن في مسألة تشغيلية قامت بكشف الإعلان على الموقع الإلكتروني لعلاقات المساهمين في شركة تويتر لمدة كانت أقل من دقيقة.

وقالت “خلال تلك الثواني تم سحب الموقع من قبل طرف ثالث قام بنشر معلومات الأرباح علنا. إننا نأسف على هذه الحادثة ونبقى ملتزمين تماما بتقديم أعلى جودة من منتجات الاتصالات وخدمات العلاقات مع المساهمين لعملائنا”.

كان سعي البورصة إلى خدمات الشركات جزءا من خطوة أوسع لتنويع نطاق عملها التاريخي لتداول الأسهم وعمليات الاكتتاب العام الأولي. مع ذلك، فإن تلك المساعي رافقها أخطاء في أعمالها التقليدية.

في الأسبوع الماضي، قالت البورصة إنها خصصت مبلغا احتياطيا للخسائر مقداره 31 مليون دولار بسبب النزاع الناتج عن عملية الاكتتاب العام الأولي لشركة فيسبوك.

كما وافقت من قبل على دفع عشرة ملايين دولار – في ذلك الوقت كانت أكبر عقوبة يتم فرضها على إحدى البورصات الأمريكية – للمنظمين في الولايات المتحدة بسبب هذه القضية.

كذلك في آب (أغسطس) من عام 2013، تم إغلاق شبكة البيانات العامة التي تظهر الأسعار وعمليات التداول في بورصة ناسداك لمدة تزيد على ثلاث ساعات، الأمر الذي أوقف التداول في بورصة ناسداك.

كل هذا قد تسبب في أضرار. وفي حين أن بورصة ناسداك قامت العام الماضي بعمليات اكتتاب أكثر من بورصة نيويورك، إلا أن منافستها الرئيسية حصدت بعض الصفقات المرغوبة في الآونة الأخيرة، مثل ليندينج كلاب، وعلي بابا في الصين، وتويتر نفسها.

مع ذلك، قام المساهمون بمكافأة استراتيجية لصالح بورصة ناسداك في الأعوام الأخيرة. ارتفعت أسهم بورصة ناسداك بنحو الثلث في العام الماضي وأكثر من الضعف في الأعوام الخمسة الماضية.

من المحتمل أن تقوم لجنة الأوراق المالية والبورصات باستعراض الارتباك في الإعلان عن الأرباح، لكن من السابق لأوانة معرفة ما إذا كانت اللجنة ستقوم باتخاذ أي إجراء إضافي، وذلك وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة.
وقال الأشخاص إن لجنة الأوراق المالية والبورصات تشعر بالقلق من أن إعلان شركة تويتر جاء بعد أشهر من وقوع تسريب مماثل في خدمة Shareholder.com التابعة لبورصة ناسداك فيما يتعلق بأرباح “جيه بي مورجان تشيس” في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وكانت خدمة سيليريتي، التي نشرت أرباح شركة تويتر للربع الأول بعد اكتشافها على الموقع الإلكتروني لمجموعة التراسل، قد قامت أيضا “بتسريب” معلومات في وقت مبكر عن تقرير التوظيف لشركة معالجة البيانات الأوتوماتيكية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والنتائج الربعية لشركة مايكروسوفت قبل أربعة أعوام.

ما إذا كان هذا الإعلان المبكر قد أوجد سوقا غير عادلة فهذا سؤال ينبغي توجيهه للمساهمين الذين ربما يشعرون بأنهم غير محظوظين، حين اكتشف آخرون قبلهم أن النتائج قد صدرت وقاموا بالتداول فيها قبل بقية السوق.

جيل فيش، أستاذة القانون ومختصة الأوراق المالية في جامعة بنسلفانيا، قالت إن الكشف المبكر عن النتائج في حد ذاته لا يشكل انتهاكا لقانون الأوراق المالية.

وقالت فيش إن هناك قضية أخرى تهم تويتر، وخدمة Shareholder.com وبورصة ناسداك، وهي ما إذا كان قد تم انتهاك أي التزامات تعاقدية. عادة ما تفضل الشركات الإعلان عن النتائج عندما تكون السوق مغلقة، وذلك لمنح المساهمين الوقت من أجل استيعاب آثارها. “يمكن أن تقول إن شركة تويتر “إننا أردنا الكشف عن النتائج بعد إغلاق السوق حتى لا يبالغ المساهمون في ردة فعلهم أو يشعرون بالذعر”، لكن هذا يبدو كأنه ضرر من نوع التعاقد”.