IMLebanon

“قطار النزهة” يتحدى النزاع مستأنفا رحلاته الى شمال غرب دمشق

train-syria
استأنف “قطار النزهة” الذي اعتاد الدمشقيون ان يستقلوه للتوجه الى متنزهات ريف العاصمة تسيير رحلاته يوميا بعد توقف قسري فرضه النزاع المستمر منذ اربعة اعوام، في خطوة يوضح مسؤولون محليون ان هدفها “اعادة الامل” الى سكان العاصمة.

ويقول رئيس دائرة المباني في المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي زهير خليل لوكالة فرانس برس “قررنا اعادة تسيير الخط لاعادة الامل والبسمة الى اهالي دمشق لانه شريان من شرايين المدينة”.

ويضيف “اعادة تسيير القطار تعيد المواطن الى ما قبل الاحداث وتعيد الامل بالحياة اليه”.

وقررت المؤسسة اعادة تسيير القطار من منطقة الربوة الواصلة بين ساحة الامويين وسط دمشق وبلدة دمر في شمال غرب العاصمة، وهي آخر خطوط التماس مع مقاتلي المعارضة.

وكانت رحلات القطار تصل قبل اندلاع النزاع الى مناطق بلودان وسرغايا السياحية في منطقة القلمون التي شهدت اشتباكات انتهت بسيطرة قوات النظام مدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني على مجمل المنطقة فيما يتحصن مقاتلو المعارضة في مناطقها الجبلية.

ويتألف “قطار النزهة” التراثي في دمشق من قاطرة كبيرة صفراء تتسع مقاعدها الجلدية لنحو مئة شخص تتقدمها عربة القيادة. ويعمل القطار على الفيول.

ويرتبط هذا القطار في ذاكرة الدمشقيين بمتنزهات الهامة ونبع الفيجة والزبداني الواقعة غرب العاصمة والخاضعة لسيطرة المعارضة والتي تشهد يوميا معارك مع قوات النظام.

ويقول سمير الخوري (43 عاما) وهو يمسك بيد طفله المتلهف لركوب القطار “اعادة تسيير القطار خطوة جيدة سياحيا لتمكين الناس من استعادة الفرحة بحسب الامكانات المتوافرة”.

وتوضح نور (19 عاما) وهي طالبة جامعية “كنت استقل القطار في طفولتي عندما كانت الايام سعيدة وجميلة”، مضيفة انها تنوي مع صديقتها القيام برحلة الاسبوع المقبل “لنستعيد تلك الايام”.

وتقول صفاء البيروتي التي تقطن في الربوة بالقرب من مركز انطلاق القطار “كان القطار يمثل روح الربوة (…) وشعرت بالفراغ عندما توقف”.

وتضيف هذه الشابة التي تعمل ممرضة “اتوق لركوب القطار والتنزه مع عائلتي وصديقاتي”، موضحة انها كانت تستعد للرحلة قبل يومين من موعدها عبر تحضير الحلويات وطبق التبولة التقليدي بالاضافة الى النارجيلة.

ويجتاز القطار في انطلاقته الجديدة المناطق المتاخمة لنهر بردى في منطقة الربوة حيث تكثر المتنزهات والمطاعم التي باتت متنفسا لاهالي العاصمة وتشهد ازدحاما شديدا منذ توقف متنزهات الغوطة والقلمون عن العمل بسبب النزاع.

ومن المقرر ان يخصص القطار رحلاته خلال ايام الاسبوع للنقل العام على ان تقتصر رحلاته ذات الطابع السياحي على ايام الاعياد ونهاية الاسبوع مقابل بدل رمزي (0,20 دولار).

وتقول مديرة السياحة في دمشق مي الصلح لوكالة فرانس برس “ان انطلاق القطار يشكل قيمة مضافة الى السياحة الشعبية وذلك بابسط الاسعار”.

وتشدد على “ارتباط السياحة باستعادة الامن والامان الذي يتحقق بفضل الجيش السوري ونامل ان يعم ذلك جميع المحافظات”.

وقبل النزاع، شكلت السياحة ما نسبته 12 في المئة من اجمالي الناتج المحلي للبلاد فيما وفر القطاع فرص عمل لنحو 11 في المئة من اليد العاملة.

وادى النزاع الى اغلاق العديد من المنشآت السياحية الصغيرة وتسريح العاملين فيها.

واستبق المعنيون انطلاق رحلات القطار رسميا السبت بتنظيم احتفال الجمعة في منطقة الربوة، حيث رفعت صورة عملاقة للرئيس السوري بشار الاسد باللباس العسكري مرفقة بتعليق باللهجة العامية “بدنا الاسد، كل الولاء من القلب”. وفي الجهة المقابلة، رفعت لافتة اخرى كتب عليها “قطار النزهة سوا بنرجع الذكرى”.

ويقول احد مراقبي القطار عبد الحميد الشيباني (55 عاما) بحماسة على هامش الاحتفال “اعادة تسيير القطار تزامنا مع مناسبة عيد العمال هي افضل تكريم لعمال المؤسسة”، التي يعمل فيها منذ 23 عاما.

وتشهد سوريا منذ اكثر من اربع سنوات نزاعا بدأ بتظاهرات سلمية تطالب باسقاط نظام الاسد، وتحول الى مواجهة مسلحة بعد اشهر، ثم تشعب الى جبهات متعددة من ابرز اطرافها تنظيمات جهادية دخلت على خط النزاع خلال السنتين الاخيرتين. وتسبب النزاع بمقتل اكثر من 220 الف شخص.