في كواليس 8 آذار ان الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله قال لرئيس التيار الوطني الحر ميشال عون: نحن معك، الى النهاية، ولكن..
المصادر السياسية اعلنت لصحيفة “القبس” الكويتية ان ازمة الحزب، بكل تشعباتها وامتداداتها الاقليمية المعقدة والخطرة، مختلفة كلياً عن ازمة التيار، وحيث يقفز الجنرال فوق كل الحرائق، والاحتمالات، والفيتوات، ويقول: انا او لا أحد.
علينا ان نتصور المشهد حين التقى الرجلان امس الاول. واضح ان نصرالله لا ينسى موقف عون اثناء حرب 2006. اكثر من مرة قال “هذا جميل في عنقنا والى الابد”، ولكن على كتفي الرجل اعباء ومخاوف كثيرة، كما يعلم ان اقصى ما يمكن فعله لبنانياً هو الانتظار الى ان يتبلور الوضع في سوريا، وهو الذي يزداد تعقيداً وقابلية للانفجار، ويقال ان مسألة تقسيم سوريا باتت تحصيل حاصل.
وعلى هذا الاساس، لا ضرورة لحرق الاعصاب في السعى العبثي الى المناصب. الاميركيون يعرفون اين هو “داعش” و”النصرة”، وما هو وضع بعض المخيمات الفلسطينية، ناهيك عن وضع بعض المخيمات السورية، وهم يرفضون اي اهتزاز امني.
استطراداً، ان لم تتفق الاطراف على تعيين قائد للجيش، ومن دون ان يكون هناك فيتو اميركي على قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، فالتمديد للعماد جان قهوجي امر لا مناص منه، والسفير الاميركي ديفيد هيل سبق ان ابلغ مراجع لبنانية، انه قد يكون ممكنا خلو رئاسة الجمهورية. المستحيل ان تخلو قيادة الجيش.
لا مشكلة لدى 14 آذار (وهذا ما اوضحه الرئيس فؤاد السنيورة) في تعيين روكز قائدا للجيش، بشرط ان يعلن عون عزوفه عن الترشح لرئاسة الجمهورية.
أما رئيس التيار الحر فيرى انه لا فصل ولا ربط بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، هل تتحمل خريطة الاتجاهات، جنرالاً في القصر الجمهوري وصهره الجنرال في اليرزة (مقر قيادة الجيش)؟!
الاجواء تشير الى ان نصرالله أصر على ورقة التفاهم مع العونيين، وهو يعتبرها تاريخية وانقذت لبنان من اكثر من مأزق مصيري، لكنه ابلغ عون، ودائما بحسب “الاجواء” لا بحسب “المصادر”، الى ان تنجلي الامور اكثر، بأن الطريق مفتوح امامه لورقة تفاهم مع اي جهة اخرى، وسواء كانت “القوات اللبنانية” او تيار المستقبل او النائب وليد جنبلاط.
واذ وضع “السيد” “الجنرال” في صورة التطورات الاقليمية، واحتمالاتها، كما في صورة المعركة المقبلة في جرود عرسال والقلمون، اعتبر ان المؤسسة العسكرية اللبنانية تواجه ظروفا واعباء دقيقة مما يقتضي تحصينها، وعدم اخضاع قضية قيادة المؤسسة للتجاذبات السياسية.
استطرادا، لا يستطيع نصرالله ان يقدم اكثر مما قدمه.
ويقال في كواليس 8 آذار ان نصرالله “اطلق يد” عون، في معركته الرئاسية، او الى حد القول ان باستطاعته انتقاد الحزب ان شاء، كما يفعل الاخرون، وان كان المقصود انه يستطيع الاتفاق، ان كان ذلك ممكنا، مع اطراف 14 آذار حول مسائل محورية من دون العودة الى الشريك اي “حزب الله”، الذي تعتبر قيادته انه حتى، ولو وقع الاتفاق النووي في 30 حزيران، او بعد ذلك باسابيع، فلن يكون لذلك اثر قريب على الساحة اللبنانية، لان قضية اليمن كبرت كثيرا، وكذلك القضية السورية.