«صيف لبنان مشتعل» ولكن هذه المرة ليس أمنياً أو سياسياً أو باختصار ليس بطريقة سلبية، فلبنان بكل مناطقه على موعد مع صيف حافل بالمهرجانات، صيف واعد بالسياحة. جهزوا أنفسكم أيها اللبنانيون فزوّاركم كثر هذه السنة.
هذه الاحتفالات لا تعني أن الوضع بأحسن حالاته، لا تعني أن رئيساً لجمهوريتنا انتخب ولا أن مجلس النواب شرعي ولا غيرها من الأمور، ولكنها حتماً تشير الى إرادة حياة قوية ورغبة في التأكيد على بقاء لبنان عنواناً للفن والثقافة والجمال.
لبنان على موعد مع صيف حافل لأن المهرجانات ليست بحاجة لجلسات حوار كي تُنظّم، ولا لاكتمال النصاب كيف يُتفق عليها، هي بكل بساطة بحاجة لشعبٍ لبناني لا يقف الزمن لديه عند أي أزمة تحل به.
كل الأذواق ستجد ما يعجبها في المهرجانات، فهي تتوجه لكل الأعمار وكل الاهتمامات الموسيقية.
ـ بيت الدين ـ
نبدأ من مهرجانات بيت الدين التي ستنطلق في 29 تموز مع التينور العالمي البيروفي خوان دييغو فلوريز، وترافقه السوبرانو جويس الخوري. وسيكون جمهور موسيقى الروك على موعد مع المغني الإنكليزي ديفيد غراي، في الأول من آب. وفي الخامس من الشهر ذاته، يقدّم الموسيقي اللبناني مرسيل خليفة أمسية بعنوان «وعود من العاصفة»، وستكون احتفالاً بمرور 30 سنة على تأسيس مهرجانات بيت الدين التي انطلقت في عام 1985، وسيقدّم خليفة خلال الأمسية، باقة من أشهر أغانيه في قالب جديد.
ويستضيف المهرجان في الثامن من آب، أمسية كلاسيكية لتيغران منسوريان، وهو مؤلف أرمني رائد في عالم الموسيقى الكلاسيكيّة وموسيقى الأفلام، مع الأوركسترا الوطنيّة الفلهارمونيّة الأرمنيّة بقيادة إدوار توبشجان. وفي 12 من الشهر ذاته، سيكون محبو موسيقى الجاز على موعد مع ريبيكا فيرغسون التي ستقدّم أجمل أعمال أسطورة الجاز بيلي هوليداي .
وكالعادة سيطل الفنان العراقي كاظم الساهر، الذي ينتظره الجمهور سنوياً، في المهرجان ويحيي حفلتين في 14 و15 من الشهر ذاته. كما سيقدّم المخرج اللبناني الشاب هشام جابر مسرحيته الغنائية «بار فاروق» في 20 و21 و22، وهو عرض غنائي موسيقي يحاكي موسيقى المسارح والكباريهات التي كانت منتشرة في بيروت في فترة الثلاثينات، وصولاً الى سبعينات القرن الماضي قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. وسيرى الجمهور لوحات تتضمّن عشرات الأغنيات يؤديها 14 فناناً وفنانة بين موسيقيين، ومغنين، وممثلين وراقصين، يأخذوننا إلى الزمن الجميل الذي كانت تعيشه بيروت في تلك الفترة. وفي 27 آب، سيكون محبّو السوبرانو الكلاسيكية على موعد مع أنا نيتربكو في بيت الدين، مع مشاركة ليوسف إيفازوف. أما الختام فسيكون في 4 أيلول مع المغنية المصرية آمال ماهر، التي اشتهرت بأدائها أغنيات أم كلثوم. وكعادتها السنوية تقيم مهرجانات بيت الدين معرضاً فنياً وهذه السنة معقود على اسم جبران خليل جبران يشمل رسوماً ومخطوطات بالتعاون مع لجنة جبران الوطنية.
ـ جونية ـ
أما جونية فتنطلق مهرجاناتها ليل الخميس 2 تموز مع الحدث السنوي «الشعلة» الذي يتضمن عرض الألعاب النارية الذي تتفرد به «مهرجانات جونيه الدولية» مترافقاً مع موسيقى خاصة متناغمة. ويتخلّل العرض مسابقة في التصوير تجمع بين الهواة والمحترفين لالتقاط أجمل لحظات الحدث السنوي عبر عدساتهم.
وستتجمّع اليخوت كعادتها في خليج جونيه لمشاهدة العرض الناري بمبادرة وتنظيم من لجنة المهرجان، في سهرة تمتد حتى ساعات الصباح يحييها الـ DJ العالمي سعيد مراد من على يخت مجهّز بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة.
ليل السبت 4 تموز تنطلق حفلات المهرجان الفنية مع الأسطورة ماجدة الرومي، أما ليل الاثنين 6 فتموز يحييه فريق The Voice بنسخته الفرنسية، في عرض متنوع يجمع المشتركين النهائيين الثمانية لهذا العام، تنضم إليهم النجمة اللبنانية هبة طوجي.
ليل الأربعاء 8 تموز سوف تكون من حصة النجم الكوميدي المغربي – الفرنسي Jamel Debbouze لأداء عرضه الشهير Tout sur Jamel في نسخته الجديدة.
ليل الخميس 9 تموز سيكون على موعد مع النجم العالمي Johnny Hallyday، الذي ضمّ لبنان إلى جولته العالمية واختار جونيه لإحياء أضخم حفلات صيف 2015 ضمن جولة Rester Vivant
وتم توازياً الإعلان عن نشاطات واستعراضات كرنفاليّة وعروض متنوّعة ومجّانيّة تناسب جميع الأعمار في أسواق المدينة القديمة، تسلّط الضوء على أبرز المعالم السياحية في المدينة وخليجها الرائع وجبل سيدة لبنان- حريصا، كما ستمنح السكّان فرصة لإعادة استكشاف منطقتهم، وتتيح للزائرين الاستمتاع بأجواء فرحة وجميلة، وذلك طوال أيام الجمعة والسبت والأحد 10 و11 و12 تموز 2015.
ويختتم المهرجان حفلاته الغنائية مع النجمة العالمية Jessie J في 15 تموز بأجمل الأغاني التي حققت نجاحات وأرقام عالمية، في عرض ذو مستوى عالمي تطغى عليه الأضواء والحركة.
ـ جبيل ـ
ننتقل لجبيل التي تبدأ مهرجاناتها يوم 13 تموز مع النجم John Legend، وفي اليوم الذي يليه سيكون الجمهور على موعد مع فرقة The Script الايرلندية.
ستحيي فرقة MICHAEL SCHENKER,S حفلة يوم 22 تموز لمحبي الروك، أما محبو آلة الغيثار فسيتمتعون باحتفال الثنائي المكسيكي Rodrigo Y Gabriela اللذين سيحييانه في 26 تموز.
في 28 تموز سيحيي Gregory Porter احتفالاً لذواقة موسيقى الجاز، وفي 30 تموز احتفالاً تحييه Mireille Mathieu العائدة الى لبنان بعد 42 عاماً. في 7 آب ستكون جبيل على موعد مع هبة طوجي التي مثلت لبنان في برنامج The Voice بنسخته الفرنسية، وفي 12 و13 آب سيُحتفل بعيد كنيسة مار يوحنا الـ900 في باحتها مع السوبرانو سمر سلامة. وختام مهرجانات جبيل سيكون مع فرقة ALT- J لمحبي موسيقى الروك.
ـ الأرز ـ
ويعود هذا العام، بعد غياب لعقود، مهرجان الأرز في محيط غابة أرز لبنان في بشري، وقالت مصادر أنّ افتتاح المهرجان سيحييه وائل كفوري وإليسا، وسيطغى الطابع اللبناني على بقيّة أيّامه.
ـ البترون ـ
من جهة أخرى، سيكون افتتاح مهرجانات البترون في الأول من آب بحفلة للفنان العالمي شارل ازنافور، وستكون الحفلة بالتشارك مع شركة Synopsis events. وفي 8 آب سيكون هناك احتفال للمؤلف والعازف الأردني الأصل زاد والاوركتسرا الخاصة به. أما تاريخ 15 آب فسيكون مغايراً في أسواق البترون القديمة من خلال مهرجان Beer, Wine, and Seafood، حيث سيشارك فيه كل مصنعي البيرة والنبيذ في البترون. وليلة 22 آب ستكون حفلة موسيقية بعنوان Music Hall بالعربي بالتعاون مع ميشال الفترياديس، وسيحيي هذه الليلة كل من الاخوين شحادة، طوني حنا، جورج الصافي، بلال، فاديا نجم، رواد، وغيرهم. أما ختام المهرجان فسيكون في 29 آب بحفلة لـDJ Rodge..
ـ بعلبك ـ
أما بعلبك فهي أكثر المناطق التي تتسمّى بحبها للحياة، فلا الحروب في الأماكن المجاورة لها، ولا الظروف التي أجبرتها منذ سنتين على نقل احتفالاتها الى بيروت، منعتها من العودة بقوة الى الساحة، فمهرجاناتها لعام 2015 تحمل نفحاً من التحدي لمنطقة لم تستسلم لسطوة السلاح، بل ردت عليه بالدبكة !
الاحتفال الافتتاحي سيكون في 31 تموز 2015 تحت عنوان «إلك يا بعلبك»، «تحييه مجموعة من الفنانين والشعراء، وهو سيتخذ «شكل العيد» وستتداخل الأغاني والموسيقى والنصوص واللغات وتعابير الجسد والصورة في صيغة مبتكرة ومتنوّعة في إطار ساحر يضيء سماء القلعة وتتردّد أصداؤه في أرجائها ليعكس صورة الإبداع الفني في أشكاله المختلفة، ليكون انطلاقة لسلسلة حفلات يحيها أبرز الفنانون.
من الملاحظ أن الفنانين الذين يحيون المهرجانات هم بمعظمهم من الصف الأول، أي أن أجرتهم مرتفعة، فهل تستطيع لجان المهرجانات تسديد أجورهم، وهل من ربح لها جراء هذه الأعمال، وما هي نسب إقبال الناس عليها؟ أكد «عضو اللجنة التنفيذية لمهرجانات بعلبك الدولية» حماد ياغي في حديثٍ خاص للـ«الديار» أن «الغاية ليست ماديةً ونحن لا نهدف الى الربح بل لتشجيع السياحة والثقافة، هناك جهات ترعى المهرجانات وهي التي تساعدنا بالأمور المادية، إضافة الى الحفلات التي نقيمها بهدف لمّ التبرعات من الفعاليات والمصارف والمهتمين بالثقافة والفن، كما تساعدنا وزارة السياحة بجزءٍ من المال»، مشيراً الى أن «حفلة «إلك يا بعلبك» هي نتيجة عمل أعظم الفنانين في لبنان والخارج من غبريال يارد الى ابراهيم معلوف وغيرهم، لهذه الحفلة قيمة فنية كبيرة وطلبت إحياءها بلدان عديدة في اوروبا، وكان للتوأمة بين بلدية بعلبك ومهرجان «Aix en Provence فضل بذلك فهي مهتمة كثيراً بمهرجاناتنا».
وعن الأوضاع الأمنية غير المشجعة في البقاع ، وعما إذا كانت هناك مخاوف من إحياء المهرجانات في ظلها، شدد ياغي على «أننا نقاتل ثقافة الموت بثقافة الحياة، نحن مثل طائر الفينيق، مهرجانات بعلبك هي لكل لبنان وليس فقط لبعلبك، ونحن نؤمن حماية للناس من خلال اتصالاتنا مع الجيش والقوى الامنية في فترة المهرجانات، إضافة للخطة الأمنية حالياً. الذي يأتي الى بعلبك يرى الهدوء الموجود فيها، فما يُقال عادة في الإعلام هو مضخّم بعض الشيء»، مضيفاً «يعلم الفنانون أنه لا يمكن أن نغامر بهم ولم يحصل أي إشكال أمني في مهرجانات بعلبك في السنوات السابقة».
ولم يكشف ياغي عن الفنانين الأكثر مبيعاً «إذ اننا لن نبدأ ببيع البطاقات قبل عقد المؤتمر الصحافي مع وزارة السياحة لإطلاق المهرجانات»، وعن الأجور التي تقاضاها الفنانون لإحياء المهرجانات، ختم ياغي قائلاً «نحن نحدد ميزانيتنا وندعو الفنانين الذين تتلاءم الأجور التي يطلبونها معها».
إذاً صيف لبنان حافل وواعد، فبين بعلبك وجبيل وجونية وغيرها من المناطق الموزعة على كل الأراضي اللبنانية، يحار اللبناني والسائح الأجنبي الى أي احتفالات يذهب، لكن كل ذلك على أمل ألا تخيبه الأوضاع الأمنية.