لا غريزة الأبوّة كبحت شهوته، ولا منطق الطبيعة ردع رغبته، فقد آثر أ. ك. ممارسة الجنس مع ابنتيه، ما إن بلغتا تِباعاً العاشرة من العمر… فكان يتسلّل ليلاً تحت جنح الظلام كذِئب مفترس إلى فراش كلّ منهما، يشبع رغباته… ونهاراً يبيعهما لزبائن من جنسيات مختلفة، مقابل مبالغ ماليّة يُمتّع بها نفسه…
ما اختبرته عائلة (ك.) اللبنانية الشمالية ليس فيلماً سينمائياً، أو كابوساً ينتهي مع بزوغ الفجر، إنّما مخاض ليلٍ دامس طال 6 سنوات، تشهد على مرارته الآلة الكهربائية الصاعقة التي استخدمها “الجلاد” مراراً من دون رحمة لترهيب ابنتيه، وفق صحيفة “الجمهورية”.
وفي التفاصيل، فقد إمتهن الوالد (أ. ك . 1968) العمل في مجال الدعارة، فكان يؤمّن لشابّات، ولأمّهات يقصدنه، زبائن من جنسيات مختلفة. يرتّب لكلّ واحدة اللقاء المناسب في فندق أو في منزل، بحسب ما ترسو عليه الاتفاقية وقيمة الأرباح التي سيَجنيها.
كلّما غصّت أجندته بالمواعيد وارتفع العرض والطلب، اتّصل بصديقه (ع. خ.) الذي يعمل في تسهيل الدعارة لتلبيته سريعاً وتأمين الفتيات. وسط انغماسه في هذا المجال، تزوج (أ. ك) مرّتين؛ من أوّل ارتباط رُزق بابنة (ف. 1992)، ثمّ طلّق، ليرتبط مجدّداً ويرزق بابنة أخرى (ر. 1993) ويعود ويُطلّق أيضاً.
لسنوات معدودة، كانت الأمور بين الوالد وابنتيه تسير إلى حدّ ما على نحو طبيعي. ولكن لم تكد الصغرى (ر.) تُكمل عشرة أعوام، حتى بدأت تستيقظ على والدها يتحرّش بها، يداعب أعضاءها التناسلية، وهو في ذروة نشوته، والرعشة تغمره. أشهر معدودة تكوّنت الملامح الأنثوية لدى (ف) الكبرى، فبدأت بدورها تستيقظ على والدها في فراشها، يتحسّسها، يعصر ثدييها، ويتلمس مناطق حسّاسة في جسدها، وهي كانت في الحادية عشرة من عمرها.
في بداية الأمر لم تكن الشقيقتان تفهمان حقيقة تصرّف والدهما، حتى إنّهما لم تفكّرا في إبداء أيّ ممانعة أومقاومة. فالجلاد دوماً بالمرصاد، يرهبهما، يضربهما، يهدّدهما بالكهرباء، خصوصاً أنّه أحضر آلة كالصاعقة تكهربهما في حال تمنّعت إحداهما، لذا لم تتردّدا في إطاعة رغباته.
لم تقف وحشية الوالد عند هذا الحدّ، إذ قاده طمعه إلى رمي ابنتيه في أتون الدعارة، فكان يؤمّن لهما الزبائن إلى منزله، أو إلى فندق، مقابل مبالغ ماليّة. حتى إنّه سمح لشريكه (ع. خ) بممارسة الجنس مع ابنته (ر.) عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، قبل أن يقوم بتزويجها وشقيقتها إلى شخصين سوريّين. في ما بعد عمد الوالد إلى تطليق ابنتيه وتزويجهما إلى رجلَين ثريّين، إلا أن صفقته تعثّرت. وفي ما بعد بدأ يزوّجهما لمدّة يومين أو ثلاثة ويعيدهما إلى المنزل، وذلك مقابل مبالغ ماليّة طائلة.
حيال ما كان يجنيه الوالد من أموال، ما عاد يكتفي به لتأمين لقمة عيشه أو إغراء النساء، بل أدمن السهر وتعاطي المخدّرات، غير مبالٍ بمصادر التمويل، معتمِداً على ما يجنيه من أرباح مقابل تشغيل ابنتيه في الدعارة.
إستمرّ المشهد على حاله والمأساة عينها تتكرر، والوحشية تتمادى، إلى أن بلغت الفتاتان الخامسة عشرة والسادسة عشرة وأصبحتا واعيتين، مدرِكتين لحقيقة تصرّفاتهما، فقرّرتا التمرّد على واقعهما، والهرب من سلطة والدهما، من الظلم اللاحق بهما، ففضحتا أمره، وأخذ القضاءُ مجراه في محاسبة الوالد.