وقع وزيرا البيئة محمد المشنوق والشؤون الاجتماعية رشيد درباس ظهر اليوم، في مقر وزارة البيئة، مذكرة تعاون بين الوزارتين لتحديد الاولويات في مجالات وسبل التعاون وخصوصا في موضوع أزمة النازحين السوريين لجهة انعكاسات الازمة السورية على البيئة ولا سيما على صعيد النفايات الصلبة والتعديات على البيئة لجهة تلوث مجاري المياه والبناء العشوائي وتأثيره على وجهة استعمال الاراضي والانظمة الايكولوجية.
المشنوق
وقبل التوقيع على المذكرة، تحدث وزير البيئة فقال: “نلتقي اليوم صديقا عزيزا ووزيرا مميزا معالي وزير الشؤون الاجتماعية النقيب رشيد درباس لنوقع معا مذكرة تعاون تشمل القضايا التي نتناولها في وزارتي الشؤون الاجتماعية والبيئة.أود في البداية أن اشير الى بعض ملامح التعاون بيننا، فوزارة البيئة تتولى اليوم امانة سر متابعة خارطة طريق التنمية المستدامة في لبنان ووضع الاستراتيجية الخاصة بهذه التنمية المستدامة، ولكننا في هذا الموضوع لسنا وحدنا فنحن جزء من حكومة المصلحة الوطنية ونتعاون مع كل الوزارات ولا سيما الشؤون الاجتماعية التي تعنى بأحوال كل البلد وتعمل على المواطنين كل المواطنين، وكل مواطن معني بما تقوم به هذه الوزارة”.
أضاف: “هناك ايضا مجالات للتعاون وهي واسعة بالنسبة الى ما نسميه اليوم مسألة النازحين السوريين في لبنان، فنحن نتكامل وإن كانت وزارة الشؤون الاجتماعية تحمل العبء الاكبر من كل الوزارات حاليا في لبنان، ولكننا في اطار البيئة نعمل ايضا للمساعدة على تحديد الحاجات ولنلامس المواضيع المطروحة جديا في قضايا النازحين. لقد قدمنا في ايلول الماضي تقريرا موسعا مع برنامج الامم المتحدة الانمائي لحصر تأثير النزوح على الجوانب البيئية في لبنان، واكتشفنا أن هذا الموضوع يصل الى مئات الملايين من الدولارات. وهنا نتحدث عن الصرف الصحي وقطع الاشجار والنفايات الصلبة والبنى التحتية والقدرات البشرية المؤمنة. نقول ذلك لأننا نشعر بخطورة الامر كذلك على النسيج اللبناني وعلى المواطنين في كل هذه القرى المنتشرة في كل لبنان لمواجهة هذا الواقع ولمساعدة إخوتهم السوريين”.
وختم مكررا الترحيب بوزير الشؤون الاجتماعية في وزارته الثانية، وقال: “نعتز بك معالي الوزير وندرك كم هي المشاغل كبرى التي تعنى بها ونعرف تماما مدى حدة الكلام الذي تقوله في مجلس الوزراء، مدركين أن هذا ليس شغفا بموضوع الشؤون الاجتماعية ولكنه دليل لهفة حقيقية للوصول الى معالجة جدية لهذه القضايا التي باتت متفاقمة الى حد الخطر في لبنان”.
درباس
بدوره، قال درباس: “أشكرك على لطيف الكلام فهذا من طبعك وشيمك، ولست مستغربا أن تتولى البيئة لأنك ربيب البيئة الأرقى في الثقافة والعلم والعلاقات الاجتماعية. نحن الآن شريكان في قضية قد لا يبدو للمرء من ظاهرها أنها على هذه الدرجة من الخطورة ولكن علينا أن نعترف أننا أفرطنا كثيرا بالعبث في التوازن البيئي وفرطنا بما حبانا الله من محيط نقي فعكرناه بالغازات السامة والتلوث. الآن نحن في ظروف خاصة ولا سيما عندما نتحدث عن النزوح السوري، فالمسألة لا تتوقف فقط عند الثقل السكاني ولا الخطر الامني ولا صعوبة العيش ولا المنافسة غير المشروعة مع المواطنين اللبنانيين بل أثرها المتمادي لا نلقاه اليوم انما نعانيه في المستقبل عندما يتولى هذا الثقل الحفر عميقا في توازن هذه البيئة”.
أضاف: “موضوع النفايات الصلبة هو جزء بسيط، فأنا أقول لكم إن البنى التحتية اللبنانية قد استهلكت على مدى سنتين فيما كانت هي معدة للاستعمال على مدى 15 عاما، والاماكن العذراء تنتهك بصورة متسارعة، الغابات ليست بمنأى والانهر جرى تلويثها، وشواطىء البحار اصبحت ملأى بكل أنواع القذارة، إذا لا بد لهذه الدولة على حالتها التي تعلمون من عجز في الخروج من عنق الزجاجة وانتخاب رئيس للجمهورية، ومن عجز عن تجديد التمثيل في مجلس النواب والمجالس البلدية ومن عجز عن انجاز موازنة منذ العام 2005، ورغم ذلك نحن لا نرى هذه العقبات ونعتبرها ذرائع كي نلتمس المراوحة مكاننا، فيما كل مسؤول عليه ألا ينظر الى الذرائع بل أن يتخطاها وان يعمل ضمن حدود امكانياته وأكثر، وبالتعاون مع أخي وصديقي العزيز والرجل اللامع في حقل الاعلام والادب والثقافة وحارس البيئة الامين سنوقع هذه المذكرة لكي نضرب مثلا بسيطا للوزارات بضرورة التعاون مع هذه الوزارة المفصلية التي تؤمن لنا من دون أن نشعر مستقبل اولادنا”.
الجسر
وكان وزير البيئة التقى رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، وتابع معه قضايا تتعلق بالبيئة.