Site icon IMLebanon

جنبلاط: زيارة المعلم للحريري كانت تحضيراً لعملية الاغتيال

 

أكد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط انه في عهد وزير الداخلية سليمان فرنجية كان هناك مشروع قانون انتخابات يُراد تمريره، وهو يساهم بإقصاء المعارضة ويهدف الى تقسيم بيروت. وأضاف: “كان هناك مشروع لتحجيمي أنا ورفيق الحريري لذلك رفضنا مشروع القانون الذي طرحه سليمان فرنجية”.

جنبلاط، وخلال الادلاء بشهادته لليوم الثالث أمام المحكمة الدولية في لاهاي، قال: “لو استطاعوا تمرير هذا القانون وفق تقسيماته لكنا سقطنا لأنه مشروع الغاء”، لافتا الى ان وليد المعلم هدد الحريري في حال لم يتم اقرار هذا القانون فسيتم اقالته وكتلته من مجلس النواب. واضاف: “تصاريح عديدة صدرت عن فرنجية تأتي في سياق اتهامي بالعمالة لاسرائيل”، اي انه بالمفهوم السوري فنحن قابلون للتصفية السياسية والجسدية.

واوضح جنبلاط ان سليمان فرنجية حليف ثابت لعائلة الأسد، وكان يتصرف “كرئيس عصابة”، خصوصاً عندما قال: “سنتصرف على طريقتنا”، متسائلا: “كيف يحق له ان يتحدث هكذا وهو وزير في الحكومة”.

وعن زيارة وليد المعلم للحريري لبحث ملف قانون الانتخابات، اعتبر جنبلاط انها زيارة “غريبة” اتت كواجهة لتضييع الوقت ولجسّ النبض وذلك للتحضير لعملية الاغتيال، مؤكداً أنه لا يمكن أن يأتي وليد المعلم إلى لبنان للقاء الرئيس الحريري من دون إذن بشار الأسد. وقال: “كل مهمة المعلم هي تخدير الرئيس الحريري قبل اغتياله”.

واكد جنبلاط انه اتفق مع الحريري انه في حال مر القانون سيقدمان استقالتهما سوية من المجلس النيابي.

في سياق آخر، اكد جنبلاط انه دعا في كانون الثاني 2005 للمرة الأولى الى ضرورة قيام علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، لافتا الى ان العلاقات الدبلوماسية جزء من الاعتراف بلبنان من قبل الدولة السورية.

وقال: “من الطبيعي أن يثير هذا الموقف حفيظة السوريين لأنني كنت أطالب باستقلال لبنان، كما ان حزب البعث العربي لا يعترف بالكيانات الصغيرة وكنت اريد علاقات ديبلوماسية رسمية بين البلدين”، واضاف:
“لا أعلم لماذا وافق السوريون بعد اغتيال الحريري على اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان”.

واوضح ان الفوز بالانتخابات كان من اولوياته هو والرئيس الحريري، معتبراً أن قانون الانتخاب كان الاساس.

وكشف جنبلاط للمحكمة انه تعرّف على وليد المعلم في دمشق لكنه لم يكن حينها مسؤول عن الملف اللبناني، لافتا الى ان المعلم كان على علاقة مع الرئيس الحريري الذي كان يريد تفسيرا منه عن سبب التمديد للحود.

ولفت إلى أنه كان لا بد من الحوار مع الفريق الآخر بغض النظر عن رأيه السياسي، خصوصاً أن “حزب الله” جزء من لبنان. لذلك، لا بد من حوار داخلي، في وقت لا يطبق الطائف.

واشار الى انه في العام 2005 لم يكن هناك اي نقاش بشأن موضوع سلاح “حزب الله” ضمن مجموعة البريستول، مؤكدا ان “لقاء البريستول” كان يصب في خانة توسيع رقعة المعارضة من اجل مواجهة التمديد الدستوري غير الشرعي لإميل لحود وتطبيق الطائف.

وخلال سير الاستماع إلى إفادة النائب جنبلاط، عرض شريط مقابلة بين وليد المعلم والرئيس رفيق الحريري. وقد اوضح جنبلاط ان الرئيس الحريري كان من خلاله يتحدث عن الآلة الأمنية اللبنانية التي شكلتها سوريا في لبنان، وكان يشكو من التقارير المشوّهة التي تتلقاها القيادة السورية عنه، مشيراً إلى أنه تخريب العلاقة بين سوريا والحريري من خلال اميل لحود، كما أن الإستخبارات السورية ومن خلال رستم غزالة وأجهزته شوهت صورة الحريري لدى بشار الأسد.

وفي التسجيل الصوتي يقول الرئيس الحريري لوليد المعلم: “أنا بدي اتفاق الطائف وأنا بيو وإمو واتفقنا على حكم لبنان بالمناصفة”. وفي أيضاً يقول الرئيس الحريري للمعلم: “إن قانون الإنتخاب معمول بصورة كيدية وبلغت هذا الأمر للسوريين، وتقسيمات بيروت لن تسقطني لكنها ستسمح بوصول نواب متطرفين”.

وأضاف جنبلاط: “طالبنا أنا والرئيس الحريري بعلاقات صحية بين لبنان وسوريا لأنه لا يمكن أن يحكم لبنان من سوريا ونحن لسنا محافظة سورية”.

وفي التسجيل الصوتي أيضاً قال الرئيس الحريري للمعلم: “إن القرار 1559 بدأ من زمن بعيد مع الفرنسيين، ويحمّلوني مسؤوليته”.

وفي هذا الإطار، اكد جنبلاط أنه من المستحيل ان يكون للحريري علاقة بالقرار 1559 لأنه ضد قناعته، وقال: “لا علاقة لرفيق الحريري بالقرار 1559 وإحدى الدول سربت المعلومات للنظام السوري”، مذكّراً بأن الحريري زار في 9 شباط 2005 الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليطمأنه بشأن مواقفه من القرار 1559، وقال حرفياً لنصرالله: “سلاحكم سلاحنا”.

وفي سياق متصل، أعلن جنبلاط أن سوريا اعتبرت أن الحريري متآمر مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك لإخراج سوريا من لبنان، وهذا خطأ تاريخي، لأن رفيق الحريري كان حريصاً على العلاقة الودية مع سوريا على قاعدة تطبيق اتفاق الطائف وأن لا يحكم لبنان من سوريا.

وعرضت المحكمة تسجيلا صوتياً آخر يقول فيه الرئيس الحريري لوليد المعلم إنه حصل اجتماع عاصف مع بشار الأسد بحضور غازي كنعان وأبو عبدو وخلوف، وقد عُمّم في وسائل الإعلام. وانه لا يريد معاداة سوريا لذلك مشى بالتمديد، ولو أردت ان أعادي سوريا لكنت أفشلت التمديد للحود. وفي هذا السياق، أكد جنبلاط أن الحريري لم يرد يوماً الإختلاف مع سوريا.

وإذ رأى ان قرار التمديد لإميل لحود اتخذه بشار الاسد ولا يستطيع ان يغيره احد لا وليد المعلم ولا فاروق الشرع ولا نبيه بري، اعتبر جنبلاط أن النظام السوري جعل من لبنان محافظة سورية، والسوريون كانوا متواجدين جيشاً ومخابرات في لبنان، مشيراً إلى أنّ أهمّ شيء بالنسبة للنظام السوري البنية الأمنية المخابراتية، والمخابرات اللبنانية كانت ملحقة بالمخابرات السورية.

وردا على سؤال من كان ينفذ مهمة السوريين في لبنان، قال جنبلاط: “هي مهمتكم لتعرفوا من قام بعملية الاغتيال، وهذا ليس من اختصاصي”.

جنبلاط اكد أن الحريري كان مقتنعاً أنه لا يمكن لسوريا أن تتدخل في التفاصيل الصغيرة للحكم في لبنان.

وإستأنفت المحكمة  جلسة الاستماع الى جنبلاط حيث واصل الادعاء استجوابه الذي قال ردا على سؤال: “ان إرسال الرئيس الحريري باسل فليحان وغطاس خوري إلى البريستول 3 كان تتويجا للمعارضة. وكنا أنا والرئيس الحريري على اتفاق تام بعدم قبول الودائع السورية الإنتخابية.

وفي تسجيل صوتي يقول الرئيس الحريري: “أرسل لكم العديد من الإشارات بعد إرسال فليحان وخوري الى لقاء البريستول، ولكنكم لم تستوعبوا ولست طالبا اي شيء الا ان “تروقو”.

وقال جنبلاط: ” كان الهدف من اجتماع البريستول التصدي لمشروع التمديد والوصاية السورية. وما من أحد في لقاء البريستول طرح مسألة سلاح “حزب الله”، والرئيس الحريري حرص على طمأنة حزب الله بأنه لم يكن ينوي نزع سلاحه”.

وهنا انتهى الادعاء من استجواب جنبلاط. ثم بدأ محامي الدفاع عن المتضررين باستجواب جنبلاط الذي قال ردا على سؤال: “بعد اغتيال والدي سرت شائعة بأن أشخاصا مسيحيين هم من قتلوا كمال جنبلاط”.

واضاف: “لان كمال جنبلاط رفض التدخل السوري فاغتالوه، ورفيق الحريري طلب الإنسحاب السوري فقتلوه. فكل شيء كان متوقعا عندما اغتيل رفيق الحريري”.

ثم استجوب الدفاع عن حسن حبيب مرعي جنبلاط فقال: “وسام الحسن كان من أكفأ الأشخاص المؤهلين استلام شعبة المعلومات. والضباط الأربعة كانوا في واجهة النظام الأمني السوري في لبنان”.

واضاف: “كان الانقسام عموديا بعد اغتيال الحريري، فكنا نضع كل حلفاء سوريا بالخانة نفسها، وكنا نهاجم النظام وحلفاءه”.

واوضح ان كلامه لـ”الجزيرة” “أملته الظروف السياسية والتقيت بشار الأسد بعدها.

وقال: “طلب الأسد اعتذارا عن خطابي في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الحريري، فاخترت الكلمة التي تصعب ترجمتها وهي: “لحظة تخلي”. مواقفي كانت دائما سياسية وما من مرة قلت أنني أملك قرائن محددة حول اغتيال الرئيس الحريري”.

واشار الى ان “النظام الأمني السوري اللبناني كان متحكما بكل مفاصل الدولة اللبنانية”.

وهنا انهى الدفاع عن حسن حبيب مرعي استجواب جنبلاط، ورفعت المحكمة جلستها حتى صباح الغد.