IMLebanon

“القلمون” تهدد مصير العسكريين..هل سلب “حزب الله” عنصر المفاجأة؟

arsal-jered

 

شنّ “حزب الله” والجيش السوري فجر أمس هجوماً على بلدة الحصينة المحاذية لبلدة الطفيل في الداخل السوري وهي تقع شرق جرود بريتال. واستهدف الحزب بالقصف المدفعي أربع نقاط عسكرية للمسلحين في جرود بلدة عسال الورد وسط تقدم ميداني كبير وفرار عدد كبير من المسلحين. وتحدثت قناة “المنار” عن تدمير خمس آليات ومقتل 12 مسلحاً في المواجهات بين مقاتلي الحزب والجماعات المسلحة في جرود الطفيل وبريتال.

في المقابل، أفادت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للمسلحين، وخصوصاً “جيش الفتح” في القلمون ان نتيجة الهجوم الاثنين على نقاط “حزب الله” في الجبة وعسال الورد، “خسرت المعارضة خمسة قتلى وعددًا من الجرحى”، أما في صفوف “حزب الله” والنظام السوري فهناك 30 شخصاً ما بين قتيل وجريح، وأن “جيش الفتح اغتنم دبابة وعربة بي ام بي”. وحاول “حزب الله” الثلثاء ردّ الهجوم بعملية تسلل على محور جرد عسال الورد، “لكن المعارضة صدّت التسلل وقتلت عدداً من عناصر الحزب بينهم أحد القياديين”.

هذا، ونعى “حزب الله” القيادي توفيق النجار المعروف بـ “أبو علي” من بلدة كفر دبش –بعلبك الذي قتلى خلال مشاركته في المعارك ضد “جيش الفتح” التابع لـ”جبهة النصرة” في منطقة القلمون على الحدود السورية وفي بلدة جرود عرسال الورد.

وكان الحزب نعى في وقت سابق من اليوم في بيان القائد علي خليل عليان الذي قضى أثناء معركة القلمون.

صحيفة “السفير” قالت: “وقبل أن يطل “السيد” كانت المجموعات الارهابية تحاول تنفيذ تهديداتها، عبر محاولة اختراق مثلث الزبداني ـ جرود الطفيل ـ جرود بريتال، بسلسلة هجمات استخدمت فيها أسلحة نوعية وآليات وغزارة نيران، لكن مواقع الجيش اللبناني في البقاعين الشرقي والشمالي، كانت في أعلى حالة من الجهوزية والاستنفار، وفي الوقت نفسه، كان مقاتلو “حزب الله” والمتطوعون من ابناء المنطقة يصدون الهجوم، ويوقعون خسائر فادحة في صفوف المجموعات المسلحة، قدرت بما يزيد عن 16 قتيلا وأكثر من ثلاثين جريحا، فضلا عن تدمير آليات.. وصولا الى السيطرة على بعض المواقع والتلال الاستراتيجية بعد انكفاء المسلحين الى العمق السوري.

وحاولت “جبهة النصرة” استخدام ملف العسكريين لابتزاز الجانب اللبناني، فأوعزت عبر الجانب القطري إلى المفاوض اللبناني المركزي، بأن أي محاولة سواء من جانب الجيش أو “حزب الله” لتعديل موازين القوى في القلمون سترتد سلبا على ملف المفاوضات الذي كان قد وصل تقريبا إلى خواتيمه في الايام الأخيرة، وكان جواب المفاوض اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن لبنان هو في موقع الدفاع عن نفسه، ولا يمكن أن يخضع للابتزاز في هذا الملف أو غيره، مبدياً تمسكه بالصيغة الأخيرة للتبادل بوساطة القطريين.

وأكد اللواء ابراهيم لـ”النهار” أنه لن يردّ على اي اتهام إلا في الوقت المناسب، “ولن أفرّط بدم العسكريين المخطوفين لأي سبب من الأسباب”. اذ ان ابراهيم يلتزم الصمت ويؤثر ابقاء ملف العسكريين المخطوفين بعيداً من التداول الاعلامي من أجل انجاحه، علماً ان هذا التهديد يوضع في خانة التنصل او التأخير.

أما في شأن موقف الجيش اللبناني مما يجري من معارك، فقال مصدر عسكري بارز لـ”النهار” ان الجيش ملتزم قرار الدولة اللبنانية في هذا الصدد، وهو يتخذ كل الاجراءات والتدابير اللازمة في اطار السياسة الدفاعية عن الحدود والمناطق اللبنانية بكل ما يقتضي الامر من حزم وتشدد.

وأوضح ان الجيش معني بكل ما يتصل بالدفاع عن امن لبنان وسيادته ضمن الحدود اللبنانية وبالدفاع عن المناطق اللبنانية واللبنانيين وليس خارج الحدود. وطمأن المصدر الى ان الجيش في كامل الجهوزية لرد أي تداعيات يمكن ان تحصل في اتجاه الداخل اللبناني وانما دائما ضمن الاطار الدفاعي عن لبنان وهو ليس تاليا معنيا بأي تطور يحصل خارج الحدود.

من جهتها، أشارت مصادر خاصة بـ”عكاظ” إلى أن مسلحي المعارضة السورية تمكنوا من فرض توقيتهم على معركة القلمون وسلب “حزب الله” عنصر المفاجأة، وكما تبدو الوقائع الأمور ذاهبة إلى حرب استنزاف للطرفين.