تُظهِر السخوة المتدرّجة في المناطق المتاخمة للحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا ان معركة القلمون لن تكون مسألة أيام وأسابيع عابرة، بل هناك خطر الاستنزاف الطويل مع ما ينطوي عليه من تداعيات مختلفة على الواقع اللبناني المأزوم سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
وهذا ما تتخوف منه اوساط لبنانية سياسية واسعة الاطلاع ومعنية بالاتصالات الكثيفة الجارية بين الجهات الأمنية والسياسية الرسمية في هذا الصدد، علما ان لبنان الرسمي يبدو محرجاً في اتخاذ اي موقف يصعب التوافق عليه حيال الأخطار التي ترتبها الاستعدادات لمعركة القلمون التي يتولاها “حزب الله”.
وقالت هذه الاوساط لـ”الراي” قبيل اطلالة تلفزيونية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس، ان المعركة باتت في حكم المؤكدة وان المعطيات التي توافرت عن استعداداتها تشير الى انه من غير المستبعد ان تكون إطلالة نصرالله بمثابة إشارة الانطلاق لها ضمناً او علناً، مع ان الجهات المعنية في الدولة لم تتبلغ من الحزب اي إشعار “رسمي” بموعد انطلاقها.
واشارت الى أن اللقاء الذي انعقد قبل ايام بين نصرالله وزعيم العماد ميشال عون فتح وجهة جديدة في التأزيم السياسي من خلال الترويج لتوافُق بينهما على دعم عون في معركته لمنْع التمديد للقيادات الأمنية والعسكرية، وتحديداً لقائد الجيش العماد جان قهوجي، بما يطرح أكثر من شكوك حول الغموض الذي يكتنف موقف الحزب.
وتعتقد الاوساط ان الحزب وإن كان هدّأ غضب حليفه عون وطمأنه الى انه سيظلّ مرشحه الرئاسي ما دام هو متمسك بترشيحه، فان لا شيء نهائياً بعد في ملف التعيينات يمكن الجزم به قبل حلول المواعيد الضاغطة للتعيينات بدءاً من حزيران.