أوضح عضو كتلة “المستقبل” النائب عقاب صقر أنّ هناك مشروعًا أمبرطوريًا يشبه المشروع العثماني وهدفه التوسع في المنطقة وإملاء الشروط فيها، لافتًا الى أنّنا “مقبلون على مرحلة خطيرة وكارثية إن إستمرينا في سياسة إشعال الفتنة من القلمون وستكون أزمة الـ100 عام ونحن بحاجة الى تسوية سياسية”.
صقر، وفي حديث عبر قناة “المستقبل”، قال: “منذ 3 أو 4 سنوات وقعنا في الفتنة السنية ـ الشيعية والدم لا زال يسيل والفتنة لا تزال واقعة ونحن في صلبها، ولم أكن أريد أن أكون جزءًا من الزيت الذي يصبّ على نارها. فأنا لا أحبذ صب النار على الزيت في الصراع السياسي الحاصل كما يفعل سواي”.
ولفت الى أنّه حين شارك “حزب الله” بالحرب السورية بدأت الفتنة وأزمة المنطقة المركزية، مشيرًا الى أنّ “الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لطالما أخبرنا أنّ “القاعدة” هي صناعة أميركية ـ بريطانية لكنه اليوم عاد ليقول إنّها صناعة سعودية”. وتابع: “حزب الله” يقول إنّ 14 آذار راهنت على انهيار النظام السوري وفشلت في ذلك، وهذا النظام يقوم يصدّر الإرهاب إلينا وإلى دول الجوار. إنّ استراتيجية “حزب الله” التي فشلت ودخوله الى سوريا زاد الارهاب بنسبة 5000% واستجلبه الى لبنان. ونحن مع كل خط معتدل في سوريا على عكس “حزب الله” الذي دخل إليها للقتال علنًا”.
صقر أوضح أنّ شركتي الخليوي السوريتين لا تزالان تعملان في المناطق التي تسيطر عليها “داعش” ولا تزال أعمال الصيانة جارية، سائلاً: “هل هذا معقول”؟ مؤكّدًا أنّ “حزب الله” قاتل فصيلاً للجيش الحر في درعا ولم يتعرّض بالسوء لأي من مناطق تواجد “داعش” في سوريا. وقال: “الجيش السوري و”حزب الله” يدعيان بأنّهما جاهزان للدفاع عن الأقليات في الشرق. فالنظام يعمل على تقوية “داعش” والقوى المتطرفة كي يضغط على المسيحيين في الشرق لكسب الرأي العام الغربي”.
وعن معركة القلمون، رأى صقر أنّه بعد أحداث أالقصير اشتدّ العصب الطائفي، وبالتالي فإنّ معركة القلمون اليوم ستكون مذهبية ومفصلية وهي قلب الفتنة، متمنّيًا عدم حصولها لأنّها ستكون صعبة وتهزّ المنطقة، لاسيما وأنّه تم استقدام تعزيزات كبيرة في مقابل رفض دول عربية كثيرة حصولها، وقال: إنّ السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام معركة القلمون. فهي قد تبدأ في القلمون ولكن ربّما تنتهي في مكة إذا ما شُنّت.
وأضاف: “إذا كان خطاب “حزب الله” الأخير تراجعيًا فنحن نحيّيه عليه”، سائلاً: “هل نبقى “ننطح الحيط” ونجرّ لبنان والمنطقة؟ أم نعود لطاولة الحوار لامتصاص الإحتقان”؟
صقر اعتبر أنّ حديث الساعة اليوم هو “ماذا بعد بشار الأسد”؟ ورأى أنّ هناك قناعة بأنّ حلقة نظامه الأمني بدأت تتهاوى، موضحًا أنّ لبنان يأتي ضمن صفقة وقد تمّ التخلي إيرانيًا عن العماد ميشال عون كمرشح للرئاسة. وقال إنّ الرئيس بشار الأسد بدأ بتصفية أوراقه الأمنية بدءاً بغازي كنعان وصولاً إلى رستم غزالة، مشيرًا الى أنّ هناك ضباطاً سوريين نظاميين قاموا بإتصالات مع الأتراك والسعوديين ومن بينهم علي مملوك وأُخرِج الكبار منهم من الأراضي السورية.
لبنانيًا، قال صقر: “حزب الله يحرق البلد وإذا ما استمرّ على هذه الحال سوف لن يبقى مسيحي في لبنان. إنّ لبنان لا يستطيع السير من دون مسيحييه”، لافتًا الى أنّ الإيرانيين تخلوا عن عون منذ 9 أشهر و”لا داعي له أن يوجع رأسه بموضوع رئاسة الجمهورية”. وعن تعيين شامل روكز قائدًا للجيش، أجاب: “روكز ضابط مغوار وبرأيي الخاص يعيبه أنّه محسوب حزبيًا على عون، والخطورة تكمن في أنّ الجيش اليوم بحالة أزمة مع الطائفة السنّية والإتيان بعوني لقيادته بهكذا جوّ محتقن ليس في مكانه”.
وعن ملف العسكريين المخطوفين، أوضح أنّ “المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والقطريين هم من يعملون بجدية على الملف وأنا لا أتدخل به”.
وردًا على سؤال، قال: “لستُ متواجدًا في تركيا ولا زلت أقوم بالتنسيق مع المعارضة السورية ومع قياداتها لأنّنا معنيون بأمن بلدنا وبلدهم”. وختم بأنّ “حزب الله” يعلم أن النظام السوري ساقط والإيراني وُضع على الطاولة، “فلمَ نلعب بدماء شباب الجنوب والهرمل”؟ متوجّهًا الى الشيعة بالقول: “إنّها معركة الأسد الفاسد الساقط وليست معركتكم، وأقول للسُّنة إنّها معركة “حزب الله” لإنعاش الأسد وخذوا العبرة من علي عبدالله صالح”.
ومن جهة أخرى، كان طلب في بداية الحديث الإعتذار من أهالي زحلة والبقاع الاوسط لأنّه لم يتمكّن من القيام بواجباته التي انتخب من أجلها، وأضاف: “أنا على تنسيق مع الكتلة التي تمثلني بكلّ الامور بما فيها معمل السموم”.