يكشف أحدث استطلاع أجرته تاورز واتسون عن الميزات الإضافية الصحية عن أن الشركات أصبحت تستثمر بدرجة أكبر في صحة أفرادها، خاصة بعد تطبيق العديد من دول مجلس التعاون الخليجي تشريعات جديدة وتعديلات قانونية تتعلق باشتراطات تغطية الرعاية الصحية للعاملين. ويتم تطبيق القوانين الجديدة حاليا أو من المقرر تطبيقها على مراحل على مدار السنوات القليلة القادمة، وستؤثر على الموظفين إلى حد بعيد.
وعلى الرغم من أن تنفيذ هذا التشريع الجديد سيزيد التكاليف على بعض الشركات، إلا أن الدراسة كشفت أن شريحة كبيرة من الشركات مازالت لم تستوعب تماماً تفاصيل متطلبات تطبيقه على عامليها، فقرابة نصف عدد المشاركين في الدراسة (49%) لا يعرفون تكلفة الرعاية الصحية، والنسبة التي تمثلها من إجمالي تكاليف العاملين.
ويقول ستيف كليمنتس، مدير المزايا الصحية والمزايا الإضافية للمجموعات في تاورز واتسون: «من المثير للقلق أن نعرف أن ما يربو على ثلث (37%) عدد الشركات في الإمارات ذكرت أنها لا تستوعب متطلبات التشريع الجديد، وتصل النسبة إلى 44% و52% في السعودية وقطر على التوالي.»
ويمثل ارتفاع أسعار التأمين الصحي مشكلة للشركات – حيث توقع نصف عدد المشاركين في الدراسة أن يصل التضخم في التكاليف الطبية إلى أكثر من 10% وتوقع 15% منهم ارتفاع الأسعار بنسبة تزيد عن 20% على مدار السنوات الثلاث المقبلة. وتتراوح توقعات متوسط التضخم ما بين 11% و12%. وهو رقم يمثل أكثر من ضعف معدل زيادة الرواتب، ما يجعل توفير مزايا التأمين الصحي في شكلها الحالي أمراً صعباً لبعض الشركات.
ويضيف كليمنتس: «أظهرت دراستنا أنه من أجل المحافظة على تكلفة مقبولة للميزات الإضافية الصحية، تتبنى العديد من الشركات استراتيجيات مختلفة تشمل الحد من مجال التغطية الصحية، أو تقاسم التكاليف مع الموظفين. لكنها تخاطر بذلك في تبديد قيمة تلك المزايا، ولهذا تتحول الشركات إلى حلول أكثر استدامة ومنها برامج المزايا المرنة للعاملين، أو الاستثمار في مبادرات الحفاظ على صحة العاملين.»
فمن خلال التركيز على الوقاية بدلاً من العلاج، تتمكن الشركات من تخفيض تكاليف الرعاية الصحية، وكذلك زيادة إنتاجية العاملين. فمن وجهة نظر العاملين، فإن وضع برامج لتوفير الرعاية الصحة أمر يعزز من إحساسهم بالمشاركة في شركاتهم. وكشفت الدراسة أيضاً، أنه بينما لا تمتلك غالبية الشركات (75%) استراتيجة واضحة ومستمرة لتعزيز مستوى الصحة والإنتاجية في محيط العمل، إلا أنها قدمت بعض برامج العناية الصحية المنفردة خلال العام 2014. وكشفت الدراسة أن نصف عدد الشركات المشاركة لا تمتلك حاليًا استراتيجية لتشجيع السلوكيات الصحية، إلا أن ثلاثة أرباعها ذكرت أنها تخطط لتطبيق إحداها خلال السنوات الثلاث القادمة. وهو الأمر الذي يظهر أن شركات المنطقة صارت تدرك قيمة اعتمادها على قوى عاملة صحية، وأنها فهمت دور استراتيجيات الصحة في صنع القيمة التي يمثلها أفرادها.
من جانب آخر، كشفت الدراسة كذلك عن أن التوتر هو العامل الأول في قائمة مخاطر أسلوب حياة العاملين في منطقة الشرق الأوسط. من المخاطر الأخرى المذكورة قلة النشاط البدني، والتدخين، والبدانة، وعادات الأكل غير الصحية.
ويعلق ستيف كليمنتس قائلاً: «المشكلات المتعلقة بتلك المخاطر معروفة، لكن التوتر من العوامل التي لا يتم تناولها بوضوح في المنطقة. وحتى الآن لا يذكر التوتر كمشكلة جدية تواجه العاملين. وربما يعود هذا جزئياً إلى تردد العاملين في التصريح بأنهم يشعرون بالضغط، وكذلك لأن التوتر نادراً ما يصنف في حد ذاته كسبب رئيسي للأمراض و المراجعات الطبية. على الرغم من أن بعض الأمراض السائدة، مثل أمراض القلب وحالات آلام العضلات والعظام، تكون أحياناً من نتائج ذلك التوتر». ومن العوامل المسببة في التوتر في مكان العمل عدم وجود توازن بين الوقت المخصص للعمل والحياة الشخصية، وخاصة بوجود التقنية التي تتيح استدعاء الموظف حتى بعد ساعات العمل الرسمية، وكذلك التوقعات الوظيفية المتضاربة، وسوء اختيار الموظفين.
ويضيف كليمنتس: «لابد أن تكون استراتيجية الرعاية الصحية و أولوية قصوى في أي شركة، وتؤكد دراستنا أن العديد من الشركات بدأت في تبني هذا النهج. حقيقة أن التوتر يمثل خطورة كبيرة على الصحة يعزز الحاجة إلى اتخاذ نهج شامل يتجاوز استهداف الحالات البدنية وصولاً إلى التعامل مع مشكلات الرفاه على نطاق أوسع. وهو ما يمثل فرصة تحقق استفادة للشركات والعاملين على حد سواء.»
يذكر أن تاورز واتسون أجرت استقصاءها عن حالة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط حتى نهاية العام 2014 بغرض الوصول إلى فهم أفضل لكيفية تأثير التغيرات الأخيرة في تشريع الرعاية الصحية على الشركات وتوجهات تقديم المزايا الصحية للعاملين في المنطقة. وسيتم نشر نتائج هذه الدراسة رسمياً خلال حدث إطلاق تاورز واتسن خدمة استشارية جديدة وهي الصحة العامة وميزات المجموعات، والذي ينعقد يوم الإثنين 11 مايو 2015، من الساعة 8:30 صباحاً إلى الساعة 2:00 من بعد الظهر في فندق جي دبليو ماريوت ماركيز في دبي.