قال خبيران إن المستهلكين الصينيين سيواصلون تسجيل زيادة في الثروة وتحسن مستوى الحياة، وإن المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي في البلاد مخاوف مفرطة.
وقال جيفري توسون الشريك الإداري لشركة (توسون كابيتال) الاستثمارية ، وجوناثان ويتزيل مدير فرع شركة (مكينسي) في شانغهاي في مقالة نشرت مؤخرا على الموقع الإلكتروني لـ (مكينسي) إن الكثيرين ممن يساورهم القلق إزاء إعادة التوازن الاقتصادي في الصين لا يركزون سوى على الحصة المنخفضة للاستهلاك الأسرى من إجمالي الناتج المحلي بدلا من النظر إلى الصورة الكبيرة للقصة الاستهلاكية في الصين.
وأشارا إلى أنه “بغض النظر عن نسبته المئوية النسبية من إجمالي الناتج المحلي، ينمو الاستهلاك في الصين بوتيرة أسرع منه في أي بلد آخر من حيث القيمة المطلقة”، مضيفين أن الاستهلاك في الصين نما من حوالى 650 مليار دولار أمريكي في عام 2000 ليصل إلى 1.4 تريليون دولار أمريكي تقريبا في عام 2010.
وذكرا أنه نظرا لحجم الاستهلاك في الصين، فإنه سوف “يخلق أكبر سوق استهلاكية في العالم” وسيكون “له تأثير هائل على إعادة التوازن” إذا ما عادت حصة الاستهلاك من إجمالي الناتج المحلي إلى الارتفاع إلى نسبة 43 في المائة التي كانت عليها في عام 1995 وذلك من 34 في المائة في عام 2013.
وبعبارة أخرى، فإن نسبة الاستهلاك المنخفضة لا تعنى ضعف الاستهلاك في الصين. بالعكس، لقد شهدت الصين نموا كبيرا في الاستهلاك في العقد المنصرم.
وعلى وجه الخصوص، فإن الإنفاق التقديري المرتفع الذي يشير إلى الأموال التي تنفق على المشتريات غير الأساسية جعل الخبيرين أكثر تفاؤلا إزاء إمكانات القوة الشرائية الهائلة للبلاد.
وقالا إن “المواطنين الصينيين يتحركون الآن نحو تجاوز مستوى مجرد الوفاء باحتياجاتهم الأساسية في الحياة، وبات إنفاقهم التقديري في صعود”، لافتين إلى أن الشعب الصيني “لديه على ما يبدو شهية لا نهاية لها لكل شيء بدءا من التسلية حتى التزلج والقهوة بالحليب”.
ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق التقديري 7 في المائة سنويا في الفترة ما بين عامى 2010 و2020، وهو أسرع من الإنفاق على الاحتياجات الفعلية المقدر أن تنمو بواقع حوالي 5 في المائة سنويا، حسبما قال الخبيران.
وأشارا إلى أن الشيء الأهم يكمن في أن الدخل الأسري في الصين ازداد على الأرجح الآن إلى أكثر من 5 تريليونات دولار أمريكي سنويا، وهو أعلى بكثير من الدخل الأسرى لاقتصادات نامية أخرى مثل البرازيل وروسيا والهند.
وأضافا إن الدخل الأسري يعد معيارا أكثر أهمية لقياس الأداء الاقتصادي المستقبلي لأي دولة، إذ “أنكم لن تستطيعون تسجيل استهلاك بدون دخل”.
ومع تباطؤ نمو إجمالي الناتج المحلي في الوقت الذي يحافظ فيه الدخل الأسري والاستهلاك على قوتهما، لا شك في أن حصة الاستهلاك من إجمالي الناتج المحلي في الصين سترتفع مستقبلا.
وفي الختام أكدا أن “الصين لديها قصة استهلاكية رائعة”، “قد تكون متقلبة، ولا يمكن التنبؤ بها إلى حد ما. غير أنكم لن تجدوا قصة استهلاك جيدة كهذا في مكان آخر”.