كتب طوني أبي نجم
اتهم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته مساء الثلثاء 5 أيار 2015 الولايات المتحدة بأنها تسعى الى تقسيم المنطقة على أساس مذهبي بدءًا من العراق وصولا الى سوريا ولبنان واليمن وربما الداخل السعودي.
نظرياً أن يكون لأكبر دولة في العالم من حيث القوة أطماع في منطقتنا، فهذا ليس بأمر مستغرب، وخصوصاً حين يكون لدولة إقليمية مثل إيران أطماع واحلام بالسيطرة على 4 عواصم عربية وبأن تصل حدودها الى ضفاف المتوسط وبأن تقيم “الهلال الشيعي” الشهير.
المستغرب هو أن يقوم من يُفترض أنهم لبنانيون، بالقتال من أجل تحقيق المشاريع الإيرانية لمحاولة الهيمنة على المنطقة العربية وصولا ربما الى توفير الأرضية الخصبة للتقسيم!
هكذا بدا نصرالله في إطلالته الأخيرة يعلن أنه مصرّ على تنفيذ الأجندة الإيرانية في مواجهة المملكة العربية السعودية والدول العربية مجتمعة، وهذا مفهوم بمنطق تبعية نصرالله وحزبه لمشروع ولاية الفقيه. ما ليس مفهوماً على الإطلاق أن يكون نصرالله ينفّذ المشروع الفارسي المذهبي في المنطقة ويتهم في الوقت نفسه الولايات المتحدة بأنها تسعى الى تقسيم المنطقة مذهبياً!
حسن نصرالله يذهب ليقاتل عسكرياً وسياسياً وإعلامياً مع كل شيعي في المنطقة العربية ضد الأنظمة ذات الغالبية السنية ومن ثمّ يتّهم الآخرين بالسعي الى تقسيم المنطقة مذهبياً؟
حسن نصرالله يفخر بانتمائه الى مشروع ولاية الفقيه ويهاجم المملكة العربية السعودية في كل خطاباته بأسوأ التعابير ويتهم حكامها بأخطر الاتهامات، ويمارس أسوأ أنواع التحريض المذهبي.
حسن نصرالله يحرّض بكل الوسائل ضد دولة البحرين، ويتدخل تسليحاً وتدريباً وقتالاً وإطلالات إعلامية في اليمن الذي يبعد 2300 كيلومتر عن لبنان.
حسن نصرالله يشارك في القتال ضد الشعب السوري وفي كل المدن السورية لمنع سقوط الطاغية بشار الأسد الذي يبيد شعبه بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة وطائرات الميغ والسوخوي.
حسن نصرالله حليف نوري المالكي ونظامه في العراق حيث مورست أسوأ الممارسات المذهبية بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” قادته الأمنيون متهمون باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والذي اجتاح بيروت في 7 أيار 2008 ويهيمن على القرار اللبناني بعد أن أطاح بحكومة الرئيس سعد الحريري.
حسن نصرالله هذا لا يحق له على الإطلاق اتهام الآخرين بالمذهبية، لا بل إنه بالإمعان في ممارساته المذهبية يجرّ لبنان ويشارك في جرّ المنطقة كلها الى أتون حرب وفرز مذهبيين. المفارقة المذهلة هي أنه قبل نجاح الثورة الخمينية في إيران لم تكن منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تعرف أي مظهر من مظاهر التطرّف الإسلامي، لا بل إن حركات التحرر العربي العلمانية في جوهرها كانت هي الرائدة في المنطقة. فهل نشرح أكثر؟!