بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ الخميس جولة إلى آسيا الوسطى تشمل قازاقستان وروسيا وبيلاروسيا. ومن المقرر أن يصل شي إلى ألما أتا عاصمة قازاقستان كمحطة أولى. وفيما يلي بعض المعلومات بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وقازاقستان:
شهدت العلاقة الثنائية، التي تم إقامة علاقة دبلوماسية بينهما في عام 1992، تقدما مطردا في المجالات المختلفة، وخاصة في التجارة والاستثمارات. وسارعت قازاقستان بخطط تحديث هيكلها الاقتصادي في السنوات الأخيرة بينما طرحت الصين مبادرتى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 ، أو ما يعرف اختصارا بمبادرة “الحزام والطريق”، ما يوفر فرصة جيدة لتعميق التعاون متبادل المنفعة في مجالي الاقتصاد والتجارة.
ويمضى البلدان الآن قدما في طريق تحقيق هدف الوصول بحجم التبادل التجاري الثنائي إلى 40 مليار دولار سنويا .
وتعد قازاقستان جارة جيدة وشريكا استراتيجيا شاملا للصين. كما تعد من بين أهم الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”. وقد توسع التعاون التجاري الثنائي من منتجات الصناعة الخفيفة التقليدية إلى المعدات التقنية في الحفر والتعدين.
وفي عام 2013، وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 28.6 مليار دولار، ما جعل الصين أكبر شريك تجاري لقازاقستان.
بالإضافة إلى ذلك، قطعت الحكومتان شوطا في التجارب الابتكارية في التعاون التجاري والاقتصادي. ودخل مركز التعاون الحدودي العالمي بخورجاس، والذي بنته الدولتان معا، حيز التشغيل عام 2012. وتسعى بعض المقاطعات الصينية الى فتح الخطوط الأوراسية لنقل المنتجات عبر أراضي قازاقستان. وبذلت مقاطعة شانشي بغرب الصين ومنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم جهودا قصوى من أجل إقامة منطقة للتجارة الحرة مع قازاقستان.
وقد حققت منطقة شينجيانغ الصينية ترابطا شاملا مع قازاقستان عبر السكك الحديدية والطرق البرية والخطوط الجوية وأنابيب الغاز وشبكة الاتصالات. ومن بين 15 معابر برية دولية في شينجيانغ، يقع 7 منها عند خط الحدود الصيني – القازاقي.
وفي الفترة بين 2012 و2015، ازداد عدد الحاويات من الصين إلى قازاقستان بـ15 ضعفا. وتم استكمال المرحلة الأولى من بناء قاعدة التعاون اللوجيستى بين البلدين بميناء ليايونقانغ شرقي الصين في مايو 2014، ما شكل نموذجا يحتذى به للتعاون في النقل البري والبحري في القارة الأوراسية. ومن خلالها فتحت قازاقستان، لأول مرة في تاريخها، منفذا يؤدى مباشرة إلى المحيط الهادي.
ومن المقرر أن يتم تشييد ممر “غرب الصين – أوروبا الغربية” للنقل والذي يمر بالصين وقازاقستان وروسيا في عام 2017، مما سيقصر المسافة بين دول أوراسيا بشكل واضح.
وتتمتع قازاقستان ببنية أساسية جيدة واستقرار سياسي ونمو اقتصادي سريع وموارد طبيعية وافرة، ولكنها تواجه تحديات تتمثل في تنويع هياكلها الصناعية وضعف الصناعات الخفيفة والكهروميكانيكية ومنتجات السلع الاستهلاكية.
ومن أجل تنويع هياكلها الاقتصادية، عملت قازاقستان على جذب الاستثمارات الأجنبية في السنوات الأخيرة. وقد بلغ إجمالي حجم الاستثمارات الصينية في قازاقستان 26 مليار دولار لتصبح الصين ثالث أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية في قازاقستان.
وهناك أكثر من 700 شركة صينية وصينية – قازاقية مشتركة تعمل في قازاقستان، من بينها شركة النفط الوطنية (بتروتشاينا) وسينوبيك، وبنك الصين وشركة الاتصالات هواوي وتشونغشينغ، ما يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل للمواطنين المحليين.
ووقع رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ خلال زيارته إلى قازاقستان نهاية عام 2014 على أكثر من 30 اتفاقا تعاونيا بقيمة تجاوزت 14 مليار دولار، في إطار التوافق الاستراتيجي بين الجانبين لتفعيل مبادرة “الحزام والطريق”. ووفقا للاتفاقيات المبرمة، ستساعد الصين قازاقستان على إنشاء 15 إلى 20 شركة تجهيز. وخلال زيارة رئيس الوزراء القازاقي كريم ماسيموف في أبريل، وقع الجانبان على أكثر من 30 عقدا بقيمة 20 مليار دولار في مجالات عديدة من بينها التعدين وتكرير النفط والطاقة الكهرومائية والسيارات.