أعلن مدير المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء انه يتعين على الصين التخلي عن سياسة صرف مبالغ باهظة للمزارعين مقابل توريد محاصيل الحبوب، إن كانت البلاد جادة في ترسيخ دعائم القطاع الزراعي.
وتشتري الصين – أكبر دولة في العالم في إنتاج القمح والأرز وثاني أكبر دولة منتجة للذرة- المحاصيل من منتجي الحبوب في البلاد بأسعار تتجاوز كثيرا أسعار السوق العالمية من أجل تخزين احتياطي استراتيجي من الحبوب.
وأدت هذه السياسة – الرامية الى دعم المزارعين وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاساسية- الى ان تتجشم الدولة عبئا ماليا ضخما، فيما تكتظ المخازن بالفائض من الحبوب.
وقال فان شينجين، المدير العام للمعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء في مقابلة «الصين في موقف لا تحسد عليه الآن. فمن جهة فانها تشتري الحاصلات الزراعية من المزارعين بأسعار مرتفعة للغاية، لكنها لا تستطيع في الوقت نفسه بيعها للسوق بنفس هذه الأسعار المرتفعة، لذا فان جميع المشتريات تذهب الى المخازن وهو أمر مكلف للغاية».
وتخلت الصين في الآونة الاخيرة عن نظام تخزين القطن وفول الصويا، واستبدلت ذلك بدفع دعم مباشر للمزارعين حسب حجم إنتاجهم. وقال فان -الذي يتعاون معهده مع مستشاري الحكومة الصينية- ان هذا النظام الجديد يمثل «خطأ» أيضا. وأضاف «تنتهج عدة دول النهج نفسه لكنها لن تكون قادرة على الصمود على المدى الطويل».
ومضى يقول إنه يجب على الصين ان تتحول تدريجيا عن منظومة الدعم الى دعم الدخول ومساعدة المزارعين على توسيع نطاق انشطتهم. وأضاف إن ثمة اعترافا متزايدا على المستويات العليا بان السياسة الزراعية في الصين في حاجة الى التغيير مع التأكيد من جديد على تحقيق الأمن الغذائي في المحاصيل الاساسية بدلا من التركيز الجامد على الاكتفاء الذاتي في جميع المحاصيل.
وقال ان تغيير نهج التفكير سيدخل في نطاق الخطة الخمسية الجديدة في الصين 2016-2020 التي يجري الاعداد لها الآن. وحذر من ان محاولات جعل الزراعة في الصين تلتزم بمعايير الاستدامة البيئية ربما يعطلها انعدام التنسيق بين وزارات الحكومة.
وقالت وزارة الزراعة في الصين في الآونة الاخيرة إن التلوث في قطاع الزراعة آخذ في التزايد على الرغم من اتخاذ اجراءات للحد من الافراط في استخدام مبيدات الآفات والمخصبات. وحثت الوزارة المزارعين على اللجوء إلى البدائل العضوية لمعالجة التلوث الشديد في المياه والتربة.
وأدى الإفراط في استخدام المخصبات الكيميائية ومبيدات الآفات الى تلويث مصادر المياه والتربة بالمعادن الثقيلة مع وجود مقادير كبيرة من بقايا المبيدات في الغذاء مما يهدد الصحة العامة والإنتاجية الزراعية على حد سواء.