IMLebanon

لماذا لا يقاتل “حزب الله” عناصر “داعش”؟!

hezbollahh-syria

بات واضحاً أن النظام السوري و”حزب الله” يحاولان كسب ورقة القلمون لاستخدامها على طاولة الحوار.

وهناك من يراهن من اللبنانيين على فوز أحد الطرفين، ويتابع المعركة وكأنها مباراة كرة قدم، وهناك من يتمترس خلف الشاشات لمعرفة تأثير هذه المعركة على لبنان وامكان تمددها نحو الداخل.

وفي نظرة عسكرية إلى مسار المعركة، يؤكّد العميد المتقاعد أمين حطيط أن “المعركة الشاملة لكل المنطقة لم تبدأ بعد، وما يجري هو معركة مواقع ضمن استراتيجية القضم المتدرج.

وفي المقابل يرى العميد المتقاعد نزار عبد القادر أن “المعركة بدأت ونشهد بداياتها”، ومن المبكر في رأيه معرفة استعدادات “حزب الله” لخوضها إلى النهاية. ويقول لصحيفة “النهار”: “لا تزال المعركة محدودة ضمن جرود بريتال – عسال الورد، ولم تتمدد في اتجاه الشمال، لأن تقدم “حزب الله” لم يبلغ بعد الطريق التي تصل يبرود برنكوس وصولا إلى الزبداني”، مشدداً على أن “استكمال المعركة في منطقة طولها نحو 100 كلم وعرضها بين 12 و20 كلم، لا بد من أن يستند الى محور طرقي، وهذا هو المحور الوحيد الموجود على السفوح الشرقية لسلسلة الجبال (يبرود – رنكوس – الزبداني)”.

ويروي حطيط تفاصيل تقدم “حزب الله” ، قائلاً: “كانت عملية عسكرية خاطفة ومتقنة، نُفذت خلال 6 ساعات، وأدت إلى انهيار 8 مواقع للمسلحين، وقتل نحو 65 مسلحاً، وهرب نحو 100 إلى مواقع بديلة خارج منطقة المعركة ومنهم من فر كلياً، تاركين آلياتهم. وكان هناك منطقة فاصلة بين جرود بريتال، مكان وجود حزب الله وجرود عسال الورد مكان الجيش العربي السوري، فيها ارهابيون، ولديهم مواقع ثابتة وحصينة، والعملية التي نفذت أدت إلى اسقاط هذه المنطقة.

ويرى أنه بهذه العملية “يصبح خط المواجهة، بدلاً من شكل V بطول نحو 20 كلم، من الجنوب في اتجاه الشمال نحو جرود عرسال، وهو مستقيم، فتكون العملية قد قلصت خط المواجهة وعدد مراكز المسلحين، وانحصر الأخيرون في مسافة تراوح بين 4 و8 كلم وتراجعوا إلى الوراء”.

وتعترف مصادر سورية معارضة بـ”الانسحاب من جرد عسال الورد والتمركز في جرد الجبة”، إلا أنها تنفي وقوع هذا العدد من القتلى في صفوفها، وتقول لـ”النهار”: “جيش الفتح يسير على قاعدة التكتم والسرية في المعلومات إلى حين الموعد المناسب للكشف عنها، وأخيراً أعلن هذا الجيش أنه بعد تسلل حزب الله من جهة لبنان قام المجاهدون بالانسحاب تكتيكيا من جرد عسال الورد لصد تسلل العدو واستنزافه من جديد”. وكشفت على “تويتر” أن “حصيلة المعركة حتى الآن مقتل أكثر من 60 عنصرا من حزب الله وجرح العشرات واستشهاد 3 أخوة وجرح 2 وخسائر مادية بسيطة، محذرة من أن “حزب الله يستخدم الأراضي اللبنانية ليتسلل من خلف المجاهدين، ونحذر اللبنانيين من أن الحزب يريد جرهم إلى حرب ليست حربهم وإنما خططت لها إيران”.

إذا كان الهدف هو الحسم، فهل سينجح “حزب الله” في هذه المهمة والقضاء على نحو 4000 مقاتل في الجرود؟ يجيب عبد القادر: “أعتقد أن طموحات حزب الله كبيرة بناء على خطاب نصر الله الاخير، وأرى أن الحزب لا يمتلك العدد الكافي من المقاتلين لتغطية منطقة واسعة، لأنه لا يكفي أن يحتل قمة ذات قيمة استراتيجية، بل يجب ابقاء بعض القوى على المراكز التي تم احتلالها لمنع المسلحين من الالتفاف في الوادي واستعادته، لذا فإن المعركة ستكون مبنية على الكر والفر، ويمكن أن تستمر لاشهر طويلة وتتحول إلى حرب استنزاف بالنسبة إلى الطرفين”.

أما بالنسبة إلى حطيط فيلفت إلى أن “حسم المعركة لا يعني القضاء على كل من وجد فيها، لأن هناك تجارب منها في يبرود وقارة حسمت المعركة فيهما خلال أيام، ولم يؤد ذلك إلى القضاء على الجميع، بل قتل من صمد في المعركة وهم قلة، فيما الحجم الاكبر من المسلحين انسحبوا”.

حتى اليوم لم يطل “داعش” في المعركة إلا بدور واحد، لا يزال مستغرباً، إذ تؤكد مصادر سورية معارضة أن “خلافاً وقع منذ يومين بين “داعش” و”النصرة” بعد هجوم الاول على حاجز لـ”النصرة”، وتدخل مشايخ القلمون لفض الاشتباك، وعاد “داعش” واعتقل 3 عناصر من “النصرة” ليعود ويحررهم تحت الضغط”، فلماذا لم يقاتل بعد “حزب الله” عناصر “داعش”؟ يجيب حطيط: “حزب الله يواجه كل ارهابي يعمل في منطقته بصرف النظر عن التسميات”، أما عبد القادر فيقول: “السبب أن الحزب يقاتل المكون الجديد “جيش الفتح” الذي لا يضم “داعش”، كما أن الاخير لديه نحو 1100 مقاتل في القلمون الشمالي”.