يواصل النظام الإيراني استفزازه للسعودية بعد الصدمة الكبيرة المتمثلة في “عاصفة الحزم”، فبعد أن ردّد النظام الحاكم في إيران لأكثر من ثلاثة عقود شعار “طريق القدس يمر من كربلاء” يبدو أنّه استبدله مؤخراً بشعار مماثل في المقصد ولكن مختلف في المحطات، وهو “طريق القدس يمر من مكة والمدينة”، حسب ما صرّح به علي رضا بناهيان، رجل الدين والقائد في مقر”عمار الاستراتيجي” التابع للحرس الثوري الإيراني.
وتأتي هذه التصريحات غير المسؤولة لتؤكد أنّ مشاريع النظام الإيراني ترنو إلى توسيع رقعة نفوذ الإمبراطورية الفارسية ـ التي يتحدثون عن إحيائها ـ واليوم قد اكتملت في العراق بالاستحواذ على كربلاء وسائر المدن العراقية، ولم يعد شعار “طريق القدس يمر من كربلاء” ساري المفعول، وحان الوقت لشعار آخر، وهو احتلال مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل وصولهم المزعوم إلى القدس لو سنحت لهم الفرصة.
ووفقاً لموقع “رجا نيوز” المقرّب من الحرس الثوري، فقد أكد بناهيان خلال كلمة له بمناسبة تجمع احتجاجي لدعم الحوثيين في طهران، عصر أمس الجمعة، أنّه “إذا كان الإمام الخميني يقول إنّ طريق القدس يمر من كربلا، فإنّ كربلاء قد تحررت اليوم، وإنّنا نحتاج إلى جناح آخر وهو تحرير مكة والمدينة من السعوديين”.
وحرّض بناهيان في كلمته الحوثيين على أن يقوموا بـ”تدمير السعودية وعدم الاستكانة حتى فتح مكة والمدينة”، مطالباً إياهم باستمرار استهداف المدن السعودية، بحسب نص تصريحاته.
ومع استمرار الأزمة اليمنية وعجز طهران عن مد حلفائها الحوثيين بالدعم، بدأت تصريحات المسؤولين الإيرانيين تأخذ طابعاً تصعيدياً يكشف عن مخطّطهم التوسعي في المنطقة، حيث اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في تصريحات له، أول أمس الخميس، أنّ تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة.