Site icon IMLebanon

نهاية وشيكة لعصر تداول السندات عبر الهاتف

FinancialMarketsStock
روبن ويجلزويرث
عندما يرغب متداولو السندات بتناول وجبة الغداء، بإمكانهم طلب وجبات عن طريق مجموعة كاملة من تطبيقات الهواتف الذكية والحصول على وجبة بوريتو أو باد تايلاندية تصلهم على الفور إلى المكتب. عندما يرغبون في شراء سندات الشركات، عادة لا تزال مكالمة الهاتف الأرضي القديمة مطلوبة. لكن هذا قد يتغير قريبا.

التراجع في أحجام التداول في السندات الصادرة – الذي كان حادا جدا لدرجة أن المنظمين، ومحافظي المصارف المركزية وصندوق النقد الدولي بدأوا يشعرون بالقلق – أثار انفجارا ضخما في النظام البيئي الإلكتروني لتداول السندات.

نحو عشر شركات ناشئة انتشرت خلال الأعوام القليلة الماضية، تركز في المقام الأول على تحديث وتحسين نظام تداول سندات الشركات القديم والضعيف، حيث أزمة السيولة أعمق ما يكون. مع ذلك السؤال هو ما إذا كان بإمكان التكنولوجيا تسهيل بيع مستثمري السندات كميات كبيرة منها من دون إحداث اضطراب كبير في السوق.

فمنذ بداية عام 2015 حتى الآن، يتم يوميا تداول نحو 24 مليار دولار من سندات الشركات، وهذا أعلى مستوى على الإطلاق وفقا لبيانات وكالة سيفما. لكن بالنسبة إلى حجم السوق المُتضخمة – التي زادت بواقع الضعف تقريبا منذ عام 2008 لتصل إلى نحو ثمانية تريليونات دولار – فإن القدرة على التداول الحر أصيبت بالتراجع. ويقول بعض المتداولين، إن كميات أكبر من سندات الشركات بقيمة خمسة ملايين دولار أو أكثر من الصعب تحويلها بشكل خاص، لأن المصارف غير مستعدة لأداء دور صنّاع السوق بسبب الضعوط المالية والتنظيمية.

لقد تم إطلاق شركتين ناشئتين الأسبوع الماضي في محاولة لإصلاح هذه المشكلة، مع قيام كل من شركة تروميد وشركة إليكترونيفي بتقديم مناهج وحلول مختلفة للغاية لمشكلة تداول سندات الشركات.

ويمكن القول، إن شركة تروميد هي واحدة من الشركات الداخلة الجديدة الأكثر بروزا إلى صناعة التداول الإلكتروني، وذلك بفضل مجموعة تعيينات لمسؤولين كبار لافتة للنظر من مكاتب تداول السندات في وول ستريت.

يقول مايكل سوبل، الذي أخذته شركة تروميد من مكتب تداول السندات الخطرة في باركليز العام الماضي، “هناك قبول شبه عالمي بأن طريقة عمل الأشياء في أسواق السندات ضعيفة. فأنت لم تعّد تشتري تذاكر لحدث رياضي عن طريق الاتصال الهاتفي، لكن سندات الشركات لا تزال تشترى بهذه الطريقة. إذا كانت السوق لا تزال تعمل بكفاءة، فإن هذا النظام القديم سيدوم، لكن بالنسبة لمعظم المشاركين هذا لم يعُد ناجحا”. حل شركة تروميد لأزمة السيولة هو سلسلة من جلسات تداول السندات على منصتها، أو “الأسراب”، كما تدعوها الشركة.

وكل سرب يشمل في النهاية 51 من السندات في مزيج من الدرجة الاستثمارية، والسندات الخطرة والمتعثرة. وثُلث الأسراب سيكون حسب القطاع، مثلا، سندات قطاع الاتصالات في الساعة الثانية بعد الظهر من أيام الخميس؛ وثلثها سيكون حسب الموضوع، مع اختيار تجّار شركة تروميد للأوراق المالية؛ والثلث الآخر سيكون مُخصصا للسندات التي يختارها العملاء.

يقول سوبل، “هناك كثير من السفن التي تبحر بجانب بعضها بعضا في الليل، وأسراب شركة تروميد تستطيع مساعدتها في العثور على بعضها بعضا. تعمل جلساتنا على توجيه الانتباه والسيولة لدى الأشخاص، وتركيز ذلك في وقت معين”.

كذلك تركز شركة إليكترونيفي على تحسين السيولة من أجل صفقات سندات الشركات الأكبر. لكنها تتخذ مسارا مختلفا. لقد قامت شركة إليكترونيفي، التي أسسها عمار كوشيناد، المتداول السابق في جولدمان ساكس ومستشار لجنة الأوراق المالية والبورصات، بإغراء المصارف الكبيرة بتوفير أسعار ثابتة مستمرة فيما يتعلق بنحو 1300 من السندات من خلال اتفاق مشاركة الإيرادات، لكنها توفر عدم الكشف عن الهوية الذي يسعى إليها كثير من مديري الأصول الكبيرة.

يقول كوشيناد، “نحن نعتقد أن المتداولين جزء لا يتجزأ من السوق وأردنا منهم تقديم خبرتهم فيما يتعلق بالتسعير من دون الاضطرار للالتزام برأس مال من أجل سيولة بحجم كبير”.

وكثير من المتداولين في المصارف يشككون في المنصات الجديدة. فهم يجادلون بأن القضايا الأساسية التي تمتص الحياة من أسواق سندات الشركات كبيرة جدا ومعقدة جدا على نحو لا يمكن معه تحسينها بشكل هادف من خلال إجراء تحسينات على البنية التحية الإلكترونية في السوق.

علاوة على ذلك، يتعيّن على كل من شركة تروميد وشركة إلكترونيفي التعامل مع مجموعة من المنافسين الجُدد ومجموعة صغيرة من الشركات الكبيرة القائمة. ماركيت أكسيس وتريدويب وبلومبيرج، جميعها تسيطر على سوق السندات الحكومية، وقامت بإنشاء منصات، وشبكات كبيرة من العملاء وموارد كبيرة لحل مشكلة سندات الشركات. وبعض المتداولين في المصارف متشككون بشكل خاص بشأن شركة تروميد، نظرا للنفقات المحتملة من تعييناتها رفيعة المستوى. ويقول متداول سندات آخر في أحد المصارف، “إذا لم تنطلق شركة تروميد بسرعة فقد تواجه مشكلات بسبب التكاليف. شركة إلكترونيفي أقل بروزا، لكن هذا يمكن أن يكون حالة من الفوز بالسباق بشكل بطيء وثابت”.

كل من شركة تروميد وشركة إلكترونيفي رفضتا إعطاء الأرقام الأولية عن مجموعتهما الصغيرة الأولى لجلسات التداول، لكنهما تقولان، إن البوادر تبدو مشجعة. يقول رافي سنج، رئيس شركة تروميد، “نحن سعداء جدا للطريقة التي مضت بها الأيام القليلة الأولى”، في حين أن كوشيناد يقول، “لقد كان لدينا حجم مُشجّع من النشاط من المتداولين والمشتركين”.

جيم سويتزر، رئيس تداول السندات في شركة أليانس بيرنشتاين، يقول إن مدير الأصول يختبر كل منصة من المنصتين الجديدتين منذ إطلاقهما في الأسبوع الماضي، وحتى الآن يبدو أن تروميد متقدمة نوعا ما عن منافستها. ويضيف، “لكنه طريق طويل. أعتقد أن كلا من الشركتين أمامهما فرصة لا بأس بها”.