قالت شركة فوسفات قفصة الحكومية، المصدر الرئيسي للفوسفات في تونس، أمس الجمعة انها علقت الإنتاج وكل أنشطتها، بعد اعتصامات لعاطلين عن العمل مستمرة منذ أسابيع في خطوة قد تزيد مصاعب الاقتصاد التونسي العليل.
وكانت تونس من بين كبار مصدري الفوسفات في العالم، لكنها خسرت موقعها لصالح منافسين مثل المغرب بسبب الإضرابات والاعتصامات المتكررة منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.
وقال علي الهوشاتي، المسؤول في الشركة، ان عشرات العاطلين ممن يريدون فرص عمل يعطلون الإنتاج ونقل الفوسفات عبر القطارات. وأضاف أن الاعتصامات أدت إلى وقف كامل للإنتاج وتعليق كل المعاملات المالية لشركة فوسفات قفصة التي يبلغ عدد عامليها نحو 15 ألف عامل.
والفوسفات من أهم القطاعات التي تساهم في جلب العملة الأجنبية لتونس بجانب السياحة.
وارتفعت معدلات البطالة في تونس إلى 15 في المئة حاليا من حدود 11 في المئة في 2010. وكان التهميش ونقص التنمية والبطالة من الدوافع الأساسية للانتفاضة التي أنهت 23 عاما من حكم بن علي.
وقال الهوشاتي لرويترز «نحن على أبواب كارثة حقيقية إذا لم تتدخل الحكومة وتجد حلا للمشكلة لأن آلاف العائلات أصبحت تواجه مصيرا مجهولا.»
وفي 2010 بلغ إنتاج تونس من الفوسفات 8.26 مليون طن، بينما لم يبلغ إنتاجها منذ 2011 إلى الآن سوى 11.2 مليون طن في أربع سنوات ونصف.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من 2015 بلغ إنتاج الفوسفات 650 ألف طن مقارنة مع 1.3 مليون طن في نفس الفترة من العام الماضي.
وقال وزير الصناعة التونسي زكريا بن أحمد «الأمر المقلق أن تونس بصدد خسارة عدة أسواق» مضيفا أن خسائر قطاع الفوسفات بلغت أربعة مليارات دينار منذ الانتفاضة.
وتخطط الحكومة للوصول بمعدل النمو إلى ثلاثة في المئة، والعجز في الموازانة إلى خمسة في المئة في 2015 من 2.3 في المئة و5.8 في المئة على الترتيب في 2014، لكن تراجع إنتاج الفوسفات وتأثر قطاع السياحة بهجوم مسلحين إسلاميين في مارس آذار الماضي قد يقلص هذه التوقعات.
(الدولار يساوي 1.916 دينار تونسي).