يزور الرئيس سعد الحريري موسكو غدا الثلاثاء، للقاء كبار المسؤولين الروس. زيارة الحريري تأتي بعد سلسلة لقاءات مع مسؤولين كبار في عواصم فاعلة في قضايا الشرق الأوسط. وسيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وعدداً من المسؤولين الكبار في إدارات الدولة، وسيطلب دعم الدولة في مواجهة الارهاب عبر مساعدات للجيش اللبناني من جهة، وتسهيل مهمة انتخاب رئيس للجمهورية انطلاقا من علاقات روسيا مع ايران وتالياً مع مكونات فريق الثامن من آذار.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بصفته رئيس أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب اللبناني، وكشخصية عربية فاعلة، تسعى إلى تفعيل الاهتمام الدولي بالوضع اللبناني، ولاستطلاع آخر المواقف بالنسبة للسياسات الدولية، حيال المنطقة واتجاه الأوضاع فيها.
صحيفة “الجمهورية” لفتت الى أنّ الرئيس سعد الحريري الذي تبدأ محادثاته الرسمية في موسكو الاربعاء وتستمر حتى الخميس، سيلتقي عدداً من المسؤولين الروس، وفي مقدّمهم بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومجلس الدوما الروسي.
واوضحت مصادر مطّلعة ان لقاءات الحريري ستتحدث عن نفسها، خصوصاً لقاؤه مع بوتين الذي سيتناول مجمَل التطورات في المنطقة، من سوريا إلى اليمن، وملفّات لبنان الداخلية وسُبل حمايته ودعم القدرات العسكرية والأمنية للجيش والقوى الأمنية، كذلك سيتناول هذا اللقاء حصيلة زياراته الأخيرة لواشنطن وأنقرة والدوحة ولقاءاته في الرياض مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقادة مجلس التعاون الخليجي.
صحيفة “اللواء” اعتبرت أن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى موسكو تأتي استكمالاً لزياراته العربية والدولية، لا سيما إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتهدف إلى “إعادة لبنان إلى الخارطة الدولية”، فضلاً عن طلب دعم الدولة اللبنانية في مواجهة الإرهاب، والإسراع بتقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.
وتوقع مصدر مقرّب لصحيفة “اللواء” أن يثير الحريري في الزيارة التي يرافقه فيها النائب السابق غطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري، الوضع في لبنان في ضوء استمرار الشغور الرئاسي، وما يمكن أن تقدّمه روسيا، بسبب علاقاتها مع إيران لجهة تسهيل إنتخاب الرئيس.
وفي معلومات لـ”الأنباء” أن بعض الهيئات الاقتصادية في لبنان تراهن على أن يحمل الحريري من موسكو حلا لمشكلة المبادلات التجارية بين البلدين، والمعلقة بأنشطة الاعتمادات المالية، فرجال الأعمال الروس مستعدون لدفع أي سعر للمنتجات اللبنانية وأغلبها زراعي، بالروبل الروسي، فيما يتمسك المصدرون اللبنانيون بالدولار أو العملات الاخرى الممنوع تداولها مع موسكو، بسبب العقوبات الغربية على خلفية أحداث أوكرانيا.
من جهتها، اشارت اوساط سياسية لصحيفة “الراي” الكويتية الى ان الرئيس الحريري يحمل هاجساً رئيسياً الى موسكو يتصل بالرغبة في إعادة لبنان الى الخريطة الدولية والسعي الى ايضاح ان استراتيجية “لا نريد ان نسمع بلبنان حالياً” التي ينتهجها المجتمع الدولي حيال لبنان باتت مكلفة على البلاد التي تعاني استنزافاً أمنياً وسياسياً، وايضاً الحرص على الا يكون لبنان مجرّد ساحة يتمّ “تسييل” اي حلول بأيٍّ من ملفات المنطقة على حسابه، بمعنى الا يتمّ التعاطي معه كـ”جائزة ترضية”.
واعتبرت الأوساط ان موسكو تتعاطى مع ملفات المنطقة على انها متشابكة، فان زعيم تيار “المستقبل” سيحمل تأكيداً على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، علماً ان موقف روسيا من ملف الانتخابات الرئاسية هو داعم في المبدأ لوضع حد سريع لهذا الفراغ في المنصب المسيحي الوحيد في الشرق ولكن على قاعدة ثابتة هي عدم التدخل في الشأن اللبناني وتركه لتوافق اللبنانيين.