فقد “حزب الله” خلال الأيام السبعة الماضية التي انخرط فيها في “حرب القلمون الجديدة” ما بين 16 و22 قتيلاً إضافة إلى 28 جريحاً في الاشتباكات بين ميليشياته وبين مقاتلين من “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” وفصائل إسلامية مقاتلة في الجرود المشرفة على عسال الورد السورية في مرتفعات رأس بعلبك وبريتال اللبنانيتين.
وأكدت مصادر سياسية في “حركة أمل” في باريس، أن العدد الأكبر من قتلى ميليشيات “حزب الله” سقط في كمين نصبته “جبهة النصرة” في جرود رأس بعلبك، فيما ثلث هؤلاء القتلى لقوا حتفهم في قذيفة هاون أطلقها “الجيش الحر” على موقعهم في اليوم الثالث لبدء العمليات، من بينهم قيادي عسكري بارز في الحزب الموالي لإيران.
وكشفت المصادر لـصحيفة ”السياسة” الكويتية عن أن مدفعية الجيش اللبناني لم تطلق طلقة واحدة داخل الأراضي السورية على قوات المعارضة منذ بدء هذه الجولة الجديدة التي أطلق على بدايتها حسن نصر الله “جولة الكر والفر” ولم يدفع بكل قواه فيها حتى الآن، بانتظار موقف قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ومعرفة ما إذا كان متمسكاً بـ”إعلان بعبدا” الذي ينص على النأي بلبنان عما يجري في سورية والخارج.
وأكدت المصادر امتعاض رئيس مجلس النواب زعيم ميليشيا “أمل” نبيه بري “من قيادتي الجيش والحكومة لموقفيهما البعيدين عن سياسة القوى الشيعية في دخول الحرب من أوسع أبوابها ضد “الإرهاب” الآتي من سورية، الذي – حسب بري – بات يهدد عشرات القرى والبلدات وآلاف العائلات الشيعية المقيمة داخل الاراضي السورية – اللبنانية المتداخلة على الحدود، وحتى داخل منطقة البقاع اللبنانية ذات الغالبية الشيعية أيضاً، في حال مالت كفة الانتصار لصالح الثوار السوريين”.
واضافت ان ضغوط بري ونصر الله والسفيرين الايراني والسوري وبعض القيادات الحزبية اللبنانية الدائرة في فلك الاستخبارات السورية “لم تعط النتائج المتوخاة منها لحض قائد الجيش العماد قهوجي على التخلي عن حياديته، مع إدراكهم التام أنه لن يرضخ ولن يطعن السعودية التي قدمت مساعدات غير مسبوقة للجيش والقوى الأمنية الشرعية بأربعة مليارات دولار”.
في سياق متصل، كشف أحد قادة المعارضة السورية في حمص لـ”السياسة” عن أن “وسيطين محسوبين على “حزب الله”، هما محام ورجل أمن لبنانيان، حاولا الاتصال بقيادات في المعارضة السورية المسلحة في ريف دمشق لحملها عن تجنيب القرى الشيعية الخمس عشرة في المناطق اللبنانية السورية المتداخلة جغرافياً في شمال لبنان المعركة المكلفة للطرفين، كما وصفاها، إذ تأكد للمعارضة السورية ان هناك نقصا حادا في الدعم العسكري اللوجستي لـ”حزب الله” من الجيش والشبيحة التابعين للنظام الذين اضطرتهم انتصارات الثوار في درعا وادلب واللاذقية وأرياف دمشق، إلى الانفلاش في هذه المناطق الواسعة منعاً لوصول الثوار الى قلب العاصمة”.
وأكد القيادي المعارض ان قيادتي الائتلاف و”الجيش الحر” رفضتا وساطة الشخصيتين اللبنانيتين اللتين عادتا إلى حسن نصر الله بخفي حنين.