كشفت المخابرات الأميركية عن وثائق جديدة قالت إنها تعود لأسامة بن لادن وتظهر كيف كان ينوي استغلال ظرفية “الربيع العربي” من أجل التوسع في الشرق الأوسط وتعزيز مكانة تنظيم القاعدة هناك.
وحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية فإن هذه الوثائق أظهرت كيف أن بن لادن كان بصدد تنفيذ خطة أطلق عليها اسم “توازن الرعب”، والتي كانت تقضي بالتوسع في مصر وليبيا وسوريا، إذا كان بصدد التواصل مع الجماعات الإرهابية في هذه الدول بعد أن انطلقت شرارة “الربيع العربي”.
وقالت الصحيفة إن المخابرات الأميركية لم تعرف كيف تقدر قوة التنظيم آنذاك إذ ظنت أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة في حين أن زعيمه كان بصدد إعداد خطة ساهمت بشكل أو بآخر في ظهور التنظيم الإرهابي “داعش”.
وتعود هذه الوثائق إلى نيسان 2011، أي إلى شهر واحد قبل مقتل بن لادن، وتظهر أن هذا الأخير كان قد ربط اتصالا مع رئيس المخابرات الباكستانية يطالبه فيها بهدنة، كما راسل نائبه آنذاك عطية عبد الرحمان، الليبي الأصل، من أجل الاهتمام بما يحدث في المنطقة العربية من تغييرات وثورات، قائلا إن هذا الأمر من شأنه أن يؤثر على مكانة الصومال كمنطقة تجنيد رئيسية للقاعدة وتدريب لعناصره أيضا، واقترح إرسال عناصر “القاعدة” إلى الجامعات في دول المنطقة لإتقان التقنيات المتطورة.
وحسب ما نقلته “واشنطن بوست” فإن بن لادن توقع في رسالته لنائبه أن تميل الكفة لصالح تنظيم القاعدة.
ونقلت الصحيفة رد عطية على رسالة بن لادن والذي قال فيها بالحرف: “نحن حاليا نتعقب الثورات العربية، والتغيرات التي تحدث في الدول العربية، خاصة تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ونعتقد أن هذه التغييرات ستشمل كل المنطقة العربية”.
وقال عبد الرحمان في رسالته بأن عناصر تنظيم القاعدة وصلت إلى ليبيا بالفعل وتساعد على الإطاحة بنظام القذافي، طالبا منه أن يرسل رسالة تشجيع ودعم للمتظاهرين في دول ثورات الربيع العربي.