قال خبراء ماليون إن أسواق الأسهم المحلية في الامارات مازالت ضمن مسار صاعد حتى الآن رغم عمليات جني الأرباح التي شهدتها في بعض جلسات الأسبوع الماضي وجاءت غالبيتها من صغار المتداولين، مؤكدين أن السوق استطاع استيعاب جزء كبير من عمليات البيع والعودة إلى نهجه الإيجابي وسط ارتفاع وتيرة شهية التداول خاصة في آخر جلستين من الأسبوع، وأن هذا النهج الإيجابي مرجح استمراره خلال هذا الأسبوع بدعم المؤسسات.
وأكدوا أن كل المعطيات تشير إلى أن الأسبوع الجاري سيكون إيجابية بشكل عام رغم تواصل عمليات المضاربة، التي لم يعد لها ذلك التأثير في ظل استمرار تدفق السيولة المؤسسية إلى السوق وعلى نحو يعزز من فرص الارتداد إلى فوق أعلى قمة بلغتها المؤشر خلال العام الجاري.
تصحيح مسار
وقال الخبير المالي حسام الحسيني إن السوق نجح في تصحيح مساره والتصدي لجني الأرباح، الذي تعرض له خلال جلستي يومي الأحد والاثنين، وبدأت بعد ذلك طلبات الشراء بالتحسن، ما أسهم في الارتداد المسجل في اليوم قبل الأخير من الأسبوع الماضي، ما ساعد بدوره في تبديد المخاوف من تحول عمليات جني الأرباح إلى تصحيح قوي كما توقع البعض.
وأضاف أنه ومع تماسك السوق لاحظنا عودة التحسن أيضاً إلى حجم السيولة التي ارتفعت وتيرتها بعد التغلب على حالة الحذر، التي رافقت جني الأرباح، ما يعني بالضرورة أن جلسة يوم الأربعاء شكلت بداية جديدة لحركة الأسهم بشكل عام، التي جاءت بدعم من سهم إعمار، الذي يعد بمثابة المحرك الرئيس للنشاط، كما يعلم الجميع إلى جانب شريحة من الأسهم الأخرى التي تحظى باهتمام المؤسسات.
جني الأرباح
وأشار إلى أن معظم عمليات جني الأرباح التي نفذت في بداية شهر مايو جاءت من الأفراد، لكن دخول المؤسسات أسهم في عودة التماسك إلى السوق وباتت غالبية المؤشرات تسير باتجاه واحد يصب في النهاية في مصلحة ترجيح المسار الإيجابي.
وذكر أن آخر سيولة دخلت إلى السوق كانت تقريباً عند الأسعار المسجلة يوم الأربعاء الماضي، ولاحظنا أن هذه المؤسسات لم تقم بأية عمليات تصريف، وذلك نظراً لعدم قدرتهم على فعل ذلك في إطار سعيهم لتحقيق الربحية، ما يعني أن الزخم في النشاط سيتواصل في الأسواق خلال الأسبوع الجاري.
وأفاد بأن المحفزات ما زالت متوفرة لتعزيز النشاط في الأسواق سواء على صعيد حركة أسعار النفط التي أخذت بالارتفاع أو أداء الأسواق العالمية، التي بلغ بعض مؤشراتها مستويات قياسية أو على جاذبية أسعار الأسهم المحلية مقارنة مع الأسواق الأخرى.
الأسهم القيادية
وأكد مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات جمال عجاج أن كل المعطيات تشير إلى أن الأسواق مازالت قوية بعدما نجحت بالتماسك خلال الأسبوع الماضي بدعم من شريحة من الأسهم القيادية، التي وبرغم إغلاقها على تراجع إلا أنها استمرت بالقرب من أعلى مستويات تخلت عنها خلال يومي الأحد والاثنين الماضيين، معرباً عن تفاؤله باستمرار الشراء المؤسسي في الأسبوع الجاري وهو العنصر الرئيس المساهم في دفع الأسعار لاستئناف صعودها مرة أخرى.
وقال إن من إيجابيات تعاملات الأسبوع الماضي قدرة العديد من الأسهم على استيعاب تداولها من دون أحقية التوزيعات، الأمر الذي يعكس وجود شهية للتداول عليها من قبل شرائح جديدة من المستثمرين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عزوف بعض المتداولين عن البيع خلال الانخفاض المسجل بداية الأسبوع والاحتفاظ بأسهمهم يعد إشارة إيجابية أخرى تصب في دعم الاتجاه الصاعد للأسواق.
وأفاد بأن إعادة تدوير جزء من التوزيعات النقدية السخية التي وزعتها الشركات على مساهميها كان له دور في دعم الأسواق.
العقار والبنوك
ورأى الخبير المالي عميد كنعان أن ترجيح تواصل صعود الأسهم يعتمد على قطاعي العقار والبنوك وهي الأكثر جذباً للسيولة سواء المضاربة أو التي تستهدف الاستثمار وبشكل عام فإن أداء غالبية هذه الأسهم كان جيداً رغم إقفالها على تراجع لكنها قلصت كثيراً من خسائرها في آخر الأسبوع، ما يعني زيادة قدرتها على استئناف تحسنها خلال الأسبوع الجاري.
وأشار إلى أن الأمر الإيجابي في الأسواق تواصل الشراء المؤسسي حتى في ظل الانخفاض، الذي رأيناه في بداية الأسبوع الماضي وهو ما يعني أن عمليات البيع كانت في أغلبها من الأفراد المضاربين، وليس من المؤسسات التي تعد سيولتها الداعم الأكبر لعودة النشاط إلى الأسهم.
معطيات التحليل الفني
وفقاً للتحليل الفني الذي تعده شركة دلما للوساطة المالية فإن مسار
مؤشر سوق دبي المالي خلال شهر أبريل وحتى نهاية الأسبوع الماضي في حالة ارتفاع، حيث توجد نقطة الدعم عند مستوى 4000 نقطة، ثم 3800 نقطة ثانياً ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر ليصل إلى 4600 نقطة- 4800 الأمر الذي يعطي إشارة إيجابية للمستثمرين.
وفي ما يخص سوق أبوظبي فمن المتوقع أن تستمر حالة الارتفاع في صعود المؤشر يتواجد بين نقطة مقاومة 4700 ودعم 4500 وفي حالة اختبار لمستوى المقاومة واختراق مستوى 4700 من المتوقع استمرار حالة الارتفاع حتى يصل المؤشر إلى 5700 .