Site icon IMLebanon

الحريري في موسكو.. عودة الملف اللبناني إلى الواجهة

saad-haririii

تكتسب زيارة الرئيس سعد الحريري لموسكو الثلاثاء، بعد زيارته الأخيرة لواشنطن، أهمية خاصة، كونها تأتي في اطار تحركه الدولي لتفعيل الاهتمام بالوضع اللبناني، واستطلاع آخر المواقف بالنسبة إلى السياسات الدولية حيال المنطقة واتجاهات الأوضاع فيها.

مصادر نيابية بارزة أفادت صحيفة “المستقبل” ان الحريري في تحرّكه الدولي، يؤدّي دوره كزعيم أكبر كتلة نيابية في البلد، وزعيم أساسي في فريق 14 آذار. ويهدف تحرّكه الدولي إلى إعادة لبنان إلى واجهة الاهتمام الدولي بعدما تراجع ذلك، نتيجة الأحداث المحيطة بلبنان. وهذا المسعى يدخل في اطاره ملف الرئاسة ودعم الجيش، والدور اللبناني في محاربة الإرهاب، فضلاً عن مستقبل لبنان من أجل أن لا تكون أية حلول على حسابه، ومنعاً لأن يستمر التعامل معه كأداة لتصفية الحسابات الدولية الاقليمية.

وبالتالي، يسعى الحريري إلى إعادة لبنان إلى سلّم الأولويات الدولية، لا سيما وأنّ تقارير ديبلوماسية تشير إلى أنّه من غير الواضح بعد ما إذا كان لبنان سيكون من بين الأولويات الدولية بعد توقيع الاتفاق الغربي مع إيران.

مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية الروسية تؤكد انه من المتوقع أن يلتقي الرئيس الحريري كبار المسؤولين الروس، فضلاً عن لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي وجّه إليه الدعوة كرئيس سابق للوزراء.

والحريري شخصية لبنانية تؤدي دوراً كبيراً ليس فقط في لبنان، بل أيضاً في المنطقة بحكم التوازنات القائمة فيها، وفقاً للمصادر. إذ يمكنه إبراز دور لبنان. وبناء على هذه الخلفية تنعقد لقاءاته الدولية، والتي في اطارها سبق أن زار واشنطن، ذلك أنّ كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية هما اللاعبان الدوليان الأهم على الساحة الدولية. وتأتي زيارة موسكو، في اطار استطلاع تطورات المنطقة ومواقف موسكو حيالها، فضلاً عن استطلاع آفاق الأزمة السورية، في ظل ملامح الانفتاح الروسي العربي. وهناك احتمال لحصول زيارات عربية على مستوى عالٍ لموسكو من شخصيات لها وزنها.. كما أنّ هناك انفتاحاً معيناً على الرغم من تباعد المواقف حول سوريا، مع ان روسيا مدركة لحجم التغييرات على الأرض في سوريا، لكنها تستبعد أن تكون مقدمة لحسم عسكري، بل قد تكون للدفع في اتجاه حل سياسي.

ازاء ذلك، من الطبيعي أن يعرض الحريري وجهة نظره، بحسب المصادر، واستطلاع التوجهات الروسية الجديدة، وما إذا كان هناك تغيير في الاستراتيجية في مكان ما، في ظل الموقف المتقدم لروسيا في أزمة اليمن، بعد رفضها اللجوء إلى حق “الفيتو” في ما خصّ استصدار مجلس الأمن للقرار 2216 لحل هذه الأزمة. هناك تغييرات في السياسة الدولية، والأزمات الموجودة مترابطة ومتشابكة. فالصين التي تتفق دائماً مع روسيا حول سوريا، وافقت على صدور القرار 2216. لذا يستطلع الحريري مستقبل الرؤية الروسية لأزمات المنطقة، وللوضع اللبناني، والأزمة الرئاسية حيث لروسيا ثقلها واتصالاتها.

القرار 2216 يزعج أفرقاء لبنانيين لأنه يمسّ راعيتهم الكبرى. لكن مسار القرار منفصل عن لبنان وسوريا، ويعالج ما يمسّ أمن الخليج والمضائق المائية المهمة، حيث جرى دعم أميركي ومن ثم دولي للخليج، لكنه لا ينسحب على مناطق أخرى. في اليمن ليس لروسيا مصلحة استراتيجية، وفقاً للمصادر، إنّما في سوريا، إذا لم تحصل صفقة معينة مع روسيا حولها، فستبقى تستعمل حق “الفيتو”، ولن يكون هناك تغيير في موقف روسيا. بالنسبة إلى اليمن ليس هناك من مصالح استراتيجية تملي اللجوء إلى “الفيتو”. وتعتبر موسكو ان لبنان ليس قضية منفصلة انما هو يمثّل قضية ملحقة بأزمات المنطقة. والروس يتعاملون مع لبنان انطلاقاً من هذا المفهوم.

موسكو تؤيد انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وهي تركز على مسألة ان الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة، ودعوتها لانتخابه في أسرع وقت تأتي كدعم لهذا المنحى. روسيا تعتبر نفسها انها لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، ويمكنها أن تساعد من دون ان تدخل في التفاصيل اللبنانية. وترى انه من الضروري وجود رئيس “توافقي” في لبنان، ويستحيل أن يكون هناك رئيس غير ذلك، على حد تعبير المصادر.