Site icon IMLebanon

“حزب الله” يواجه أكبر أزمة منذ تأسيسه؟!

 

ذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية أن التضخيم الإعلامي لقدرات “حزب الله” العسكرية وتدخلاته في دول عربية عدة على رأسها سوريا والعراق واليمن يخفي وجود أزمة هي الأكبر التي تواجه الحزب الموالي لإيران والمؤتمر بأوامر حرسها الثوري منذ تأسيسه في ثمانينات القرن الماضي.

 

وقالت الصحيفة: “لا شك بأن “حزب الله” تحول خلال السنوات القليلة الماضية إلى الذراع العسكرية الرئيسية للنظام الإيراني في المنطقة يستعين بها لإنقاذ حلفائه كما يجري في سوريا أو مساندة ميليشياته كما يجري في العراق أو تقديم الخبرة والمشورة العسكرية كما يجري في اليمن.
ونتيجة التطورات الاقليمية التي دفعته للانخراط في حروب بدول عربية عدة تنفيذاً لأوامر “الولي الفقيه” الإيراني، بات “حزب الله” يعاني من حالة استنزاف كبرى سواء على الصعيد المادي مع تصاعد مصاريفه وتضاؤل الدعم الإيراني، بسبب العقوبات الدولية أو على الصعيد البشري في ظل استياء كبير لدى غالبية الشيعة اللبنانيين من الخسائر البشرية الفادحة في ساحات المعارك.
مصادر سياسية مطلعة أكدت لـ”السياسة” أن لجوء “حزب الله” إلى فتح معركة القلمون لا علاقة له بأي مصلحة وطنية لبنانية وإنما يهدف إلى تحقيق مصالح النظامين السوري والإيراني من جهة واستنهاض الحاضنة الشعبية وشد العصب من جهة ثانية.
ورغم تأكيدها أن الحزب يسعى لرفع معنويات ما يسمى “جبهة الممانعة” بعد الهزائم المتتالية التي لحقت بها في سوريا على يد الثوار وفي اليمن على يد التحالف العربي، إلا أن المصادر كشفت أن أحد أهم الأسباب الكامنة وراء فتح جبهة القلمون تتمثل بشد عصب البيئة الشيعية في لبنان عبر تخويفها من الخطر “التكفيري” لمعالجة أزمة الإحباط التي تعاني منها جراء قلقها من مسار الحرب في سورية حيث تتحول المعركة رويداً رويداً لصالح كتائب المعارضة والقوى الثورية.
وكشفت المصادر في هذا السياق أن الحزب بات يعاني خلال الأشهر القليلة الماضية من مشكلة جديدة تتمثل بتراجع وتيرة التجنيد في صفوفه ورفض بعض قواته الذهاب إلى سورية لمساندة قوات بشار الأسد ما دفعه إلى اللجوء لعناصر من “التعبئة العامة” وهم مقاتلون تلقوا تدريبات بسيطة ويشكلون قوات احتياط للقوات المقاتلة الأساسية.
وأشارت إلى أن مقتل العديد من الفتيان في سوريا يعكس بوضوح حجم الأزمة حيث أن “حزب الله” اضطر للجوء إلى شبان صغار وفتيان لم يتجاوزوا السادسة عشرة من العمر في بعض الأحيان وزج بهم في أتون المعارك العنيفة مع مقاتلي المعارضة السورية في محاولة لسد النقص الناجم عن الخسائر البشرية الكبيرة وعزوف العناصر المدربة عن الذهاب إلى سوريا.
ولفتت إلى أن مشكلة العناصر المقاتلة طفت على السطح مع اتساع رقعة العمليات في سورية ودخول الحزب إلى مناطق لم يدخلها في السابق وتحديداً في أرياف إدلب وحلب شمالاً وفي محافظة درعا جنوباً الأمر الذي حتم عليه مضاعفة قواته المنتشرة هناك خاصة بعد الفراغ الكبير الذي تركته الميليشيات العراقية التي عادت إلى بلدها للمشاركة في الحرب ضد “داعش”.

وبحسب المصادر فإن التململ في بيئة “حزب الله” مرده أيضاً إلى الأزمة المالية الخانقة الناجمة عن الازدياد المضطرد في نفقات الحرب مقابل انخفاض حجم الأموال من طهران ما دفع الحزب إلى البحث عن مصادر تمويل جديدة وهو ما تعكسه المناشدات في العديد من المناطق خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع من أجل جمع التبرعات من المؤيدين تحت مسمى “تجهيز مجاهد”.
وأمام هذا الواقع لم يعد بإمكان الحزب إغراء المقاتلين بالمال لذلك لجأ لإغراء بعض الفتيان والعاطلين عن العمل برواتب شهرية كما عمل على غسل أدمغة آخرين عبر التوريج لأفكار على غرار أن الحرب في سورية هي حرب وجودية وأنه إذا انتصر “التكفيريون” هناك سيأتون إلى لبنان للانتقام من الشيعة.
أما بالنسبة للتمويل يعمل المعنيون في الحزب بالتنسيق مع خبراء من “الحرس الثوري” على إيجاد مصادر جديدة سواء من خلال التجارة المشروعة وغير المشروعة أو من خلال عمليات التهريب أو من خلال تشجيع الشيعة المتمولين المقيمين في الخارج خاصة في افريقيا على التبرع بالأموال بشكل دائم.
وجزمت المصادر بأن “حزب الله” يواجه حالياً الأزمة الأكبر منذ تأسيسه لأن المهام المكلف بها من قبل إيران باتت أكبر من قدراته موضحة أن التعويل الأساسي في المرحلة الحالية هو على المؤيدين العقائديين في البيئة الشيعية للعب دور سواء في ما يتعلق بالتجنيد أو التمويل.