تطلب كوريا الجنوبية دعم لبنان و21 دولة عضوة في لجنة التراث العالمي لـ «اليونسكو» لمنع اليابان من إدراج 7 مواقع أثرية للثورة الصناعية للميجي (المرحلة الممتدة بين عامي 1868 و1912 من تاريخ الامبراطورية اليابانية حيث انتقل المجتمع الياباني من الإقطاع إلى الحداثة) في مدينتي كيوشو وياماغوش والمناطق التابعة لها (جزر في جنوبي غربي اليابان) في قائمة التراث العالمي أثناء انعقاد أعمال هذه اللجنة في بون -ألمانيا – بين 28 حزيران و8 تموز المقبلين.
وتعترض الحكومة الكورية على الموضوع لسببين: الأول، أن اليابان لم تتشاور معها حين قدمت طلبها قبل نحو سنة ونيف، وثانيا، بسبب مخاوف تصفها سيول بـ «المشروعة» وتتعلق بتاريخ المواقع كما يقول الكوريون، إذ أرغمت اليابان نحو 58 ألف عامل كوري على أعمال السّخرة في 7 من هذه المواقع الـ32 أثناء الإستعمار الياباني لكوريا في أربعينيات القرن الفائت.
وتلقّت وزارة الخارجية اللبنانية 3 دراسات تشرح موقف كوريا، وبينها دراسة تشير الى أن 95 عاملا كوريا فقدوا أثناء عملهم في مناجم الفحم وأحواض بناء السّفن في اليابان، أما عدد الضحايا الإجمالي فيبلغ 1442 كوريا.
ويقول السفير الكوري في لبنان يونغ إيل شوي أنّ اليابان تدرك أن كوريا ستعترض على إدراج هذه المواقع لكنّها لم تتوان عن تقديم الطلب بلا أية مشاورات وهذا العمل الأحادي الجانب من قبل اليابان هو «استفزاز موصوف».
ويوضح شوي لـ «السفير» أنّ كوريا لن تذهب الى حدّ الطلب من اليابان سحب ترشيح المواقع الـ23، لكنها تفتش عن تسوية ما عن طريق مفاوضات ثنائية. ومن الإقتراحات التي قدمها أعضاء لجنة التراث العالمي أن تسحب اليابان ترشيح 7 مواقع عمل فيها الكوريون الجنوبيّون بالسّخرة أو ذكر هؤلاء وتكريمهم بطريقة واضحة وصريحة».
ويعطي السفير شوي مثلا عن ألمانيا قائلا إن الألمان برّأوا ذمّتهم من جميع الأعمال الخاطئة التي ارتكبوها في الحرب الثانية، وأقاموا التكريم لضحايا أعمال السّخرة عبر إنشاء نصب تخلّد ذكراهم، «وبالتالي ليس من سبب يمنع اليابان من اتباع المسار عينه».
وعن قول اليابان بأن العمال اليابانيين تعرضوا كنظرائهم الكوريين لأعمال السخرة، قال شوي: «هذه الادعاءات اليابانية تشبه وضع الملح على جروح الكوريين، ثمة إثباتات عدّة تظهر بوضوح تامّ كيف أرغم العمال الكوريون على عمل السّخرة بظروف صعبة جدّا مقارنة مع ظروف اليابانيين، علما بأنّ نساء كوريا أرغمن أيضا على العمل بالسخرة في المعارك».
ويتابع شوي: «يترتب على اليابان أن تضمّن ترشيحها لهذه المواقع السبعة اعتذارا علنيا وواضحا لما تعرض له العمال الكوريون، ونحن نتوخى أن تقبل اليابان التسوية معنا»، وطالب الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي لـ «اليونسكو» بتشجيع اليابان على مراجعة موقفها من ضمّ تلك المواقع، وإعادة الحق المعنوي لمن قضوا أو فقدوا في تلك الحقبة، والحكومة الكورية مستعدّة للتفاوض لتفادي التصويت في اللجنة».