Site icon IMLebanon

المهمّة المستحيلة للبايرن أمام برشلونة والفرصة الأخيرة لغوارديولا

تقرير خالد مجاعص

مدينة في كاملها تنتظر الليلة مصيرها وتنتظر معها قدرها، وتحبس منذ أسبوع أنفاسها لقلب الطاولة على الجميع، أو في أقلّ تقدير لتحاول أن تعيد اعتبارها بعدما حطّمت أسطورة أرجنتينيّة كبرياءها بإسقاطها بثلاثيّة نظيفة. إنّها مدينة ميونيخ، المقاطعة البافاريّة التي تعشق كرة القدم، وسيطرت على اللعبة لأكثر من عقدين كاملين، وجعلت من منتخب المانشافت أبطال العالم في الريو في قلب البرازيل.

نعم، الليلة “تكرم مدينة ميونيخ أو تهان”. هذه العبارة لوحدها في إمكانها أن تلخّص كلّ معطيات وسيناريوهات وعناوين مباراة الإياب من دور النصف النهائيّ في دوري أبطال أوروبّا الـ”تشامبينز ليغ” بين عملاق كرة القدم الألمانيّة بايرن ميونيخ الجريح،  وضيفه المارد الكاتالونيّ برشلونة. فما هو مؤكّد أنّ فرص بايرن في قلب المعادلة هي عمليّة شبه منعدمة، إن لم نقل مستحيلة، باستثناء مدرّب البايرن بيب غوارديولا الذي ما زال مؤمناً  بأنّ فريقه قادر على تكرار إنجاز مباراة الإياب أمام بورتو، ولو على حساب الفريق الكاتالونيّ.

فبعد السقوط المدوّي للبايرن أمام برشلونة بنتيجة 0-3 في ذهاب الدور نصف النهائيّ، أصبح السؤال: ماذا سيفعل  بايرن ميونيخ للتأهّل إلى نهائيّ دوري الأبطال الذي سيقام على ملعب العاصمة الألمانيّة برلين؟

من ناحية المدرّب البافاري جوارديولا، فإنّ الأمر ممكن حيث اعتبر مساء أمس الاثنين أنّ  سيناريو الفوز يكون واضحاً عند السيطرة على الكرة، وبالتالي فرض السيطرة على وسط الملعب، مؤكّداً أنّه لن يكشف دفاع الفريق على حساب اللعب الجماعيّ، بل أنّ الطريقة الهجوميّة للبايرن ستنطلق في المقابل من خطّ الدفاع. وكان واضحاً خلال المؤتمر الصحافيّ الذي عقده جوارديولا مساندة لاعبي الفريق البافاري في شكل مطلق مدربّهم بعد تعرّضه إلى حملة اتّهامات من مشجّعي البايرن قبل خصومه، فكان إلى جانبه في قاعة المؤتمرات في ملعب الألينز أرينا الثنائيّ  توماس مولر ورافينيا.

وكانت مداخلة مولر واضحة من ناحية  الدعم المطلق للاعبيّ الفريق لخطط مدرّبهم، مؤكّداً أنّ لا شيء مستحيل في كرة القدم خصوصاً أنّ فريق بايرن ميونيخ لم يخش  يوماً من المستحيل، وهو على ثقة أنّ الفريق البافاري سيعيد الثقة إلى جماهير مدينة ميونيخ، منهياً حديثه بالقول: “لا نريد أن نشكو ونشكو من دون جدوى، فمن دون أدنى شكّ، إنّ فريق البايرن على الرغم من أنّه يفتقد عدداً من نجومه بسبب الإصابات، الّا أنّه يضمّ أفضل اللاعبين في العالم مع أفضل مدرّب، وأنّه في ملعبه سيحقّق الإنجاز المطلوب، مهما كان صعباً ومهما كان خصمه قويّاً”. وحول الحديث الذي دار بينه وبين المدرّب بيب غوارديولا، قال مولر: “لا أعتقد أنّ على المدرّب أن يشرح للاعب لماذا سيقوم باستبداله، وهذا سيؤدّي حتماً إلى هرج ومرج فقط، وأنا لن أطالب بتفسيرات بعد الآن، لأنّ المدرّب هو قائد العمليّات، وما يقوم به صحيح وهذا ما أثبته أيضاً في السابق”.

في الختام، يدرك كلّ مراقبي اللعبة أنّ بايرن سيكون في حاجة إلى معجزة حقيقيّة حتّى يحقّق الوعود التي تقدّم بها مدرّبه وجهازه الفنّي، خصوصاً أنّ بايرن وبعد سقوطه المدوّي أمام  برشلونة، لم تبد عليه علامات الصحوة من الهزيمة، والدليل انتكاسته مجدّداً أمام أوغسبورغ بهدف من دون ردّ، ضمن منافسات المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الألماني- بوندسليغا، والتي جاءت، ومن دون شكّ نتيجة الإحباط المسيطر في ميونيخ.

وبعيداً عن أجواء التخبّط التي يمّر بها البايرن، اعتبر المدرّب الكاتالونيّ لويس أنريكه أنّ على الفريق الكاتالونيّ المحافظة على النتيجة التي حقّقها فريقه في مباراة الذهاب على ملعب كامب نو بثلاثيّة نظيفة: “لا نرغب في أنّ تتّخذ المباراة طابعاً مجنوناً، وإذا ما حدث هذا، سنعمل على تهدئة الأمر. نحن نحبّ الكرة والتواجد في منطقة الخصم، وهو الأمر نفسه الذي يرغب فيه بايرن، لذلك سنعمل على مهاجمة المساحات”.

وأشار إنريكي أخيراً إلى أنّ جانباً كبيراً من عمله سيرتكز على تحفيز لاعبيه وأيضاً تهدئة أيّ زيادة مفرطة في حالة النشوة الناجمة عن الفوز الكبير ذهاباً.