Site icon IMLebanon

قانون السير “يفضح” مراكز “الميكانيك”

mecanique-1

حسن يحيى

تعيد الصور وأشرطة الفيديو، الملتقطة أخيراً على تخوم مراكز المعاينة الميكانيكية، إلى الأذهان، صور أرتال السيارات واحتشاد الأشخاص أمام محطات الوقود والأفران خلال “الحرب الأهلية”. ساعات طويلة قضاها ويقضيها المواطنون يومياً في هذه المراكز منذ البدء بتطبيق قانون السير الجديد.

واقع الحال في “الميكانيك”، أن الغرامات المرتفعة التي فرضها قانون السير الجديد، ومنها غرامة التأخر في تسديد الرسوم الميكانيكية والتي تزيد عن الحد الأدنى للاجور، ولدّت خوفاً لدى الناس دفع الآلاف منهم للتوجه إلى مراكز المعاينة الميكانيكية لفحص سياراتهم.
وتشهد هذه المراكز هذه الأيام زحمة خانقة غير مسبوقة، وفق المدير العام لـ”شركة فال” المتعهدة معاينة السيارات في لبنان، وليد سليمان، الذي يقول في حديث لـ”المدن” ان الشركة ونظراً للاقبال الشديد بادرت الى تمديد ساعات العمل إلى الثامنة مساءً لإفساح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الأشخاص لفحص سياراتهم، مضيفاً أن هذا التمديد لا يزال مستمراً على الرغم من انخفاض الاقبال على “مراكز المعاينة”. وأكد أن “هذه المراكز جاهزة لهذا الاقبال الكثيف عليها”.

لكن مصدراً من داخل أحد مراكز المعاينة الميكانيكية، نفى في حديث مع “المدن”، أن تكون هذه المراكز جاهزة لاستقبال أعداد كبيرة من المواطنين، إذ أكد أنه إضافة إلى قلّة الموظفين الذين لا يتجاوز عددهم 370 موظفاً في كل الفروع، هناك سوء تنظيم في تحديد موعد المعاينات السنوية للسيارات. وأضاف أنّ السيارات التي يستحق موعد معاينتها في الاشهر الثلاثة الأولى من العام، أقل بكثير من السيارات التي يستحق موعد معاينتها في الاشهر الثلاثة الأخيرة، إذ يدنو عدد السيارات التي تستحق معاينتها خلال شهر كانون الأول فحسب، من عدد تلك التي تستحق معاينتها بين شهري كانون الثاني ونيسان. ويشكل هذا الخلل أزمة واضحة عكستها أخيراً كثافة الاقبال على مراكز المعاينة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول قدرة الموظفين على القيام بعملهم في ظل ظروف كهذه. وفي هذا السياق، يعتبر أحد الموظفين (فضّل عدم الكشف عن اسمه) في مركز المعاينة في الحدت، أن الضغط الكبير الذي تعرضوا وما زالوا يتعرضون له، نتيجة “هلع” المواطنين وإقبالهم على مراكز المعاينة، ما هو الا نتيجة طبيعية لقانون السير الجديد الذي يحمّل المواطنين غرامات كبيرة. ولكنه أظهر بشكل واضح “التقصير والنقص” في طاقم موظفي مراكز المعاينة، إضافة إلى عدم قدرة المراكز على تحمّل هذا الضغط الكثيف، ما يطرح علامات استفهام حول سبب التأخير في إنشاء مراكز معاينة جديدة في لبنان.

وعلى الرغم من تمديد ساعات العمل في مراكز المعاينة الميكانيكية، لا تزال بعض هذه المراكز تشهد زحمة كثيفة. وفي السياق، ويعرب أبو رمزي، وهو احد السائقين الذين وصلوا إلى مركز المعاينة في الغازية عند الرابعة فجراً لحجز دور له، عن استغرابه لوجود عشرات السائقين الذين ينتظرون دورهم في هذا الوقت المبكر، علماً بأنّ المركز لا يفتح أبوابه فعلياً قبل الثامنة صباحاً.
وفي شأن تمديد ساعات العمل في هذه المراكز، يقول أبو رمزي إنّها خطوة إيجابية، ولكن المشكلة أنّ من يفحص سيارته لأول مرة لا يستطيع المجيء مساءً، خصوصاً اذا “سقطت”، إذ لن يجد أي ميكانيكي ليصلح أعطال سيارته، ما يعني أنه سيضطر إلى المجيء مرة ثانية.