كشف مصدر سوري مطلع أن لا صحّة لما ذكر عن تمرّد اللواء علي المملوك مدير مكتب الأمن القومي في سوريا ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
وأوضح المصدر أن المملوك يعاني من مشاكل صحيّة وأن السبب الذي جعل الإشاعات تتزايد في شأن وضعه، عائدة إلى التدهور المفاجئ لوضعه الصحي الأسبوع الماضي. وأدّى ذلك إلى نقل الضابط الكبير إلى مستشفى الشامي المخصص لمعالجة كبار الشخصيات المحسوبة على النظام.
وذكر المصدر نفسه أن مملوك ما زال في خدمة النظام السوري، كما لم يصدر عنه ما يشير إلى أنّه مستعد للدخول في أي مغامرات تصبّ في السعي إلى الإطاحة ببشّار الأسد، خلافا لما ذكرته صحف أجنبية من بينها “ذي دايلي تلغراف” و”الغارديان” البريطانيتان.
لكنّ المصدر شدّد على أنّ المملوك، الذي لا يشكّ أحد في ولائه للنظام، بات يشكل عبئا عليه بعدما قرّر الوزير السابق ميشال سماحة الاعتراف بأنّه نقل بالفعل متفجرات من دمشق بهدف القيام بسلسلة عمليات في لبنان تستهدف شخصيات سنّية.
وكان سماحة أدلى بالاعترافات المفاجئة والمثيرة في جلسة انعقدت أمام المحكمة العسكرية في بيروت قبل نحو شهر.
وأثار ذلك قلقا عميقا في أوساط النظام السوري، خصوصا أن المتفجرات التي صودرت من سماحة والتي سلّمه إياها ضابط في مكتب علي مملوك شبيهة بتلك التي استخدمت في اغتيال شخصيات لبنانية في المرحلة التي تلت تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري ورفاقه قبل عشر سنوات.
وأشار المصدر إلى أن دمشق مليئة بالإشاعات في هذه الأيّام، خصوصا بعد الإعلان عن وفاة اللواء رستم غزالة مدير الأمن السياسي الذي تعرّض للضرب على يد رجال مدير الإستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة.
وكشف المصدر نفسه أن ظهور بشّار الأسد في مكان شبه عام يلقي خطابا أمام عدد من المنتسبين إلى الكليات العسكرية، استهدف نفي ما تردّد عن اغتيال رئيس النظام السوري.
وتبيّن أن السبب الذي دفع النظام إلى التخلص من غزالة عائد أساسا إلى رفضه التعاون مع الضباط الإيرانيين والمسؤولين عن “حزب الله” الذين يشرفون على سير القتال في المناطق القريبة من درعا، عاصمة محافظة حوران.
وخلص المصدر إلى القول إنّ الغموض يلفّ وضع مملوك، خصوصا بعد التدهور المفاجئ لوضعه الصحي في وقت تتوالى التطورات في غير مصلحة النظام.