إيلي قهوجي
ظلّت أنظار المستثمرين في الأسواق المالية اللبنانية متجهة الى التطورات الميدانية التي تشهدها جرود القلمون على سلسلة جبال لبنان الشرقية تحسباً لانتقالها الى جرود عرسال الأكثر حساسية، وكذلك الى سبل معالجة الشغور المرتقب في المواقع القيادية من عسكرية وأمنية، تمديداً أو تعييناً، تحسباً لارتداداتها على الوضع الداخلي في ظل الفراغ الرئاسي. وأدى ذلك الى استمرار تردد المتعاملين في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائح بورصة بيروت ليقتصر التداول على المألوف منها في إطار تصريف الأعمال الجارية للبعض عليها باستثناء “سوليدير” التي شهدت اسهمها بداية مضاربات استباقاً لما ستسفر عنه جمعيتها العمومية العادية للـ2014 التي ستدعى الى الانعقاد اعتباراً من الشهر المقبل، فمضت أسعارها في التقلب صعوداً لتلامس فترة عتبة الـ11,42 دولاراً، قبل أن تقفل الفئة “أ” منها بـ11,33 دولاراً في مقابل 11,26 والفئة “ب” بـ11,25 دولارا في مقابل 11,26 أيضاً أول من أمس. في غضون ذلك، استقرت أسعار شهادات إيداع “بلوم بنك” على 10,00 دولارات وتراجعت أسعار أسهمه التفضيلية – 2011 من 10,15 الى 10,10 دولارات مع أسهم “بنك بيروت” التفضيلية – E وH من 26,50 الى 22,50 دولاراً ومن 26,00 الى 26,35 دولاراً، فيما ارتفعت أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,71 الى 1,75 دولار.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم أنفست” للأسهم اللبنانية بارتفاع نسبته 0,17 في المئة على 1194,91 نقطة، في سوق أقل نشاطاً تبودل فيها 65530 صكاً قيمتها 801171 دولاراً، في مقابل تداول 95325 صكاً قيمتها 1,463,165 دولاراً أول من أمس.
استمرار المضاربات في سوق السندات دعم الأورو وأضعف البورصات
في الخارج، عاد الأورو الى التماسك في أسواق القطع العالمية ليلامس صعوداً فترة عتبة الـ 1٫13 دولار (على 1٫1275 دولار) بدعم من تنامي المضاربات على تراجع الورقة الخضراء بتأثير من تباين التوقعات للمنحى الذي ستتخذه السياسات النقدية على جانبي الأطلسي وما رافق ذلك من تقلبات في عائدات السندات الحكومية الأميركية والالمانية لمصلحة الأخيرة في تطور دعم الأورو. إلا أن استمرار القلق في شأن الديون اليونانية على رغم تقدم المحادثات بين أثينا ومقرضيها الأوروبيين انما من دون التوصل الى اتفاق على تمويل حاجاتها من السيولة لايفاء ما سيستحق منها لهم حتى نهاية أيار في مقابل تنفيذها اصلاحات هيكلية لا تزال تعترضها عقبات وخصوصاً بعد اقتراح وزير المال الالماني ان تجري حكومة اليونان استفتاء على الاصلاحات التي يطلبها دائنوها بما يسهل على رئيس وزرائها التخلي عن وعوده الانتخابية، عاد وحدّ من مكاسب الأورو لأن هذه الخطوة قد تؤخر بدء التنفيذ الى حين انتهاء الاستفتاء، وقت يلح وزير المال اليوناني على حصول التمويل في أقرب وقت لأن بلاده ستفتقر الى السيولة في غضون اسبوعين. وأدى ذلك الى اقفال الأورو في نيويورك بـ 1٫1215 دولار في مقابل 1٫1150 أول من أمس وأونصة الذهب بـ 1193٫25 دولاراً في مقابل 1183٫50 في الفترة عينها.
وسجلت الأسهم الأوروبية انخفاضاً حاداً أمس وسط موجة عارمة من البيع لمصلحة السندات الحكومية دفعت المستثمرين الى تقليص تعرضهم للمخاطر. ومع ارتفاع عائدات السندات الالمانية وغيرها في منطقة الاورو، باستثناء اثينا التي ارتفعت أسعار الأسهم فيها، أقفلت البورصات الأخرى بتراجع راوح بين 1٫72 في المئة في فرانكفورت و0٫45 في المئة في بروكسيل. وأنهت الأسهم الأميركية جلسة أمس مترددة نزولاً بعد اعلان وزارة الخزانة تحقيق فائض في الموازنة مقداره 157 مليار دولار في نهاية نيسان، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بتراجع 36٫94 نقطة على 18068٫23 نقطة و17٫38 نقطة على 4976٫19 نقطة توالياً.
