خلصت وكالة الطاقة الدولية الى أن منتجي النفط الصخري الأميركيين بدأوا يخسرون معركتهم مع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إلا أن هذه المعركة لا تشكل إلا البداية فقط بحسب تعبير المنظمة.
وقال تقرير الوكالة التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقرا لها أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية قد رضخوا للضغوط، فقد كانوا منشغلين بتخفيف ضخامة عملياتهم الإنتاجية على مدى الأشهر الأخيرة.
ولاحظت الوكالة كذلك ان القفزة التي بلغت 14% في سعر النفط الاميركي الشهر الماضي بعد صدور مؤشرات عن تراجع انتاج النفط الصخري قد تعطي منتجي الصخري “فرصة جديدة” وان عددا منهم تفاخر بخفض كبير في كلفة الانتاج، معتبرة أنه “سيكون من المبكر القول بان اوبك كسبت معركة حصة السوق.. ورأت انّ المعركة بدأت للتو”.
وكانت إحصاءات شركة “بيكر هيوز” قد أظهرت تراجع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني والعشرين على التوالي.
وفرة المعروض
ويشير التقرير الى استمرار الوفرة في أسواق النفط العالمية مع تعويض بعض الدول تباطؤ انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة اثر انهيار اسعار الخام السنة الماضية.
وقالت الوكالة ان الانتاج العالمي ظل عند 95,7 مليون برميل يوميا في نيسان/ابريل، وان تراجع انتاج النفط الصخري الاميركي عوضته زيادة انتاج بعض دول منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ودول اخرى غير اعضاء في الكارتل النفطي.
وتوقعت وكالة الطاقة زيادة انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك خلال 2015، معتبرة ان انتاج الدول النفطية خارج أوبك سيرتفع بمعدل 830 الف برميل في اليوم ليصل الى 57,8 مليون برميل يوميا.
ويلفت تقرير الوكالة الى انه “مع استمرار حركة تصحيح السوق، تظهر زيادة في العرض في بعض الزوايا غير المتوقعة” مشيرة الى ان روسيا والبرازيل تكيفتا جيدا وبصورة غير متوقعة مع تراجع اسعار النفط باكثر من 60% الى اقل من 50 دولارا في بداية السنة بعد ان رفضت اوبك تخفيض انتاجها رغم مؤشرات عن الوفرة في السوق.
واعتبر تقرير وكالة الطاقة أن الهدف من موقف اوبك التي تضم 12 عضوا وتزود السوق بنحو 30% من النفط هو اخراج منتجي النفط الصخري الاميركيين من السوق مع جعل الانتاج غير مجد نظرا لارتفاع كلفته.
وكانت زيادة انتاج النفط الاميركي من أبرز التطورات التي شهدتها سوق النفط على مدى سنوات لكن وكالة الطاقة الدولية لاحظت ان هبوط الاسعار دفع بصورة مؤقتة على الاقل الى وقف الانتاج مع تراجع عدد الحفارات بمعدل 60% وتسجيل تراجع المخزون خلال اسبوع واحد في نيسان/ابريل.
وفي حين كان رد فعل منتجي النفط الصخري متوقعا على نطاق واسع، فقد خالف تصرف بعض الدول من خارج اوبك التوقعات.
اعلى مستوى لانتاج أوبك منذ 2012
وقالت الوكالة ان شركات النفط الروسية تكيفت بصورة استثنائية على ما يبدو مع الاسعار المنخفضة ومع العقوبات الدولية وذلك بفضل نظام ضريبي مرن خفف من الاعباء المالية مع انخفاض الاسعار وبفضل تراجع كبير في كلفة الانتاج مع تراجع سعر الروبل.
ولاحظت ان الانتاج الروسي ارتفع بمعدل 185 الف برميل يوميا على مدى سنة حتى نيسان/ابريل، كما لفتت الى زيادة في انتاج البرازيل بمعدل 17% خلال الربع الاول من السنة مع تسجيل ارتفاع كذلك في الصين وفيتنام وماليزيا.
وفي هذه الاثناء إستمر ارتفاع انتاج الخام في نيسان/ابريل بـ 160 الف برميل يوميا مقارنة مع القفزة التي حققها مع ضخ 960 الف برميل اضافية في اذار/مارس مع زيادة انتاج العراق وايران وابقاء السعودية لانتاجها فوق 10 ملايين برميل للشهر الثاني على التوالي وفقا لتقديرات وكالة الطاقة.
وبذلك يكون انتاج اوبك قد ارتفع خلال نيسان/ابريل الى 31,21 مليون برميل يوميا ليصل الى اعلى مستوى منذ ايلول/سبتمبر 2012.
ومع استبعاد اي تباطؤ في الانتاج في مناطق اخرى قالت الوكالة ان العناصر الأساسية التي تدعم استقرار السوق لا تزال تبدو “غير متينة على المدى القصير”.
توقعات الطلب العالمي
وابقت الوكالة على توقعاتها بالنسبة للطلب العالمي للنفط متوقعة زيادة من 1,1 مليون برميل يوميا في 2015 ليصل الطلب العالمي الى 93,6 مليون برميل يومي،مع تحسن الوضع الاقتصادي وشتاء اكثر برودة في اوروبا مقابل توقع تراجع الطلب في دول الاتحاد السوفياتي سابقا والشرق الاوسط واميركا اللاتينية.